الدائرة الثقافية والإعلام المركزي
الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
تقوم وزارة الأوقاف في السعودية بحملة مسعورة ضد - التيار الليبرالي - مستعينة في ذلك برجال دين يقومون بإلقاء سلسلة من المحاضرات المعادية لليبرالية ولفكرها ولثقافتها في التعايش السلمي والمصالحة ونبذ العنف والتطرف الديني ، هذه المحاضرات تُلقى في جامع الامام خالد في العاصمة الرياض. وقد تم توزيع إعلانات باسم الوزارة في المساجد ، الأمر الذي أثار سخرية واستياء عدد من الكتاب معتبرين ذلك مخالف لتوجهات الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتحمل المحاضرات عنوان - تفسير آيات تأولها الليبراليون - ويلقيها رجل الدين الشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي تحت رعاية مؤسسة الملك خالد الخيرية.
من جانبه آخر أعرب الكاتب السعودي - عضوان الأحمري - عن إستياءه من موقف الوزارة وكتب مقالا بعنوان - : ما الآيات التي تأولها الليبراليون؟ - نشرته صحيفة - الوطن - السعودية في السابع من أكتوبر الجاري قال فيه ساخرا : - أيها المواطنون الكرام ، إن الوزارة الموقرة إذ تدعوكم لهذه السلسلة بعنوان - تفسير آيات تأولها الليبراليون - لتروا وتسمعوا عن قرب وكثب ، آيات نزلت للمسلمين جميعاً فارتأت الوزارة أن كل مختلف مع الداعية الذي سيلقي المحاضرة، وهو ممن تشهد له مواقع الإنترنت المتطرفة ، فإن المختلف سيصنف أنه ليبرالي - . أي أن كل كاتب أو صحفي أو مثقف أو مفكر ، أو حتى عالم جليل استشهد بآية من الآيات وفسرها بما قرأه في أمهات كتب التفسير، فإنه ليبرالي .
وأضاف الأحمري : وإذا كان خادم الحرمين الشريفين قد وجه خطاباً في مجلس الشورى قبل سنوات بوقف التصنيف بين المواطنين ، هذا إسلامي وذاك ليبرالي ، فإن لدى وزارة الشؤون الإسلامية موقفا آخر تجاه هذا الخطاب .
أما الكاتب عبد الله ناصر العتيبي : فأعرب عن دهشته من رؤية الاعلان في أحد المساجد ، وأكد أن محاضرات الشيخ الطريفي ستنتصر لأعداء الليبرالية على حساب الليبراليين ، وأن الشيخ نفسه سيتأول آيات معينة بطريقة معينة تتناسب مع فكره الذي يقف موقف الخصم من الليبراليين ومن يتبعهم من المتنورين والتجديديين ، بحسب تعبيره.
وتساءل العتيبي في مقاله الذي حمل عنوان مَنْ (الصحويون) الذين نتحدث عنهم؟! نشرته صحيفة - الحياة" اللندنية - إن كان من المسموح لأصحاب الفكر التنويري بإلقاء محاضرة داخل المسجد وتفسير الآيات التي تأولها الصحويون ؟ ، كما تساءل إن كان الشيخ الطريفي قد حصل على تصريح من وزارة الشؤون الإسلامية وإن كانت الوزارة تؤيد جر الخلافات الفكرية إلى المساجد ؟
وأضاف سنوات طويلة والتنويريون والصحويون في صراع ، فأما سلاح التنويريين فهو المحاججة في الرأي ، وأما سلاح الصحويين فهو النفي من حوزة الدين باستخدام آيات يتأولونها بالشكل الذي يناسب فهمهم للدين .
وكان مركز - التأصيل - للدراسات والبحوث قد نظم محاضرة في يونيو الماضي بعنوان : - إشكاليات الليبرالية - ألقاها عضو هيئة التدريس بجامعة - أم القرى - ، الدكتور عبد الرحيم بن صمايل السلمي قال فيها : إن الليبرالية تُشرع وتُبيح المحرمات في دين الإسلام وأنها قائمة على أساس علماني .
ونحن في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - إذ نستنكر هذه التوجهات العدوانية من بعض الجهات المحسوبين على الدين وعلى رجال الدين والدين منهم براء ، نجد من الواجب علينا تنبيه السلطة في المملكة العربية السعودية على حماية الحريات وحماية المثقفين والكتاب وأهل الضمير في المملكة ، لأننا نعتبر إن هذه التجاوزات تظر بسمعة المملكة وتشوه من قناعتنا بها وبحكومتها ، ومن جانبنا ندعوا الكتاب والمثقفين في المملكة على التمسك بخطهم العقلاني القائم على الحوار والجدل بالحسنى ، وعدم الإلتفات لهذه الأصوات النشاز التي يثيرها في العادة أعداء الحرية وأعداء الإنسان ، والذين كانوا السبب المباشر بما يتعرض له الإسلام من كراهية وبغض من قبل فئات حاقدة ممن يجد في مثل هذه السلوكيات طريقاً لتعميم مفاهيمهم المغالية ، وإننا لعلى ثقة إن رجال مخلصين في المملكة سيتصدون لهذا الزيف المخادع والعدوان المقصود على وحدة المملكة وكيانها العام ، وفي هذه المناسبة نُعيد التأكيد على إحترام حرية الناس وحرية العقيدة والإبتعاد عن كل مامن شأنه الإضرار بالمصالح العليا لليبرالية والإسلام ..
الدائرة الثقافية والإعلام المركزي
الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي