شكلت قيادة الأسطول البحري الروسي خلال الأيام القليلة الماضية في شرق المتوسط "قبضة" قوية، بالميزات المضادة للغواصات والسفن والطائرات، وذلك لتوفير رادع فعال للمجموعات البحرية، التابعة للناتو، إضافة إلى الغواصات النووية والمدمرات والصواريخ، التابعة للولايات المتحدة بشكل خاص.
وأفاد موقع "فيونوي أوبوزرينيي" الروسي أن سبب إنشاء هذه المنطقة يكمن في عرقلة الوصول إلأى الحدود البحرية لسوريا، وخاصة بعد التهديدات الأخيرة من قبل واشنطن حول احتمال تنفيذ هجوم صاروخي أكثر قوة على مواقع الجيش السوري الاستراتيجية.
وتبرر الولايات المتحدة الضربة الجديدة بالخطة المعتادة لسيناريو الهجوم الكيميائي الاستفزازي، كما حدث في ربيع عام 2018، إلا أن الأمور لم تسر بسلاسة في هذه المرة بالنسبة للبيت الأبيض، حتى أن إمكانية قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربة فعالة قيد النقاش.
تتمة موضوع "لغة القوة في العمل... البحرية الروسية تجبر أمريكا على التراجع وتغيير التكتيك على الساحل السوري"
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا وإيفان سافرونوف، في "كوميرسانت"، حول استعدادات أمريكية لتوجيه ضربة إلى سوريا واستعدادات مقابلة لمواجهة العدوان الثلاثي المرتقب.
وجاء في المقال: أمس الاثنين، بات معروفا أن مدمرة أمريكية مسلحة بصواريخ توماهوك دخلت البحر الأبيض المتوسط. وهكذا، فإن حشد حاملات الصواريخ البحرية وصل إلى العدد الكافي لشن هجوم كبير على سوريا.
يؤكد العسكريون الروس أن التحالف الغربي يستعد للقيام بعملية عسكرية ضد القوات الحكومة السورية، وأن العملية ستبدأ بعد استخدام مفتعل للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في محافظة إدلب. رداً على الإجراءات الأمريكية، تعمل روسيا أيضاً على تعزيز مجموعتها في البحر المتوسط.
فوزارة الدفاع الروسية تخشى من أن تُستخدم أخبار مرتقبة عن هجوم كيميائي، لا أساس له من الصحة، لشن هجوم جديد من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الدولة والمنشآت الاقتصادية في سوريا: فوفق هذا السيناريو تطورت الأحداث في أبريل2018 ، حين قاد هجوم كيميائي مزعوم في الغوطة الشرقية إلى إطلاق كثيف للصواريخ على سوريا من قبل قوات التحالف.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وجهت ضربة لسوريا بسبب التقارير التي تحدثت عن هجوم كيميائي، إلا أن الضربة لم تلحق أضرارا كبيرة بدمشق. فيما تمكنت السلطات السورية من السيطرة على الغوطة الشرقية، وفي الأجزاء الأخرى من سوريا أصبحت المعارضة أكثر قبولا للحوار.
إدلب هي نقطة اللاعودة. فإذا ما أعادت دمشق المنطقة إلى سيطرتها، فإن الضفة الشرقية لنهر الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة ستبقى وحدها خارج سيطرتها.
وفي الصدد، قال مكسيم سوشكوف، محرر النسخة الروسية من المونيتور الأمريكية، لـ "كوميرسانت" إن تهمة استخدام الأسلحة الكيميائية أداة مختبرة. وأضاف: "لا تستطيع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تغيير حقيقة أن الأسد استعاد السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي السورية، لكنهم لا يريدون قبول حقيقة أنه سيبقى في السلطة. ليس لديهم قنوات سياسية للتأثير على الوضع، لكن بإمكانهم تشويه سمعة النظام السوري".