وصفت الناصرية (مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق)، منذ انطلاق الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأكثر منطقة تعرضت للعنف بعد بغداد.
واختلفت طبيعة الحراك والاحتجاج في محافظة ذي قار عن بقية المناطق، حيث شهدت حرق مقرات للأحزاب وسقوط قتلى وجرحى على نحو متزايد، في الوقت الذي لم تشهده أي محافظة أخرى، وازداد الأمر ضراوة بعد أيام قليلة من الهدوء، ليتكرر السيناريو من جديد بحرق مقرات أحزاب أخرى، إضافة إلى أبنية حكومية.
تعدى الأمر إلى أكثر من ذلك، حينما بدأت أعداد كبيرة تهاجم بيوت مسؤولين، وتحرق منازل قيادات حزبية، ومع كل حرائق يشعلها المتظاهرون يسقط العديد من القتلى والجرحى، ومع كل مواجهة تحرق أبنية وسيارات، بما فيها العسكرية.
أوشكت مظاهرات تشرين والانتفاضة الشبابية الباسلة التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي إن تكمل شـهرها الرابع وهي تزداد روعة وبهاء رغم تضحياتها الجسيمة حيث تجاوز عدد الشهداء الستين بطلا وبلغ عدد ألجرحى والمعاقين أكثر من 25 ألف في حين يتواصل مسلسل القتل والاختطاف والتعذيب والاغتيال من قبل أجهزة الحكومة المستقيلة ومليشياتها القذرة لتتوج جرائمها بحرق خيم مظاهرات أبناء الناصرية الأشاوس مساء الأحد صباح الاثنين وبعملية جبانة جرى التمهيد لها من قبل الأجهزة الأمنية وكذلك بقطع التيار الكهربائي وقت تنفيذ الجريمة والتي أدت إلى سقوط شهيدين و25 جريحا .
تكمن هوّة عظيمة بين العلم والعبادة كتلك الموجودة بين الكمال والنّقص. وملايين السّنين الّتي مضت والأخرى الآتية تسهم في اتّساع هذه الهوّة ما لم يتيقّن الإنسان أنّ الوجود الإلهيّ الخارج عن الزّمان والمكان، مغاير تماماً للوجود الإنسانيّ. وكلّ فكر يؤكّد علمه بهذا الوجود الإلهي أو يحتكر الحقيقة لشخصه أو جماعته يعيق التّأمّل وتطوّر الفكر ونموّه بحكم السّيطرة على العقول وإشغالها بصراعات تافهة مع أنّها تبدو مصيريّة. وهي تافهة وسطحيّة قياساً على الرّؤية التّأمّلية بهذا الوجود، والأكوان المحيطة بنا، وحضور الإنسان الهزيل في هذه الأكوان، وعدم قدرته على استيعابها، ورؤيته الملتبسة لها. ولئن كان الاستيعاب العقليّ والفكريّ للوجود المادّيّ ضعيف فلا ريب أنّ القدرة على استيعاب الوجود الإلهيّ أضعف، بل معدوم إلّا من خلال التّصوّرات العقائديّة الّتي بالكاد تقدّم تمتمات عن الحضور الإلهيّ. وبقدر ما يعي العقل أنّه عاجز عن إدراك هذا الحضور بتمامه، وبقدر ما يقتنع بأنّ الدّخول إلى عالم الوجود الإلهيّ اختبار شخصيّ وعلاقة عميقة لا يمكن تفسيرها أو تأكيدها بالأدلّة القاطعة، لأنّ الدّليل مشخّص ومرتبط بين الإنسان والله، تتهاوى الصّراعات والنّزاعات الّتي يقودها الإنسان بشكل عام باسم الله.
{الفرات نيوز} تنشر نص خطبة المرجعية العليا اليوم الجمعة
في أوقات المحن والشدائد تمسّ الحاجة الى التعاون والتكاتف، ولا يتحقق ذلك الاّ مع استعداد جميع الأطراف للتخلي ولو عن جزء من مصالحهم الذاتية وترجيح المصالح العامة عليها.
انّ التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ والامكانات ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين سيؤدي الى استحكام الأزمة واستعصائها على الحل, وبالتالي ربما يخرج الجميع منها خاسرين، وتكون الخسارة الأكبر من نصيب البلد وعامة الناس الذين ليس لهم دخل في الصراعات الداخلية والخارجية الجارية ولا يعنيهم أمرها بمقدار ما يهمهم أمن بلدهم واستقراره والمحافظة على استقلاله وسيادته وتوفير حياة حرة كريمة لهم ولأولادهم.
انّ ما وقع في الأيام الاخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة، والمطلوب من الجميع أن يفكروا ملياً فيما يمكن أن تؤول اليه الأوضاع اذا لم يتم وضع حد لها بسبب الاصرار على بعض المواقف ورفض التزحزح عنها، انّ من المتوقع أن يؤدّي ذلك الى تفاقم المشاكل في مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يفسح المجال للآخرين بمزيد من التدخل في شؤون البلد وانتهاز الفرصة لتحقيق مطامعهم فيه.
انّ شعور الجميع بالمسؤولية الوطنية وترجمة هذا الشعور الى مواقف مؤثرة في وضع حل للأزمة الحالية بالاستجابة لمتطلبات الاصلاح وفق الخارطة التي تكرر الحديث بشأنها يشكّل المخرج الصحيح من هذه الازمة لو اريد انهاؤها بنتيجة مقبولة، بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها ابناء هذا البلد في مختلف الجبهات والساحات.
كفى الشعب ما عاناه من حروب و محن وشدائد على مختلف الصعد طوال عقود من الزمن في ظل الانظمة السابقة وحتى النظام الراهن، فلترتق الأطراف المعنية الى مستوى المسؤولية الوطنية ولا يضيعوا فرصة التوصل الى رؤية جامعة لمستقبل هذا الشعب يحظى فيه بما حلم به الآباء ولم يتحقق للأبناء الى هذا اليوم، وهو أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته، يستند الحكم فيه الى إرادة الشعب ويكون حكماً رشيداً يعمل لخدمة جميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية، ويوفر لهم العيش الكريم والحياة السعيدة في عزّ وأمان، وهل هذا كثير على هذا البلد العزيز مع ما يمتلكه من عقول نيرة وامكانات هائلة؟! نسأل الله تعالى أن يسدد الجميع ويمنحهم التوفيق للسير في هذا الطريق انه ارحم الراحمين.
هل تعاقب أميركا الحكومة العراقية لـ"تلكئها" في الدفاع عن سفارتها في بغداد؟
"الحشد الشعبي يسيطر على أركان الدولة ما يشكل تهديداً للمجتمع الدولي"
أحمد السهيل مراسل @aalsuhail8 الأربعاء 1 يناير 2020 22:52
قوات الأمن العراقية أمام السفارة الأميركية في العاصمة بغداد بعد انسحاب أنصار "الحشد الشعبي" من محيط السفارة (أ.ف.ب)
أعلنت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء 1 يناير (كانون الثاني)، انتهاء الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء، مع انسحاب محتجي "الحشد الشعبي" استجابة لمطالبات بذلك، صدرت من هيئة الحشد ورئيس الوزراء العراقي.
واستقبل العراقيون العام الجديد باحتملات تفجر أزمة كبيرة، إثر اقتحام حشود كبيرة تابعة لـ"الحشد" المنطقة الخضراء الحكومية، وتمركزها أمام السفارة الأميركية في بغداد، بحضور كبار قادة الهيئة، فضلاً عن ممثلي كتل برلمانية، مهددين بالدخول إليها وتاركين البلاد أمام احتمالات تصعيد خطيرة، وأزمة جديدة تمس المصالح الأميركية في البلاد.