منذ توليه الحكم أبدى رئيس الوزراء الحزم والثقة والشعور بالمسؤولية ، خاصة وهو يخوض حربا متعددة الأطراف وفي إتجاهات مختلفة ، وبدى لنا نحن المتابعين إن لهذا الرجل روحية كبيرة وهدف كبير يستهدف تطهير العراق من كل المفاسد التي خربت عليه روحه وعيشه ومستقبله ، العبادي هذا الرجل جعله القدر أن يمارس الحكم في ظل إحتلال داعش لمدن عراقية ،
وفي ظل الغياب شبه التام للأمن وسيادة الفوضى والتسيب الذي عم كل مفاصل الدولة والنظام ، و الرجل حسب ما نرى ونسمع ونشاهد إنه يفعل أكثر مما يقول ، لذلك أبتعد عن الثرثرة الإعلامية والظهور وأنشغل بتفكيك وتحليل الملفات التي كانت تعيق على العراقيين حياتهم وإيمانهم بوطنهم ووحدتهم .
لقد كان صائبا في كل ما ذهب إليه بحسب كل التقديرات والملاحظات بدءا :
1- من تسريح الضباط الفاشلين والمنهزمين من قوى الجيش والأمن .
2 - وبادر لفتح الصفحة ناصعة مع أربيل ليقول إن الأساس ليس المناكفة بقدر ما يلزم من تخفيف حدة التوتر وتوجيه القوى والأنظار للخطر الإرهابي .
3 - وكان له قدم سبق في إمضاء إتفاقية متوازنة إلى حد ما في مجال النفط والغاز .
4 - ورأيته مبادرا ليجعل من العشائر في المناطق الغربية متمكنة من نفسها وقادرة على مواجهات التحديات المحلية من قوى الجريمة والإرهاب .
هذه معطيات تجعلنا نؤمن بان في الإمكان تصحيح وإصلاح ما كان بروح وثابة وإيمان وصبر ومجالدة ، وفي هذا المجال سيجد العبادي نفسه محاطا بكل العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم ومن شرقهم إلى غربهم وهذه حقيقة وليس تضخيما ، إن إصلاح المؤوسسة الأمنية وما يقوم به في هذا المجال هو الخطوة الأولى والضرورية و اللازمة للقضاء على الإرهاب ومن يمده بأسباب الوجود ، إن العراق في زمن العبادي هو عراق مختلف ومغاير والمغايرة والإختلاف نلمسها بهذا التأييد المحلي والأقليمي والدولي ، وفي مشاركة الجميع معه وإياه في دحر الفساد والإرهاب والتضليل ، ولا يغرب عن البال إن قوى حزب البعث و العهد البائد تسعى لتخريب عملية بناء الدولة الجديدة وتخريب أسس مفاهيم الديمقراطية وقيمها ، نرى ذلك من خلال هذا التعاون والتآلف بين الحزب المقبور وتنظيمات الظلام الإرهابية لتخريب الوطن وتخريب روح المواطن .
إن ثمة دافع يقودني لتذكير العراقيين بضرورة الإلتفاف والإصطفاف خلف ومع العبادي وهو يقود - ثورة التصحيح والإصلاح الجديدة - وهي الثورة الأهم في حاضر ومستقبل العراقيين إذ فيها ، توجيه للعراقيين جميعا بمحاربة الفساد ، وفيها إصرار على جعلهم مؤمنيين بوحدتهم ووحدة مصيرهم مع أصالة التعددية والإختلاف الثقافي والمناطقي ، إن في ثورته رفد لمفهوم إصلاح مؤوسسات الحكم وتطهيرها مما علق بها من سني الظلام والجفوة ، وفي ذلك لا بد من مشاركة للمثقفين والإعلاميين وأصحاب القلم والناطقين عبر الأجهزة المسموعة والمقرؤة ، في توجيه الناس إلى هذه المعاني الكبيرة وإخطارهم بوجوب الإبتعاد عن كل ما يعكر صفو حياتهم ، ولعل هناك دورا لرجال السياسة ورجال الدين في هذه المرحلة أن يكونوا جادين في دفع المخاطر المحدقة بالوطن وهي مسؤولية أخلاقية وإنسانية وشرعية ، وأجدني ملزم بحث الأصدقاء والكتاب والمفكرين أن يتحدثوا عن الخير العام ، وأن يبتعدوا عن صغائر الأمور إذ إن فيها يكمن الشيطان .
إن مرحلة جديدة نخوضها مجتمعين وعلينا وعلى الجميع مسؤولية وواجب في جعلها ممكنة للعيش والتعايش ، ولايكون ذلك كذلك إلآ من خلال توجيه المجتمع والشعب للعمل والإنتاج والبناء فهناك الكثير الذي يجب ان نعمله ، إن الإبتعاد عن الكلام الهوائي والثرثرة وأسلوب المجالس يجعلنا أكثر طواعية لتقبل التطور وتقبل التنمية وصناعة الفرد من جديد ، فليس هناك ثمة شيء مهم أكثر من الوحدة في الدين ووحدة الإنسان ووحدة الوطن ، وهنا نشير من غير مواربة إلى ذلك الدفع الذي يتلقاه بعض من ينتسب إلى السياسة في حملاتهم للتشكيك بكل فعل خير بدءا من مقولتهم النشاز ضد - الحشد الشعبي - إلى التشكيك في المؤهل الوطني لتحرير الموصل في السنة القابلة ، وإني أدعوا كل وطني غيور شريف للوقوف مع العبادي وهو يخوض معركة الوجود ويحارب قوى الفساد التي خلفت البلد وجعلته ركاما ، هي معركة يجب أن نخوضها جميعا لأنها معركتنا ولايجوز بحال التشكيك أو التشهير أو إختلاق الأكاذيب وترويجها لأن في ذلك تفتييت للوطن ، ونحن جميعا شهود على حاضر فاسد وساسة مفسدين ورجال أنصاف رجال ، لكن القدر والتاريخ والله أراد لنا أن نتحدى كل الصعاب مادام المطلب شريف وعظيم ، فلنكن مع روح المرحلة وما يريد صاحبها من تحقيق ماهو ممكن ونافع ، ولنكن معه من غير أنا ذاتي أو إلتواء ، ولا يجب أن نكون كأهل الكوفة مع علي وأولاده عليهما السلام إذ في ذلك خيبة أمل وخسران أبدي ، ولقد حدثنا القرآن عن أصحاب موسى حين قالوا - أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون - إن معركتنا يجب ان تكون جميعا ضد كل ماهو باطل وفاسد وإرهابي مجرم وتلك معركة طويلة وشاقة وفيها تضحيات جسام ...