في بداية الحرب السورية والفتنة والمؤامرة التي جرت على ارض سوريا كان المبدأ الاول المطروح هو رحيل الرئيس الاسد، وكان ذلك عام 2011 و12 و13 وحتى عام 2014 لكن بدأ هذا المطلب يتلاشى واذا كان من سبب لتلاشي هذا المطلب هو الهجوم الدبلوماسي الروسي اضافة الى الهجوم العسكري الروسي في سوريا وعلى مستوى العالم ضد مبدأ طرح رحيل الرئيس الاسد فالرئيس بوتين شخصيا اقنع رؤساء اوروبا والرئيس السابق الاميركي اوباما وحتى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اقنع تيلرسون عدم الحديث عن رحيل الرئيس الاسد فأصبح الرئيس الفرنسي ماكرون يتحدث عن امر واقع وهو ضرورة التفاوض تجري بين المعارضة والرئيس السوري وحتى في القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن لم ترد كلمة رحيل الاسد بل ورد مبدأ وضع دستور جديد اما اسباب بقاء الرئيس الاسد فهي عديدة وهي التالية:
1 – صمد الرئيس الاسد والجيش العربي السوري وقام حزب الله بنجدة كبرى للنظام السوري كذلك ايران الى ان وصل الدعم الى ذروته عبر قرار روسيا بضرب الارهابيين في سوريا ضربة قاضية ادت الى كسر 80 بالمئة من قوتهم ونقلت سلطة الاسد من 17 بالمئة على الاراضي السورية الى حوالى 80 بالمئة.
2 – وقعت سوريا وروسيا اتفاقا استراتيجيا عسكريا وهو بالتحديد بين الرئيسين بوتين والاسد يقضي الى اقامة قاعدة بحرية ضخمة في طرطوس وقاعدة في اللاذقية وذلك على الشاطئ السوري مما جعل روسيا ملتزمة بالحفاظ على بقاء الرئيس الاسد لان حجم النفوذ الروسي في سوريا اصبح كبيرا وروسيا باتت تعتبر ان قوتها في البحر الابيض المتوسط اضافة الى قوتها في الشرق الاوسط وصولا الى الخليج العربي ينطلق من قوة وجودها العسكري والاتفاق الاستراتيجي مع نظام الرئيس الاسد.
3 – تغيير النظام في قطر من امير الى نجله وذهاب رئيس الوزراء حمد ال ثاني الذي كان يعمل مع الاسرائيليين في المخطط ضد سوريا والذي اعلن انهم دعفوا 125 مليار دولار لاسقاط النظام في سوريا كذلك فشل السعودية في الحرب على اليمن وخسارتها في الحرب هناك وعدم تمكنها من السيطرة على اليمن والحاق الحوثيين خسائر كبيرة بالجيش السعودي كذلك اطلاقهم صواريخ بالستية على السعودية مما هدد امنها الوطني الكامل.
4 – عدم قبول تركيا وايران واوروبا بتقسيم سوريا كذلك عدم وجود اي شخصية معارضة صالحة لرئاسة الجمهورية كي تحل مكان الرئيس الاسد كذلك عدم وجود اي شخصية معارضة اطلت على العالم الخارجي وظهرت كشخصية قيادية تستطيع الترشح في وجه الرئيس الاسد لان الشعبية الكبرى اصبحت تؤيد الرئيس الاسد بعدما ذاقت من الحرب السورية كل المرارات وبعدما اصبحت تريد الامان والاستقرار بعدما ذاقت الارهاب في ظل حكم فصائل تكفيرية ارهابية يحكم كل فصيل منطقة من سوريا.
الان اصبح واضحا ان الرئيس الاسد سيستمر في ولايته حتى عام 2021 وسيترشح لولاية جديدة وسيتم انتخابه بأكثرية شعبية ل7 سنوات جديدة ولهذه الاسباب سيبقى في الحكم، كذلك اجتاز كل الخطورة واصبح قادرا على الترشح لولاية جديدة من 2021 حتى 2028 خاصة انه استطاع جمع شمل الجيش العربي السوري من جديد الذي ارتفع عدده من 80 الف جندي بقوا في القتال الى حوالى 210 الاف ضابط وجندي وصف ضابط عادوا وقام الرئيس الاسد بتشكيلهم في فرق مقاتلة وساعد الجيش الروسي في هذا المجال عبر كبار الضباط في الجيش الروسي وجنرالات روس لتنظيم الجيش السوري وتسليم سوريا طائرات حربية جديدة من طراز ميغ 29 اضافة الى تسليح الجيش السوري بالدبابات والمدفعية بالمئات اضافة الى ان سلاح الجو الروسي حاضر في كل مكان وكل لحظة بحجم 145 طائرة لقصف اي هدف ضد الرئيس الاسد وهذا ما يفعله الجيش الروسي حاليا ويركز حاليا على الغوطة الشرقية والتي قد تسقط عبر استمرار القصف الروسي العنيف، كذلك استطاع الجيش السوري الذهاب الى جنوب سوريا في درعا مع دعم جوي روسيا ضخم ادى الى وصول فرقة عسكرية الى محافظة درعا والسويداء وجنوب سوريا حتى حدود الاردن.
اما بالنسبة لمحافظة ادلب، وهي الاهم كون اكثرية التنظيمات الارهابية تتجمع فيها، فان روسيا مع تركيا ستسيطر على ادلب لان حدودها مع تركيا بطول 22 كلم والجيش التركي لا يريد حكم ذاتي في ادلب بل عندما تضع روسيا الحل السياسي مع النظام السوري وتركيا وايران وتقنع الاتحاد الاوروبي واميركا بهوستقوم بضغط على ما تبقى من معارضة غير ارهابية فستنهي وجود التكفيريين في ادلب، فان الرئيس الاسد سيعزز وجوده على كل اراضي سوريا.
وبالنسبة للجيش الاميركي فان الكونغرس بدأ يطالب بالانسحاب من الحسكة وطرح عدة نواب من الكونغرس اسئلة عديدة ماذا يفعل الجيش الاميركي في سوريا وما هو دوره وانه سيطلب من الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب الجيش الاميركي من سوريا.