شكل الحجاب: الحجاب من وجهة نظر مجتمعي والتي أقتنعت بها لفترة هو وضع غطاء على الرأس يخفي الشعر تماماً مع أخفاء تام لباقي الجسد فلا يظهر منه إلا الوجه والكفين والحرص على أن يكون الزي واسع قدر الأمكان فلا يشف ولا يصف الجسد.
ذكرياتي: عند وضعي لغطاء الرأس وجدت من بهنئونني كأنني دخلت الإسلام أخيراً: أخيراً ربنا هداكي؛ ربنا أكيد حيكرمك علشان سمعتي كلامه، ألف مبروك عقبال ابن الحلال اللى يكمل سترك في الدنيا والآخرة……
ووجدت من ينتقدونني وكأنني تنازلت عن مبادئي: أنتي أزاي يسارية ومحجبه؟ أنتي سيبتي السياسه؟ أنتي حتبطلي تقري حاجه غير الدين؟
وجدت من يسخر مني: ويناديني بأختي المؤمنة أو أختي المحجبة أو من يقول: أيه خلاص؟ التكفير والهجرة؟
ومن تساءل: أنتي شعرك جميل ونظيف ولبسك محتشتم وأعلم أنك لا تبحثي عن الزواج بذلك الأسلوب الرخيص من إدعاء التدين عن طريق وضع قماشة على الرأس، فلما تحجبتي؟
وضعت غطاء الرأس لمدة عشر سنوات، كنت ملتزمة به لحوالي سنة واحدة فقط، ملتزمة به من ناحية المظهر تماما، فكنت أرتدي الواسع الذي لايشف ولا يصف جسدي “كعادتي قبل وضعي لغطاء الرأس” ووجدت أنه مستحيل أن يكون هناك زي لايصف الجسد مهما كان واسع أو ثخين القماش.
قيدت نفسي أثناء الخروج للشرفة بغطاء الرأس؛ أحيانا كان الخروج للشرفة يكون ضروري ويتطلب السرعة فكنت أرتبك بين تلبية نداء الواجب أو البحث عن ما أستر به شعري؛ وعندما أرتديت الملابس ذات الكم وجدت أنه لايجوز إرتداء الكم الضيق لأنه يصف شكل ذراعي، فأرتديت قمصان واسعة وطويلة؛ والكم الواسع عند أية حركة يظهر أعلى المعصم والساعد فيسبب لي أرتباكاً بين أن أقوم بما أقوم به أو بين أن أستر قطعة الجلد الظاهرة من ساعدي، أحترت وأحتار دليلي، أشتريت بجانب مجموعة أغطية الرأس مجموعة من المعاصم لإخفاء ساعدي أثناء الحركة؛ في البداية كدت أموت حراً وأختناقاً فكنت أصبر وأحتسب على أمل أن أعتاد الأمر يوماً ما، لم أعتاد يوما على غطاء الرأس، ولم يزيدني إلا أختناقاً على مر الشهور ما بين الصيف والشتاء، ولم أتمكن أبداً من أرتداءه بسهولة ويسر أو بحرفية.
كنت أعتقد دوماً أن سبب تأخري في النزول من المنزل هو حيرتي في كيفية تصفيف شعري فقط وأن غطاء الرأس سيجعلني ملتزمة أكثر في مواعيدي عن طريق أنني سوف أمشط شعري وأعقصه بالكحكة المشهورة ثم أضع غطاء الرأس وأنزل؛ فوجدت أنني أخذ من الوقت أضعاف السابق حتى أستطيع أن أختار غطاء الرأس المناسب لملابسي ولحرارة الجو؛ ثم أقف أمام المرآة لمدة طويلة في محاولة مني لتثبيت غطاء الرأس حتى لا يتسرب شعري منه أثناء الحركة، وأثناء محاولاتي العديدة لتثبيت غطاء الرأس كنت أوخز من دبابيس التثبيت في رأسي وفي وجنتي حتى أبكي غيظاً من أنني لم أتمكن بعد كل هذه الفترة من التعامل مع تلك القماشة.
ماوصلت إليه: توصلت أخيراً إلى أنني أهتم أكثر من اللازم وبشكل زائد عن الحد بالشكليات؛ فالمهم في الحجاب هو أن يخفي العورة التي تسمي شعر الرأس أثناء وجودي خارج المنزل.
وأكتشفت وجود بعض أنصاف المثقفين في حياتي ومدعي الثقافة الذين لا يملكوا شيئاً أكثر من مجرد السخرية وتسفيه الأخر؛ وأيضاً أكتشفت وجود بعض مدعي التدين والحشمة والذين هم أكثر من قابلت كذباً ونميمة وأنتهاكاً لحرية وخصوصية الأخرين.
عدت للأصل، للكتاب، قرأت جميع وجهات النظر الموجودة أمامي والتي تم نصحي بقراءتها من كلا الجانبين، المؤيد والمعارض لوضعي غطاء الرأس؛ وكانت النتيجة بأن توصلت إلى أن الدين يسر وليس عسر؛ وأن الايمان الحقيقي بالقلب وليس بالمظاهر التي رأيت زيفها ونراها جميعا كل يوم؛ فالسافرة قد تكون ملتزمة أخلاقياً والمحجبة قد تكون فاجرة، لا ضامن ولا مؤكد لهذا أو ذاك إلا بطول العشرة وأجتياز المواقف.
حافظت على الحشمة في الملبس خوفاً من الأنتهاكات التي أنتشرت وزادت حدتها؛ فأصبح التحرش لا يقتصر على الشاب الغير قادر على الزواج بل تجاوزه حتى لأصبحت أرى الكهل والطفل (وكلاهما غير قادر على الفعل) وكلاهما يتحرش.
لم يختلف الوضع كثيراً بيني وبين السافرة وبين المنقبة ف“التحرش لا زي له” في وطني.
قناعاتى الآن: 1- غطاء الرأس لن يدخلني الجنة، بل أخلاقي ومبادئ الأنسانية هي ما سوف تدخلني الجنة؛ سواء كانت جنة الدنيا (راحة ضميري) أو جنة الآخرة (جنة الله).
2- لن أرضي الناس مهما حاولت، أذن فلأرضي نفسي حتى لا أجهد وأتألم بلا طائل.
3- لن يحاسبني أو يملك لي ضارة أو نافعة غير ربي.
4- الله لن يحاسب أحد عن عمل قام به غيره: قال تعالى }وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{ ؛ كما قال تعالى: ” وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارهمْ عَلَى ظُهُورهمْ ” [ الأنعام : 31[
5- ربي ميزني كأنسانة بالعقل وطلب مني أن أحتكم لعقلي (أفلا تعقلون)؛ وجعل القرءان حمال أوجه ولم يحرم الأختلاف في التفسير.
6- إذا كان الحجاب فرض، فلماذا نري بنات أمراء السعودية “حماة الفضيلة والآمرين بالمعروف والنهي عن المنكر” يسرن كاشافات الشعور والنحور والصدور؟
7- معظم أبناء وطني ومن عارضوني على خلعي لغطاء الرأس لم يهتموا بشئ سوى المظهر وعملوا بمبدأ ” الحجاب قبل الصلاة ” ولم يهتموا بأي شئ من الأسلام ومن فروضه الجلية الواضحة وأهتموا بالمظاهر.
8- حكمت عقلي وراجعت كتاب الله فوجدت أول ما أنزل الله هو ( أقرأ )؛ فقرأت مختلف الآراء؛ وقرأت التاريخ أيضاً فوجدت شيوخ الماضي لم يجبر أحد منهم زوجته أو أبنته بوضع غطاء الرأس ولم ترتدي إحداهن غطاء الرأس؛ فهل كان هؤلاء كفاراً أم جهلاء بكتاب الله وسنة رسوله؟؛ حتى أن حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين لم ترتدي أخته الصغرى “فوزية” الحجاب والتي كانت متزوجة من قيادي أخواني “الدكتور عبد الكريم منصور” (من “ مذكرات فوزية شقيقة حسن البنا “)؛ وجمال البنا أخو حسن البنا له مقالات عدة في أن الحجاب ليس بفرض وليس له وجود بالأسلام أساساً.
9- كل من أيد حديث الوجه والكفين قد ذهب إلى السعودية في فترة ما من فترات حياته وتم الأحتفاء به وتقديم الدراهم والدنانير له ثم عودته إلى مصر مرة أخرى محملاً بالفكر الوهابي القبلي الذي أبعد ما يكون عن الأسلام والحضارة والمدنية.
10- وجدت أن كل من عضد ودافع عن حديث أبو داوود: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليها ثياب رقاقٌ، فأعرض عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال: “يا أسماء إنَّ المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلاَّ هذا وهذا” وأشار إلى وجهه وكفيه. (“باب: فيما تبدي المرأة من زينتها”؛ “سنن أبو داوود”). لم يقرأ العنعنة ولم يقرأ تعليق أبو داوود عليها:
الأدلة والبراهين:
- العنعنة: حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا: ثنا الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها؛ هذه العنعنة التي أوصلت هذا الحديث لنا.
- أما عن رد أبو داوود عن وصول هذا الحيث له: قالَ أَبُو دَاوُد هَذَا مُرْسَلٌ ؛ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .
وهذا الحديث ضعيف لا يصح الاستدلال به ، وسبب ضعفه ما يلي :
1- انقطاع سنده ، كما صرَّح بذلك الإمام أبو داوود رحمه الله نفسه بقوله :”هَذَا مُرْسَلٌ ؛ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَة “.
2- في سنده سعيد بن بشير الأزدي ويقال البصري أبو عبد الرحمن ، وثقه بعض علماء الحديث وضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي والحاكم وأبو داوود ،
وقال عنه محمد بن عبدالله بن نمير : منكر الحديث ، وليس بشيء وليس بقوي الحديث ، يروي عن قتادة المنكرات .
وقال عنه ابن حبان : كان رديء الحفظ فاحش الغلط ، يروي عن قتادة ما لا يُتابع عليه .
وقال الحافظ ابن حجر عنه : ” ضعيف ” .
3- فيه قتادة وهو مدلس وقد عنعنه ، كما أن فيه الوليد بن مسلم قال عنه الحافظ : ” ثقةٌ لكنه كثير التدليس والتسوية ” . وقد عنعنه .
فهذه هي علل الحديث التي حُكم على الحديث بالضعف بسببها؛ أن من أوصل لنا حديث المرأة لايظهر منها إلا الوجه والكفين ” خالد بن دريك ” : منكر للحديث/ يروى عنه المنكرات/ كان ردئ الحفظ/ فاحش الغلط/ كثير التدليس/ أصلاً لم يكن موجود بالدنيا وقت وجود السيدة عائشة، فكيف يروي عنها الأحاديث؟
· كان هذا عن الحديث؛ أما عن آية الحجاب الشهيرة التي كلما أتى ذكر الحجاب تحدثت أمة لا إله إلا الله عنها ويذكروها مقتطعة: «ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما» (والآية فى سورة الأحزاب رقم 53)
×× وابتداء نعرف الحجاب فهو لغوياً:
«بمعنى الساتر أو الحائط وحجب الشىء أى ستره، وامرأة محجوبة أى سترت بساتر»، والآية القرآنية التي وردت فى القرآن الكريم عن الحجاب تتعلق بزوجات النبى وحدهن، وتعنى وضع ساتر بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ فى ذلك مطلقا، وهذه الآية تتضمن ثلاثة أحكام:
الحكم الأول: – عن تصرف الصحابة عندما يُدعون إلى الطعام عند النبى – ( ص ) – والثاني: – عن وضع حجاب أو ساترأو حاجز بين زوجات النبى ( ص ) – والصحابة، والثالث: – عن عدم زواج المسلمين بزوجات النبى ( ص )- بعد وفاته، وبذلك نفهم من لفظ الحجاب الذى ورد أن القصد منه كان وضع ساتر بين زوجات النبي ( ص ) – وبين الرجال من الصحابة، ويفهم أيضا أن وضع الحجاب أو الساتر خاص بزوجات النبى ( ص ) – وحدهن فلا يمتد إلى ما ملكت يمينه «من الجوارى» ولا إلى بناته ولا إلى باقى المسلمات، وإلا كانت الآية نصت على ذلك وعممت على كل المؤمنات المسلمات.
ثانيا: – استدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب أى «غطاء الرأس» فاستدل هذا الفريق بالآية 31 من سورة النور والتي تقول: «وقل للمؤمناتِ يَغضُضنَ من أبصَارهنَ ويحفظنَ فروجهنَ ولا يبدينَ زينتهُنَ إلا ما ظهر منها وَليضرِبنَ بِخُمُرِهنَ على جُيُوبِهنَ» صدق الله العظيم ، وسبب نزول هذه الآية أن النساء فى زمن النبى وما قبله كن يرتدين الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر أى أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباية، وطلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب( أى فتحة الصدر)، وعلة الحكم فى هذه الآية هى تعديل عرف كان قائما وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عار هو صورة يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زى بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر لم يكن وارداً وقتها ، وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات اللاتى كن يكشفن عن صدورهن.
ثالثا: – إستدلالهم بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 والتى تقول: «يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ»، وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت التنزيل كن يكشفن وجوههن مثل الإماء «الجوارى» عند التبرز والتبول فى الخلاء لأنه لم تكن عندهم دورات مياه فى البيوت، وقد كان بعض الفجار – من الرجال – يتلصص النظر على النساء أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول ( ص ) بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبى لقد عرفناكِ يا سودة (بعد تبرزها في الخلاء) وهو الحديث الذى ورد فى صحيح البخارى فى باب خروج النساء للتبرز حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ – وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ – فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – احْجُبْ نِسَاءَكَ . فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَفْعَلُ ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً ، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ )- فنزلت فى اليوم التالى الآية59 من سورة الأحزاب لتصنع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء «الجوارى» من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة «جارية» قد تقنعت أى تغطت أو دانت جلبابها عليها ، ضربها بالدرة محافظا على زى الحرائر «عن ابن تيمية – فى كتاب حجاب المرأة ولباسها فى الصلاة – تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى – المكتب الإسلامى – ص 37».
×× من مقال دكتور مصفى راشد: “ القول بفرضية الحجاب كذب على الله “
·في النهاية أقول: هذا رأيي الخاص؛ وكل ابن آدم حر فيما يراه وفي قناعاته الخاصة؛ وخلعي لغطاء الرأس لم ولن يضر أحد غيري هذا إذا كان به مضرة؛ ومن يقول إنه سترة أقول له غض بصرك أولاً فما يفتنك ليس شعري وإلا كنت فتنت بالشباب المرسل لشعره؛ وأن الله قد أمر المؤمنين بغض البصر صراحة ولا خلاف على هذا.