عند الرابعة من فجر امس، كان الجيش العربي السوري مع حلفائه من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يجتاحون ريف حماه الشرقي بسرعة وشراسة كبيرة، وتحت افق من نار وحتى في بحر من دماء. اما الطيران الروسي فلم يتوقف اذ بدأ قصفه وعملياته الجوية، وبعد نصف ساعة من المعركة انطلقت الدبابات السورية لتتقدم نحو ريف حماه وتطوق التكفيريين والارهابيين وتعتقل منهم الكثير وتقتل اكثر من 420 عنصرا إرهابيا، فيما الطيران الروسي باشراف من طيارين على الأرض يرشّون من الطائرات الى الأهداف التي يجب ضربها، وبالفعل حقّق الطيران الروسي اهدافا دقيقة جداً بواسطة طائرات السوخوي 34 والسوخوي 35 التي وصل ارتفاعها فوق مواقع التكفيريين الإرهابيين 400 متر بسرعة نارية، حيث كانت ترمي القنابل عليهم وترمي الصواريخ وتدمر تحصيناتهم ومراكزهم.
وكانت الدبابات السورية ترمي بمدافعها عليهم، فيما المشاة من الجيش السوري وحزب الله يضربون بصواريخ «كورنيت» على الآليات والتحصينات الإرهابية حتى سقط ريف حماه بيد الجيش السوري وتم تحريره.
وقد حشد «جيش الشام» الذي كان يسمى «احرار الشام»، وضم اليه فصائل ارهابية اخرى، وكان اول الساقطين والمطوقين والخاسرين في المعركة، فهرب عناصره في الوديان والبراري تاركين تحصيناتهم، وكانوا يقعون في الأسر ويضعهم الجيش السوري في قوافل لنقلهم من ريف حماه الى دمشق عبر طرق يسيطر عليها الجيش السوري، وقد نقل المئات منهم كأسرى، ثم تقدم عبر سهل الغاب الى ريف إدلب ليكمل المعركة وجرت معركة عنيفة بين جبهة النصرة والجيش السوري، واستخدمت الجبهة كل اسلحتها غير أن الجيش السوري ضربها بصواريخ كورنيت وبمدافع الدبابات وراجمات الصواريخ.
وبعد نصف ساعة من المعركة، جاءت الطائرات الروسية لترمي صواريخها على مراكز جبهة النصرة، ما أدى إلى خسارة هذا التنظيم الإرهابي 50% من طاقاته. وبعد الاشتباكات، عندما بدأت السوخوي 34 بالقصف بواسطة القنابل والصواريخ والمدافع الرشاشة كل مراكز جبهة النصرة التي ضاعت في المعركة ولم تعد منظّمة وأصبحت مجموعات متفرقة ضائعة، فيما طائرات السوخوي قامت بالفلاحة من خلال القنابل التي رمتها على مراكز «النصرة» التي باتت على قاب قوسين وستنسحب الى جبل الزاوبة وريف ادلب.
نتيجة الخسارة، وجه قائد جبهة النصرة رسالة الى التّكفيريين اتهم فيها أمير تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي بانه السـبب وراء الخسـارة لأنه انشق عن جبهة النصرة ودعا الى محاربتها ومنع قيام الدولة الاسلامية في سوريا.
وهكذا بدأت «جبهة النصرة» تلقي اللوم على تنظيم «داعش» و«داعش» يلقي اللوم على «النّصرة»، والاثنان تنظيمان إرهابيان جذورهما القاعدة وقد أرسلهم أيمن الظواهري من العراق ليقاتلوا مكان أبو مصعب الزرقاوي ليقاتلوا من أجل الخلافة الاسلامية التي عاد الظواهري ودانها ودعم جبهة النصرة على حساب «داعش».
اما ريف إدلب المؤلف من 60 قرية، يمكن القول ان الجيش العربي السّوري وحزب الله والحرس الثّوري الإيراني سيطروا بالنار والطيران وراجمات الصّواريخ، واستعملوا راجمات أراغون التي ترمي قذائف من عيار 220 ملم على مسافة 16 كلم. وقذيفة 220 ملم هي أكثر فعالية من قذيفة مدفع 130 و150 ملم، بحيث تدمّر مساحة كلم مربع اي مئة متر عرض و100 متر طول.
علاوة على ذلك، خسرت جبهة النصرة مواقعها وشوهد عناصرها ينسحبون تجاه جبل الزاوية، فيما الجيش السوري يحاصر ريف ادلب وجبل الزاوية، ويسيطر على قرى ريف حماه الغربي، ويدخل قرية وراء قرية، ويأسر الارهابيين الذين بقوا واستسلموا وباتت المبادرة والمعركة في يد الجيش العربي السوري وحزب الله اللذين قاتلا بشكل مميز، ودفعا ثمنا من الشّهداء لأنهما اقتحما الكثير من مراكز جبهة النصرة وجيش الشام، ودخلا الكثير من التحصينات ودمّرا في ريف حماه وريف ادلب، حيث ان حزب الله بمفرده سيطر على ريف ادلب بشكل كامل، وانصرف الجيش السوري الى محاصرتها تمهيدا لمعركة من أجل الدخول اليها بعد القصف براجمات أراغون الثقيلة جدا.
أما جيش الفتح، فقد انسحب الى مسافة 20 كلم من الحدود التركية حيث وصل الجيش السوري وحزب الله الى المنطقة، وابعد جيش الفتح وجيش الاسلام الى الحدود التركية التي كانوا يهربون اليها من أمام حزب الله والجيش السوري والحرس الثوري الايراني، وقد زودتهم تركيا بصواريخ التاو الأميركية بالمئات، لكن الطائرات الروسية وراجمات اراغون ومدفعية الجيش السوري من عيار 220 ملم قصفتهم قصفا عنيفا جعلتهم دون حركة وانسحبوا الى حدود تركيا، بينما الجيش التركي كان يطالبهم بالهجوم، لكن لم يكن باستطاعة جيش الاسلام وجيش فتح التقدم لأن الطيران كان يضرب براجمات الصواريخ والمدفعيات الثقيلة وشتتهم، ويمكن القول ان التنظيمات الأربعة أي جيش الإسلام وجيش الفتح وجبهة النصرة واحرار الشام أصابها الضّياع.
وبدا التحضير لمعركة في دير الزور لضرب داعش، وبدأ الطيران السوري بالقصف، مترافقا مع المدفعية وحزب الله حيث قصفوا شمالي مطار دير الزور وسقط 120 قتيلا من داعش في تلك المعركة.
وهناك مقاتلون اجانب كثر في داعش بدؤوا يهربون الى الحدود التركية، بعد ان كانوا يعتقدون ان جهاد النكاح والمهمات السهلة هي مهمتهم في سوريا، لكن بعد ان رؤوا ان وطيس المعارك مع الجيش السوري وهو يقصف بعنف، ويسقط لهم قتلى كثر، هربوا نحو تركيا لكن الجيش التركي اقفل الحدود عليهم من ريف حماه الى ريف ادلب، طالبا منهم القتال ضد الجيش السوري، لكن معنوياتهم كانت ضعيفة وغير مستعدين للقتال، فضلا عن أن مروحيات الهليكوبتر السورية دمرت الكثير من الآليات لداعش وهرب من هرب وقتل من قتل، ومن هرب من الماتليت الإرهابيين استمر في السير نحو الحدود التركية ووصل مرهقا ليرى ان الجيش التركي أقفل الحدود ويطالبه بالقتال مسلحا اياه بصواريخ التاو الأميركية، لكن الطائرات الروسية ضربتهم والحقت بهم خسائر جعلت من جيش الفتح وجيش الاسلام تنظيمات ضائعة.
وما ان انتهى قصف الطوافات حتى بدأ الجيش السوري يرمي عليهم مباشرة بمدفعية الدبابات وقامت 6 طائرات سوخوي بغارات متواصلة مع السوخوي 36 بالقصف على مراكز جيش الفتح وجيش الاسلام وأوقع القتلى، حيث تم نقلهم الى تركيا ودفنهم داخل الأراضي التركية لأن الجيش التركي رأى ان بقاءهم سيحدث امراضاً اذا بقيت، لذلك سحبت الجثث الى تركيا وتم دفنها هناك.
وبالنتيجة، كان يوم الأحد في 11 تشرين الأول يوم ضعضعة وقصف للمجموعات الارهابية الأربعة، اضافة الى ضرب داعش وتقدم الجيش العربي السوري ومعه حزب الله والحرس الثوري الايراني نحو المنطقة الممتدة من ريف ادلب الى ريف حماه الغربي. ويمكن القول ان المعركة انتهت، وبدأت معركة الجيوب، دون ان ننسى ان هناك معركة لاحتلال ريف وادلب وجسر الشغور بعد محاصرة المدينتين وقصفهما وتدمير مراكز التنظيمات الارهابية والتكفيرية، اما معنويات الجيش السوري وحزب الله فقوية جدا وحققا انتصارات هامة، ويعتبر 11 تشرين الأول من العام 2015 مفصلا في ريف حماه الغربي وريف ادلب حتى الحدود التركية.
عن صحيفة الديار