قيل في المثل القديم - مصائب قوم عند قوم فوائد - هذا المثل الذي يصدق على جارتنا الشرقية المؤمنة جداً - إيران - التي عملت مابوسعها في الخفاء والعلن ليكون العراق مرتعاً للعصابات وقطاع الطرق من القتلة والأرهابيين ، وصدرت لنا عن عمد كم من الجهلة والمتخلفين ودعاة التفريق والطائفية ،
وبفضلها زاد منسوب الحقد المذهبي ولم ينتهي بها المقام عند هذا الحد ، بل دفعت لتغذي بين أبناء المذهب الواحد الخلافات السياسية والنزعات والقتال كي تبقى هي في مأمن من التغيير وما يمكن من إصلاح ، وكي تعرقل عملية البناء الديمقراطي في العراق لأن ذلك سيكون حافزاً ودافعاً للشعوب الإيرانية كي تطالب باستقلالها وحريتها . والمثير في كل هذا قولها إنها تفعل ذلك بدافع حماية الدين والمذهب ونصرة للإسلام والمسلمين ، مع إنها والله يعلم كانت هي ومنظمة القاعدة وراء كل قتل طائفي حدث في العراق ، وهي التي أثارت فينا نزعة الإنفصال في كربلاء والبصرة وفي مناطق من بغداد . ربما لا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا : إن إيران كانت تعرف حجمها وكانت تعرف حدودها بعد ان خاضت في غمار حرب خاسرة لثمان من السنيين العجاف مع العراق في محاولة منها لتطويعه عنوةً .
وليكن واضح للجميع ما كانت تفعله إيران وهي تتباحث في الخفاء ومع جهات دولية وإقليمية معروفة وتدفع إلى ذلك كي تتخلص من دكتاتور العراق البالي ، وكان لها ما أرادت فسقط ذاك الدكتاتور الغبي غير مأسوف عليه ، وتحكمت هي بكل مفاصل اللعبة في العراق :
فهي أعلم من أمريكا بالحال الإجتماعي والثقافي للعراق ، وهي أعلم منها في التضاريس الجغرافية والمذهبية .
ولهذا كسبت الرهان فيه من خلال إعتمادها على جيل من المهرجين والسذج الذين اختلط في أذهانهم طبيعة الشعارات ومايريدون بالفعل!! كان ظناً منهم بانها أي إيران - حسنة النية - ولا تريد غير رفع الضيم عنهم !! ، وإنها لاتريد من ذلك غير نصرة الإسلام والشيعة في العراق !! هكذا كانت تروج وهكذا كان يروج لها أشباه الرجال !! ، مع إن الأمر في مجمله وحقيقته لا يعدو كونه مصالح إيران وحسب !! . ولو قراءنا بتمعن وتذكرنا كيف أُتيح لها إحتلال الفاو ؟؟ وطبيعة وماهية جولة – ماكفارلين – في إيران أيام الحرب ، لتذكرنا ذلك من خلال طائرته المعبئة بالسلاح !! وما تلا ذلك من - فضيحة إيران جيت - السيئة الصيت .
لا احد في الكون مثل إيران كان يتمنى تغيير النظام السياسي في العراق وبالطريقة الفاشلة التي جاءت بها أمريكا ، حين فتحت بوابات العراق لمن هب ودب ، تحت عنوان فاشل أخر أسمه - الفوضى الخلاقة – هذه الفوضى التي التي أستغلتها إيران كثيراً فدفعت بمن تريد !! وعملت وفق ما تريد !! وأشاعت ماتريد !! من فتن وتجييش طائفي !! بدل ان تساهم في مساعدة العراقيين في بناء بلدهم .
واليوم إيران تشترط على العراقيين شكل وطبيعة الإتفاقيات التي يجب ان يعقدوها مع الأخرين ، ولكن لا يجوز لأحد ان يقول لإيران لماذا هذا الإنهماك في بناء المفاعلات النووية ؟ ولماذا هذا التجاوز على القوانين والمقررات الدولية ؟ نعم هي في جميع الأحوال تردد إنها في ذلك تحمي مصالح الشعب الإيراني ، إيران لها الحق ان تفعل ما تشاء في حماية مصالحها ، ولكن يُمنع ذلك على العراقيين !! إيران لها الحق في تأسيس الاحزاب والمنظمات التي تدعمها وتغذيها بالمال والعتاد ، حيث تستخدمها متى تشاء وحيث تشاء ، كما حدث هذا في لبنان والكويت والبحرين وفي الخبر وفي العراق حدث ولا حرج [ هذه المنظمات هي القنابل والخلايا النائمة ] .
لكل هذا ولغيره : نحن نطالب الأخ رئيس وزراء العراق ، ان يكون حاسماً معهم ، قبل إن يستمع إليهم وماذا يريدون منه ؟ ولماذا هم خائفون ومم هم خائفون ؟؟؟ عليه إن يذكرهم بسجل أفعالهم في العراق ويعرض عليهم شريط الأحداث من مقتل الشهيد الحجة باقر الحكيم إلى أحداث النجف والديوانية والسماوة والناصرية وبغداد والفلوجة والموصل ، يجب ان يتحدث إليهم وبقوة : لماذا هذه المراكز اللاشرعية للحرس الثوري في مناطق العراق الجنوبية وماالذي تقوم به ؟ ولماذا هذا الإنتهاك للسيادة الوطنية للعراق ؟ .
عليه ان يقول لهم وبكل صراحة : إن كان أمنكم هو الهاجس عندكم فأمن العراق وحماية شعبه هو الأهم بالنسبة لنا !! وعليكم ان تعرفوا كم نحن قد عانينا ونعاني من مشكلات كنتم أنتم السبب المباشر فيها ، عليه ان يقول : لهم إن مصالح العراق وتطلعات شعبه هي فوق كل إعتبار ، وليذكرهم بما فعلوه بحزب الدعوة وقادته يوم كانوا معارضين للنظام البائد !! وهو من يعلم هذا التاريخ بحكم معاشرته له جيداً .
وأنا كلي ثقة بانه سيكون حاسماً في هذه المرة فلقد طفح الكيل وجنايات البصرة والناصرية شاهدة قريبة له وماثلة أمام عينيه ، أنا واثق إنه سيقول لهم كفو أيديكم عن بلادنا ولا تتدخلوا في شؤوننا ، وليكن شعارنا المشترك إحترام حرية الشعوب في تقرير مصيريها وإحترام خياراتها وما تؤمن به وما تريده لشعوبها بعيداً عن التدخلات والشعارات الكذابة .
فنحن نتذكر جيداً : كيف كان الخميني يقول بعد قتل الحجاج في السعودية : إنه لم ولن يصالح النظام السعودي ولم ولن يرض عنه !! ، ولكننا رأينا إن هذا الكلام كان مجرد - هواء في شبك - حيث نشاهد اليوم كيف يتعامل قادة إيران مع السعودية وذلك من اجل حماية وتحقيق مصالحهم ؟! .
علينا ان لا ننسى ولا ننخدع فمصالح العراق هي فوق كل شيء ، وكما قلت في المرة السابقة المعاهدة أو الإتفاقية بين العراق وأمريكا هي من أجل مصالح العراق وأمريكا معاً ولايحق لأحد التدخل فيها من قريب أو بعيد ، ولكن المهم في ذلك ان تكون علاقتنا مع أمريكا قائمة حسب المواصفات التي تحقق للعراق تقدمة وتطوره وبنائه وتعزيز قيم الديمقراطية والعدالة والحرية والسلام فيه ، مواصفات وطنية عراقية جامعة ...