Wednesday, May 1. 2013
في بعض المجتمعات يتم تحديد الوصول للجاذبية الجنسية للمرأة من خلال تغطية الجسد او الوجه او كلاهما, او من خلال تقييد حرية الحركة. وفي مجتمعات كهذه يكون اي سلوك جنسي خارج اطار الزواج غير ممكن. السؤال العلمي هنا يدور حول النساء. هل يمتلكن ذات النبضات الجنسية التي تمتلكها النساء في المجتمعات المتحررة؟
الاهتمام بالجنس العابر:
الاجابة على اسئلة محددة حول طبيعة النبضات الجنسية التي تمتلكها النساء في المجتمعات المتحررة وفرقهن عن النساء في المجتمعات المحافظة تعد امرا صعبا. النساء في المجتمعات المحافظة يجبن كالرجال انهن لسن مهتمات بالعلاقات الجنسية العابرة حينما تعرض عليهن اسئلة استبيانات تتعلق بهذا الامر. ولا يمكن ان تؤخذ اجاباتهن كقيم حقيقية. لاسيما وانهم قد يقومون بتقديم ما يرونه مقبول اجتماعيا فحسب اثناء اجابتهم على الاستبيان.
ولكن قد يدور التساؤل حول المجتمعات المتحررة وطبيعة النساء فيها التي تشبه الى حد ما نمط حياة الرجل والتي وبلا شك سيكون قبول العلاقات الجنسية العابرة فيها بالنسبة للنساء اكثر قبولا منه في مجتمعات اخرى.
هناك فروقات كبيرة بين الجنسين تختزل وتتقلص عبر الاجيال المتعاقبة. النساء اليافعات اليوم يتصرفن بشكل مختلف تماما عن جداتهن. وهن يرتدن الجامعات وينافسن على الوظائف مع الرجال (بل انهن يشغلن اعدادا اكبر من الرجال في التوظيف بأماكن عديدة). انهن يظهرن الاهتمام بالجنس والجنس قبل الزواج. يشربن الكحول وحتى المخدرات وينافسن في الالعاب الرياضية.
بعد كل هذه التغييرات التي طرأت على حياة المرأة فإنه وبالتأكيد ستنال المرأة فرصة اقتصادية اكبر واستقلالية اكبر. كما ان التنافس سينتج تغييرات في الهورمونات تؤثر على الرغبة الجنسية ايضا.
الهورمونات:
ان التقدم الذي حازت عليه المرأة في اشغال الوظائف ينعكس بالدرجة الاساس على التقدم الاقتصادي للمرأة. ومع ذلك فإن هناك منظور مختلف في ملاحظة ما يترتب على التقدم الاقتصادي للمرأة الحديثة عن جدتها.
التشابه الزمني يقترح ان المرأة تشارك بشكل اكبر في القوة العاملة عندما تكون احتمالية الزواج ضئيلة [1]. و في العالم الحديث فإن المرأة المتزوجة ما زالت تعمل للاسباب ذاتها. لاسيما ان تربية الاطفال في المجتمع الحضري لا يمكن ان تتم بواسطة مرتب شهري واحد من الاب.
ومهما تكن الاسباب فإن ارتفاع مشاركة المرأة في قطاع العمل في البلاد المتقدمة يؤدي بالنساء الى ان يدخلن في منافسة مباشرة مع النساء الاخريات بشكل اكبر مما في الاجيال السابقة. مما يزيد افراز هورمون التستستيرون لدى النساء والهورمونات الجنسية الاخرى لزيادة الاثارة ولتطوير معدل التنافس (الانثروبولوجية اليزابيث كاشدان من جامعة يوتا [2]).
ترى كاشدان ان زيادة التيستستيرون لدى النساء في المجتمعات التي يسود فيها التنافس يزيد من لياقتهن وقوتهن, وجاذبيتهن الجنسية ورغبتهن في المشاركة بالانشطة الخطرة كالافراط في الشرب او القيادة الخطرة.
اذا فالدليل على الاهتمام المتزايد بالجنس يعتمد على الدليل على مشاركة المرأة في الانشطة التنافسية ومما يتيح الفرصة لمساهمة المرأة في العلاقات العابرة عندما لا تكون العلاقات العابرة امرا مشبوها وخطرا في المجتمع كما في المجتمعات المتحفظة.
مخاطر العلاقات الجنسية العابرة:
في المجتمعات المحافظة يمكن لخطأ جنسي واحد ان يفسد جميع طموحات الزواج للمرأة اليافعة بل وحتى يمكن ان يساهم في موتها على ايدي اقاربها. ويمكن ان يحمل الخطورة ذاتها للرجال. الجنس العابر يعد امرا غير مقبول في المجتمعات التي التي يقل فيها عدد النساء [3].
اما في البلاد الصناعية فإن النساء يبدين اهتماما بالجنس العابر كالرجال تماما ويتم تأخير الزواج وتبقى المنافسة الجنسية محتدمة بين النساء. لذا فجاذبية النساء واحساسهن الجنسي يكون اكبر في البلدان التي يدوم فيها التنافس الشديد بين النساء او التنافس على الاعمال مع الرجال. اما في البلاد التي يتوق فيها الرجال للزواج فحسب فإن درجة اتقاد الجنس للمرأة الاعتيادية تكون قريبة من الانجماد.
توضيح
يناقش المنظور العلمي في النظر الى دقائق الحياة تفاصيل معينة بذاتها لا يجدر تعميمها واستخدامها في تغطية مفاهيم اخرى. فالمقال اعلاه مثلا يناقش تفصيل الاتقاد الجنسي والجاذبية الجنسية واثر نمط الحياة الغربية عليها. ولا يتجاوز ما ذكره المقال هذا التفصيل. فمثلا لا يمكن ان نستخدم ما ذكر في المقال في اعطاء افضلية للمجتمع الغربي الحديث في مجال العلاقات العاطفية وفي الوقت نفسه لا يمكن ان نستخدم ما ذكر في المقال في وصف المجتمع الغربي الحديث بأوصاف سيئة. كما ينطبق الامر ذاته على المجتمع الشرقي المحافظ. وفي الوقت نفسه فإن نظرة كاتب المقال للمجتمعين الشرقي والغربي هي نظرة افتراضية تفترض درجة عالية للتحفظ قد لا تكون موجودة فعليا في اي مجتمع متحفظ. فالمقال لا يناقش دراسة احصائية لاوضاع النساء في المجتمعات بل يصف حالة هورمونية معينة تنشأ نتيجة لظروف الحياة ولها مردودها على نواحي عديدة في حياة المرأة لا تقتصر على ما ذكر في المقال.
المصادر:
1. Guttentag, M., & Secord, P. F. (1983). Too many women: The sex ratio question. Beverly Hills, CA: Sage. Barber, N. (2002). The science of romance. Buffalo, NY: Prometheus.
2. Cashdan, E. (2008). Waist-to-hip ratios across cultures: Trade-offs between androgen- and estrogen-dependent traits. Current Anthropology, 49, 1099-1107.
3. Schmitt, D. P. (2004). Sociosexuality from Argentina to Zimbabwe. Behavioral and Brain Sciences, 28, 215-311.
4. Barber, N. (2008). Cross-national variation in the motivation for uncommitted sex: The role of disease and social risks. Evolutionary Psychology, 6, 217-228.
رابط المقال الاصلي:ـ
http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201301/why-women-are-more-sexual-in-some-societies
|