في الفترة الماضية كنا مع أصدقاء رجالاً ونساء نعمل سوياً من أجل إفتتاح تلك المنظمة العالمية ، التي تعنى بترشيد الديمقراطية في البلاد العربية ، وصياغة مشروع ثقافي لها يوضح المعنى المُراد من الديمقراطية كي لا يُساء فهمها وتكون بمثابة الصورة الأخرى للدكتاتورية
في بلادنا العربية تتسابق الأحزاب والتنظيمات ذات الصبغة الدينية والقومية على حشد المناصرين لإنتخابات يفوزن بها ، ولطالما رفعوا شعارات تعبوية وتحريضية من فئة خاصة وذات نموذج معين ، من هنا بدى وكأن الديمقراطية أنسلخت عن مضمونها ومعناها وراحت تقدم خدماتها لإنصار الدكتاتورية في لباس جديد .
من هنا جاء التضامن من الرجال والنساء العرب وجاء التنادي حرصاً على سلامة الديمقراطية وحماية الإنسان العربي من الضياع وفقدان الأمل والإستكانة والتواكل ، جاءت المنظمة من خلال هذا التضامن ومن خلال هذا الخوف على مستقبل الإنسان العربي وعلى حاضره ، جاءت لتساهم مع الحالمين والطامحين والمُريدين بصدق ليوم جديد وعالم جديد ومختلف ، جاءت لتقول إن الديمقراطية ليست آلية وحسب في عد الأصوات وحسابها بل هي برنامج ومشروع لجعل الإنسان العربي يشعر بمعنى التكافل الإجتماعي ومعنى الحياة المشتركة من غير تزييف ، وهنا ثمة جهد وعمل يجب أن يُمارس ، وهنا ثمة وعي يجب ان يسود ، لذلك كانت المنظمة وقد عرفت نفسها ككونها هيئة إستشارية ذات صلاحيات في العمل الإجتماعي والسياسي والثقافي والإقتصادي ، عمل تطوعي يشارك به ومعه كل من يريد ان تكون الحياة أفضل وأتم وأجمل ، وما من شك فقد عبرت المنظمة عن نفسها ككونها كيان مدني وليست كياناً سياسياً ، ولهذا فتحت الباب للجميع ومن كافة الأقطار العربية رجالاً ونساء كي يكون فيها ومعها أعضاء ، لتنشيط الديمقراطية وترشيد عملها وتعميم ثقافتها ، ولقد قالت أو أعتبرت إن الشعوب العربية حريصة أو تواقة لتعيش العدالة في كيانها ووجدانها وفي حياتها كذلك قالت أن الشعوب العربية في حاجتها للحرية توازي حاجتها للحياة ، وقالت ان السلام حق يمهد للبناء والإعمار والنظر للمستقبل ، لذلك كانت وصارت هذه المكونات عنوان للمنظمة وأسم لها تُعرف به ، في الوطن العربي وفي العالم .
لقد كان قراراً وإتفاقاً مبدئياً على ان يكون مقر المنظمة في جنيف ككونها الأقرب إلى بلادنا العربية ، ولكونها مدينة أممية متسالمة وفاتحت الباب لكل جهد أممي يسهم في إستتباب السلام وبناء الدول على نحو مفيد ومتطور ، ولقد وضح الميثاق العام للمنظمة وكذا نظامها الداخلي طبيعتها وتشكلايتها وكيف يجب ان تعمل ؟ اين ؟ ومتى ؟ ، وإنطلاقاً من هذا ولأجله ينشط المؤوسسون وكذا المستشارون في فتح مراكز لها في كل بلد ، ولأن هذا إجراء عملي فهو بالتالي سيحتاج إلى قليل من الوقت وكثير من الجهد .
إن المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام - ستعمل بالتعاون مع المنظمة الدولية لنشر الديمقراطية ، وسيكون العمل تعاوني على أساس الأولويات والحاجات ، ولهذا تعتبر المنظمة مايبذل في هذا المجال محمود ومشكور ، لكن المزيد من العمل بإنتظار الجميع نعم ما تختص به منظمتنا إنها تعمل في البلاد العربية وبين أوساط الشباب والشابات مثقفين ومفكرين عمال وفلاحين وكسبه وأصحاب مهن من الرجال والنساء ، وهي تستهدف توضيح خصائص العمل الديمقراطي كيف يجب ان يكون ولماذا ؟ وفي توضيحها هذا تترك الخيار للناس يقررون ماذا يريدون وماذا يجب عليهم فعله ، ليس لها إشتراطات سابقة ولا تدعوا لمصادرة حقوق أحد ، بل هي ترسم سياسة وثقافة الديمقراطية كما يجب ان تكون أو كما هي في واقعها .
وإننا إذ نعتبر مهمة ترشيد الديمقراطية ليست مهمة سهلة وستلاقي المزيد من العراقيل والمشكلات ، لكن هذا معلوم ونعرفه ولهذا اعددنا العدة لذلك ، وأملنا بثقة الناس بالديمقراطية الصحيحة وأملهم في أن يكون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم أفضل ، والعرب قد فهموا طبيعة الفعل الديمقراطي وقد مارست بعض الشعوب هذا الفعل وهذا الحق ، نعم هذه الممارسة إبتدائية وجاءت في معظمها ردات فعل ، لكنها عندنا ممارسة سنقبل بنتائجها وسنتعامل على أساس ذلك ، لكننا سنعمل مع الجميع مع الشعوب كي نزيل عنها كل معوق وهذا يتطلب النشر الموجه للثقافة الصحيحة التي تعمق قيم الإنسان وحقوقه في العدل والحرية والسلام ، وستركز على المشاركة في البناء وفي العمل ، تمهيداً للتعريف والبيان بمعنى الوطن ومعنى المواطن والتركيز على حقوقه قبل واجباته ، ذلك مايعزز معنى الإنتماء ومعنى الهوية .
إننا عازمون على جعل عمل المنظمة في كل قرية ومدينة عربية ، ونحن عازمون على تحريك قوى الخير في البلاد العربية كي لا تعود إلى الوراء وقد تقدمت وستتقدم ، وإن ثقتنا بنجاح عمل المنظمة مرهون بتجاوب جميع الفئات والمكونات ولهذا نحن في سباق مع الوقت ..
وإني اوجه أنظار القراء الكرام لرابط المنظمة في الصفحة الإلكترونية :
www.arabjd.com
لمن أراد أن يكون مشتغلاً فيها أو عضواً ، إن إقتراحاتكم وتوجيهاتكم ستكون محل إهتمام ونظر عندنا ...
راغب الركابي
عضو مؤوسس