لو سألت الشارع العراقي عن القمة العربية المقبلة، التي ستعقد في دمشق، لما وجدت أي نوع من الاهتمام بهذه القمة، وهذا مؤشر خطير، يؤكد عدم تجاهل العرب للقضية العراقية الساخنة،
والمشكلة ان هموم العراقيين مركبة على أكثر من مستوى، ومتداخلة دوليا واقليميا وداخليا، ورغم ذلك فان التجاهل العربي لما يحصل للعراق والعراقيين تواصل منذ الاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي المسلم في ربيع عام2003، مرورا بجميع المحطات الخطيرة والحساسة، التي عصفت ومازالت تعصف بالعراقيين.
لنبدأ من دول جوار العراق، ونقارن ذلك بالصمت العربي إزاء مايحصل في هذا البلد، فنجد تركيا تشن حربا وتغزو الأراضي العراقية، وليس ثمة من رادع يقف بوجهها، وحصيلة ذلك ان مواطنين عراقيين يقطنون المناطق الشمالية يتعرضون للقتل والتهجير ويتم تدمير الجسور والمنازل والمنشآت من خلال القصف التركي للاراضي العراقية، ودخول قواتها المدن والاحياء والانتشار فيها دون ان يعترض او يردع احد هذا الغزو.
اما ايران فانها تذهب الى اكثر من ذلك، وتتباحث مع الادارة الأميركية حول الامن في العراق، وتضم المسؤولين الايرانيين والأميركيين طاولة واحدة، لرسم مستقبل العراق ووضع اللمسات الاخيرة لخارطة هذا البلد العربي من وجهتي نظر طهران وواشنطن وبما يتلاءم ومصالحها، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الثروة النفطية العراقية تذهب الى ايران، ولم يتمكن المسؤولون في المنطقة الخضراء من نفي ذلك، حيث تسيطر ايران على خمسة عشر بئرا نفطيا.
كل ذلك لم يحرك القادة والملوك والرؤساء العرب لمناقشة اوضاع العراق بجدية، والبحث عن حل لتدخل دول الجوار في الشأن العراقي.
وفي العراق يصول ويجول المحتل الأميركي، الذي اعتقل وعذب وأهان وأذل مئات الآلاف من العراقيين خلال مايقرب من خمس سنوات.
ومن ثمرات الاحتلال الأميركي تشريد مايقرب من خمسة ملايين عراقي خارج وداخل العراق.
كما أن علماء العراق قد تم اغتيالهم أو تشريدهم في مدن وعواصم كثيرة.
أكثر من مليون عراقي قتل في زمن الاحتلال الأميركي للعراق، ومراسم جثث العراقيين تتواصل على مرأى ومسمع من العرب والمسلمين، وهناك ملايين الأرامل وملايين اليتامى، وليل العراق مدلهم والمآسي تتجدد في كل يوم.
هذه عناوين لمشاهد مؤلمة ومدمرة وخطيرة في حياة العراق والعراقيين.
الا ان الدول العربية، لم تنظر الى ماهو ظاهر وبارز وواضح، الذي اوصل العراقيين إلى هذا اليأس والقنوط من القمة العربية وملحقاتها.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي