لقد صُدِمت لـِما شاهَدْتْ ،، الناطق باسم الحكومة مُطرباً صدامياً ،، لم يكن مطرباً مشهوراً وأُجبر على الغناء للطاغية مثلما حصل مع البعض ُ ولكنه أعَد ولَحَنَّ أغنية واحدة رخيصة خصيصا لتجميل الدكتاتور مقابل ثمنٍ بخس،،،، لذلك لم يأتي اعتراضنا لانه يٓمتهِن الغناء ، لكننا نتحدث عن شخصٍ غير نزيه باعَ ضميرهُ.
الفني للطاغية وبطواعيه مقابل دنانير ولايمكن أن يؤتمن على أسرار الدولة ،،، نعترض على المعايير التي تم على أساسها اختياره ناطقاً بأسم الحكومة ونحن نعرف ان هذا الموقع يختزل كل اسرار الدولة العراقية ، يطّلع على أمنها واتصالاتها وخططها ومباحثاتها ،، كيف تسلل هذا الشخص الى الطبقة السياسية وترشح بعدها لهذا المنصب الحساس ،،، اين ذهبت الاحزاب الوطنية التي تتاجر بالمظلومية وتُجهر بعداءها للبعث الصدامي عن هذا الخرق الاخلاقي لأكبر مؤسسة في الدولة العراقية ،، ماهو دور جهاز المعلومات في كشف المُندسين ،، ، هل فعلا ان جبوري فُرِضٓ من الخارج وجاء ضمن نفس الصفقة الخارجية التي أَعَدها ( أبو ناجي) بتوافق أقليمي ودولي لتشكيل الحكومة ،،، كيف تُؤتَمَنْ هذه الطبقة السياسية التي يمثلها رئيس الوزراء والمحيطين به على العراق ومقدراته ،، كيف يمكن أن نثق بحكومة العبادي ومستشاريه بعد الآن ، كم من الشخصيات الاخرى التي تم اختيارها على نفس الشاكلة في اجهزة الجيش والمخابرات والسفارات والاعلام ومفاصل الدولة الحساسة ،،، من المسؤول عن هذه الخروقات القاتلة ،، من المسؤول عن سرقة التغيير وتغييب ذاكرتنا والاساءة المتعمدة لشهدائنا ، شهداء المقابر الجماعية ،، هل حصل مثل هذا الخرق في اي نظام سياسي آخر في العالم ، هل يمكن لمطرب صدامي ان يكون ناطقا لحكومة يرأسها حزب الدعوة الاسلامية ،،أتذكر جيداً اننا أقمنا حفلا تأبينيا لاستشهاد الصدر الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله ، وكان من ضمن البرنامج نشيداً وطنياً لقتيبة بن الشاعر عباس جيجان ،،، فاعترضت قيادة الدعوة في هولندا ممثلة بالسيد خلف عبد الصمد وصلاح عبد الرزاق ،،، اصروا على حذف فقرته من الحفل ،،،، هل كانت قيادة الدعوة تخدعنا آنذاك ،،،ولكن يبدو أن مقتضيات الحكم تتطلب الرضوخ والتنازل عن بعض المباديء ،، ،،، هل نحتاج الى دليلاً آخر على خيانةِ الطبقة السياسية لقيمها واخلاقياتها ،،،وبما إن لكل مهنةٍ شرف ، للسياسي شرفه أيضا الذي يحتم عليه احترام مبادئه المُعلنة ومسؤوليته في الحفاظ على مشاعر شعبه وصٌونِ كرامته،، شخص مثل رافد جبوري لم نقرأ له مقالا وطنيا يدافع عن العراق وتضحياته ومظلومية ابناءه ،، لم نشهد له موقفا أو نشاطا أو حضورا فاعلا في اي قضية وطنية ،، لم يُعلن ولاءه للعراق الجديد وللتجربة الديمقراطية في اي مقابلة ،،، لم نسمع منه وطوال السنوات الماضية اي ادانة لجرائم البعث الصدامي ،،، مثل هذه الشخصية نعرفها جيدا لاتكلف نفسها اي موقفاً وطنياً طيلة عمله الصحفي خشية أن لاتُضّيع فرصة عمل مع القنوات الاجنبية ،،، شخصية غير واضحة المعالم بلاتأريخ ولاموقف ولاهوية ،،كيف يمكن ان يكون ناطقا باسم الحكومة ، ناطقا بأسم العراق ،،،