في البداية أبلغ التحية والسلام لأهالي الشهداء ، وأحيي بإحترام المجروحين ، وأشد على أيد الجميع من أجل تجاوز هذه المحنة ، والإلتفات إلى حل المعضلات والقضايا المصيرية ، إن ما يميز هذه المدينة البطلة إنها مدينة الحضارة والتاريخ - مدينة الحياة - ، إنها مدينة حيوية وفاعلة ونشيطة ، وهي دائماً في المقدمة تمد العراق بأسباب التطور والرقي ، ومنها نبغ علماء وفنانيين وشعراء محترمين وكبار ، وفيها نمى وكبر عود كل فكر تقدمي حضاري بناء ، مدينة أرست قواعد المجد للعراق قديماً وحديثاً ، فكانت لإبراهيم النبي مرابض صبا ومراتع خير ، وكانت لسومر مهد حضارة ، ولأكد رمز شموخ ، هي ذي قار مدينة العطاء ، فيها أنتصر الخير مع الإمام علي ، ولازالت تمارس دورها الريادي في نهضة العراق ، و تماسكه حين زعزعه الدهر ، هي مهد الشهداء وقوافل العز ، لذلك يتكالب على أطرافها رجال السوء والإرهابيين محاولين ليّ ذراعها ، عبر عمليات بائسة تعبر عن خيبة أمل وقنوط ، إن إستهداف المواطنيين العزل في مدينتي الناصرية دليل على حيوية شعبها وجديته في التصدي للإنحراف وللفساد وللإرهاب ، ولهذا تستهدف المدينة من جميع الحانقين والحاقدين ، ويستهدف شعبها لكي يسترخي ويهدء في مطالبه الثابتة في التغيير والإصلاح .
تتمة موضوع "سلاماً شهداء الناصرية ـــــــ راغب الركابي"