في البداية أقدم التحية الخالصة لرجال قواتنا المسلحة الباسلة ومقاتلينا الأشداء من أبناء الحشد الشعبي المجاهد ، وأحيي فيهم روح النبل وصدق النوايا والإبتعاد عن الزوايا الحرجة التي يريد البعض جرهم إليها ،
كما وأحيي فيهم روح الإصرار والعزيمة التي لا تلين من أجل تحرير الأرض والإنسان من هيمنة داعش وتلك الفتنة التي وفدت إلى بلادنا ، عبر هذا التحريض وهذا الدس والتضليل والخديعة وسوء النوايا من البعض .
لقد برهن رجال حشدنا الشعبي إنهم أصحاب قضية وأصحاب مشروع ، هدفه حماية الإنسان العراقي والأرض العراقية التي يتآمر عليها أخوة وأعداء من أجل تمزيقه وتقسيمه تحت عناوين ومسميات شاذة ونشاز ، إن أبطال الحشد الشعبي ليسوا من فئة المليشيا أو التنظيمات الخارجة على القانون ولا هم في ساحات القتال طائفيين أو مذهبيين ، بل إنهم على الدوام دعاة خير ورسل سلام وجند حق حيثما يكون وكيفما يكون ، وعملهم دائماً في سبيل ؤد الفتنة وردم الهوة بين المتخالفين ، وقد جسدت أفعالهم في الأيام الماضية هذه الروح خير تجسيد ، بل إن روحهم الوثابة تدفعهم لكي يعود العراق حراً معافى ، يشدهم إلى ذلك شعور واقعي في عودة الروح العراقية النبيلة إلى الجريان من جديد ، وإذا كان ذلك شأنهم وتلك هي روحهم وعزيمتهم فكيف يحق للأزهر أن يصف أفعالهم بأقبح الأوصاف ، لقد هالني روح التحيز البغيض وروح الطائفية المسخ في افوآه وتصاريح جوقة الأزهر فاقدي الضمير ، إن أهل السنة في مناطق النزاع هم من يقود الحشد ويدله على أماكن وتجمعات أرهابيي داعش ، وأهل السنة هناك مع الحشد في طريق تحرير المدن والقصبات من هذا العفن الجاهلي ، لقد ثبت بالدليل : إن الأزهر مؤوسسة فقدت المصداقية وفقدت هذا العنوان التي تتلبس به ، وغدت مع السنيين تعبر عن نزعات معروفة لدينا ولأهل مصر .
ولهذا أحث الغيارى من أبناء مصر لكي يقفوا بوجه هذا الهذيان وهذا الكذب المتعمد ، وهذا التجييش الإعلامي الذي يخدم داعش وحركاتها الإجرامية في مصر وفي العراق وفي سوريا وفي ليبيا ، وأطالب الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي ليقف بوجه هذا الخرق المقصود في ما يعكر صفو علاقاتنا العربية ، وأدعوه لمحاسبة مثيري الفتنة وداعمي الإرهاب فخطرهم على الجميع واحد ، وإنني لعلى ثقة إنه سيأخذ كلامنا هذا على محمل الجد وسيعمل على ما تمليه عليه إرادته ومسؤوليته القانونية والدستورية والأخلاقية .
إن واقعنا لا يرحم ومشاكلنا جمةٌ وكثيرة ، ولسنا بحاجة للمزيد من التجييش والمزيد من النفخ بالبوق ، وإن ثقتي بشعب مصر عالية وكبيرة وهو لن يسمح بمثيري الشغب في إعلاء كلمة الفوضى في بلادنا العربية ، ولقد شاهد شعب مصر ورأى ما تفعله عصابات داعش من قتل وذبح على الهوية وجرائمها طالت كل شريف ، إن شعب مصر سيقف بوجه هذا الأزهر الفاسد ، وسيعمل على تصحيح مساره من خلال إعادة البناء والهيكلة ، و وضع
الرجل المناسب في المكان المناسب .
إن ردي هذا يأتي في وقت تخوض فيه قواتنا الباسلة حربها المشروعة على عصابات وزمر داعش ، وهي تحقق إنتصارات باهرة ستغير وجه المنطقة وسترسم ملامحها من جديد على أساس العدل والحرية والسلام ، إن ردي أخص به من يحاول إثارة الأحقاد في جسد الوطن الواحد والشعب الواحد ، فالعراق سنة وشيعة متحدين ضد داعش ومتعاونيين معاً في طردهم من بلادنا كي تعود الحياة أجمل وأرقى .