من علامات السوء أن تتبدل الأدوار أو تتسع في مدار الاتهام بالطائفية بين سياسيي العراق الحديث، رغم أن التفسير المنطقي يفرض حالة صحية مستجدة تستند إلى غياب الشعور بالاستفزاز من طرف دون آخر. ففي السابق، كان الاتهام بالطائفية موجها إلى بعض سياسيي شيعة العراق خارج السلطة قبل حرب 2003، وضمن هياكل السلطة بعد الحرب. أما الآن، فقد ارتكب «سياسيون» من سُنة عرب العراق خطأ الانزلاق عن موقع الترفع عن الطائفية - ترفعا حقيقيا كان أم زائفا مغطى بسلطة الحكم سابقا - إلى قعر التوصيف الطائفي، بهجوم علني لم يستثنِ أحدا من شركاء الوطن، إلا في سياق استدراك ضعيف التبرير، وهو ما كان مفترضا تفاديه طالما بقي قدر من التعايش قائما.
تتمة موضوع "«سنة عرب العراق» والانزلاق عن الترفع ــــــــ وفيق السامرائي"