كن جريئاً فى إعمال عقلك إذا كنت تريد إحداث ثورة دينية أو ثورة فكرية. وقد كان الفيلسوف الألمانى العظيم كانط جريئاً فى إعمال عقله عندما أصدر كتاباً عنوانه “ الدين فى حدود العقل وحده” (1793) يؤول فيه الدين تأويلاً رمزياً. وفى أكتوبر 1794 تسلم رسالة من الملك يعرب فيها عن عدم رضاه عما جاء فى الكتاب من تشويه العقائد الجوهرية فى المسيحية والحط من قدرها، ويطلب منه مستقبلاً الكف عن نشر مثل هذه الأضاليل. أما إذا واصل العناد فإنه يعرض نفسه لإجراءات صارمة. فأجابه كانط بأن كتاباته فى الدين موجهة إلى العلماء، فى مجالىْ الفلسفة واللاهوت، الذين لهم الحق فى إبداء الرأى بمعزل عن أية سلطة. ومع ذلك فقد تعهد بعدم الكتابة فى الدين لأنه “ جد أمين لجلالة الملك”. إلا أن هذا التعهد يفيد ضمنياً بأنه مرهون بحياة الملك. ولا أدل على ذلك من أنه عاد إلى الكتابة فى الدين بعد موت الملك.
تتمة موضوع "هل ماتت الحقيقة المطلقة؟......د.مراد وهبة"
“هؤلاء عبادك، قد اجتمعوا لقتلي تعصبًا لدينك، وتقربًا إليك.. فاغفر لهم! فإنك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي، لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترتَ عنّي ما سترتَ عنهم، لما لقيتُ ما لقيت، فلك التقديرُ فيما تفعل، ولك التقديرُ فيما تريد” هكذا ناجى الحسين بن منصور الحلاج ربه وهو على الصليب، لم يفارق الحبُ خُلْدَه، ولم يخالط الحقد وَجْدَه، يسأل الغفران لقاتليه، ولا يطلب النجاة لنفسه، وكيف يجزع طلبا للحياة، أو خوفا من الموت؟ وهو الذي يرى حياته جزءًا من كلٍ أعظم، وموته التوحد بذلك الكل.. فليتهمه اللائمون، وليقتله الجلاّدون، فقد قال قبل آنٍ وكأنه تنبأ بما سيصيبه: “وإن قُتلت او صُلبت، أو قُطّعت يداي ورجلاي، ما رجعت عن دعواي” نعم فإنّ العشق عنده دعوة، والحب في فلسفته جهاد، فمتى أخاف مجاهدا الموت؟ وهو القائل:
تتمة موضوع "الحلّاج: الـعـاشـق الــمـصـلـوب.......محمد صلاح سليم"