الدولة العلمانية هى الدولة التى لا يلعب الدين اى دور مباشر فى نظام الحكم.
فالدولة العلمانية لا تقوم من اجل مهاجمة الدين او منع ممارسة الطقوس الدينية ولكن للسماح لكل الاديان بممارسة طقوسها داخل الدولة الواحدة دون التمييز بين دين وأخر وفى حرية كاملة.
تتعدى بعض الدول حدود منع تدخل الدين فى الشؤون السياسية الى منع تدخل الدين فى اى شأن من شؤون الحياة المدنية والوطنية.
بعض الأشكال المتطرفة من الدولة العلمانية تحول العلمانية الى نوع من الطائفة التى يجب ان ينتمى اليها الحاكم والدولة.
رغم ان الارهصات الأولى للعلمانية ظهرت فى الدولة الرومانية من خلال بعض الطقوس الغير دينية والتى كانت تستخدم لتمجيد الامبراطور تعبيرا عن الروح الوطنية، الا ان الدولة العلمانية بشكلها الحالى هى نتاج عصر التنوير.
وبالرغم ان معظم مفكرى عصر التنوير كانوا متدينين، الا انهم فزعوا من الحجم الكبير الذى لعبة التنظيم الدينى فى حياة البشر. هذا التحكم الذى يقوم بة رجال الدين فى الاديان المنظمة جعل هؤلاء المفكرين خاصة الفرنسيين يدعون الى ضرورة ابعاد الدين عن الحياة السياسية.
اهم ثورتين فى القرن ال18 وهما الثورة الفرنسية والثورة الامريكية استلهمت افكارها من هؤلاء المفاكرين الذى عارضوا تدخل الدين فى السياسة. فكاتبوا الدستور الامريكى ورغم انهم رجال مؤمنون فانهم اصدروا وثيقة تمنع اى دين من السيطرة على الحكومة الامريكية. وقد فعلوا ذلك من خلال منع الدولة ككيان معنوى من اعتناق اى دين. وتعتبر معظم الدول الغربية الان دول علمانية حيث يمارس الناس شعائرهم الدينية بكل حرية ولكن دون ان يتحكم دين او طائفة فى الدولة.
اقامت الثورة الفرنسية فى اول مراحلها دولة مماثلة لتلك التى قامت فى امريكا الا انة فى مرحلة التطرف بالثورة الفرنسية عمدت الى انشاء ما يشبة الطائفة تعبد المواطن وتؤمن بالدولة والأمة الا ان هذا الفكر المتطرف لم يلقى قبولا فى الشارع الفرنسي وقد انتهت هذه التجربة بانتهاء الفترة الراديكالية فى الثورة الفرنسية.
الدول الشيوعية عادة ما تكون معادية للاديان. الصين اكبر دولة علمانية فى العالم رغم انها تسمح بممارسة الشعائر الدينية الا انها تفضل النظرة اللادينية للعالم. وقد حاول الاتحاد السوفيتيى خلال فترة حكم جوزيف ستالين التخلص من المعتقدات الدينية الا ان التجربة فشلت وخاصة مع اندلاع الحرب العالمية وحاجتة للتحالف مع الكنيسة الاورثوذكسية.
تركيا الحديثة مثال أخر على الدولة العلمانية، فقد راى أتاتورك ما احدثة تدخل رجال الدين فى شؤون الحكم فى الدولة العثمانية فعمد الى اتباع سياسات صارمة لمنع تدخل الدين فى الشؤون السياسية وسياسات الحكومة. الا ان الطبيعة العلمانية للحكومة التركية قد بدأت فى التاكل مع وصول الاسلاميين الى كراسي الحكم فى الدولة. وهو اتجاة عام فى الدول الاسلامية التى رغم ان كل قادة التحرر من الاستعمار كانوا علمانيين الا ان هناك اتجاة متزايد للتحول الى الحكم الدينى وهو ما حدث بالفعل فى إيران والسودان وأفغانستان والصومال وغزة.
ويختلف الامر فى المملكة العربية السعودية التى قامت عام 1932 فرغم اتباعها لسياسات دينية صارمة داخليا الا ان سياستها الخارجية تقوم على العلمانية البراجماتية الخالصة.