الحلقة الرابعة
جدلية الحرب والسلام :
من جملة التصورات التي يفرضها الواقع هي تلك التي تقول : - ان عالم اليوم يسير نحو الهاوية و الفوضى والانهيار - ، نتيجة لطبيعة العلاقات الدولية السائدة التي يحكمها القلق و التوتر والشك والريبة ( التآمر ) ، تؤكد على ذلك تقديرات خبراء الأمم المتحدة والمراكز البحثية المتخصصة ، إضافة لما تشعر به شعوب العالم المختلفة تجاه مستقبل العلاقات الدولية ، والتي تميل فيها كفة الصراع والفوضى وتزداد رسوخا وتجذرا ، وان فرص السلام والاستقرار فيها تتضاءل كثيرا ، ، وقد وصفت هذه التقديرات من قبل معهد الاستشراق الدولي : - بأنها واقعية وموضوعية إلى حد كبير - ، وتُرسخ القناعة والتجربة المريرة التي مرة بها دول وشعوب العالم المختلفة ذلك . ان تراجع فرص السلام في العالم دليلا على طبيعة الخلل في العلاقات و في ميزان القوى ، الذي جعل من التقديرات الأممية هذه غير مبالغ فيها وانها صحيحة وبنسب متقدمة ، حتى وان اعتبرت تلك التقديرات مجرد تكهنات وتوقعات ، فعالمنا اليوم تراجعت فيه سبل السلام والأمن ، مما يعزز ذلك التصور الذي قاله ستيوارت ميل ذات مرة عن ( طبيعة النظام الدولي وكيفية بنائه ) ، ولا يغرب عن البال ان ذلك الواقع هو ما يحكم علاقات الدول الكبرى بعضها تجاه البعض الاخر ، مضافاً إلى هذا ما تقوم به قوى الظل وأصحاب رؤوس الأموال بالسر والعلن لفرض حالة من الانقسام الدولي والفوضى ، ان ما ذهب إليه ستيوارت ميل يحاكي تلك النظرة الاغريقية التي قال بها المعلم الكبير ادم سميث في وصفه للواقع ، فالحرب عنده تعني أو تشير إلى : - ذلك الشيء السيء الذي يؤدي الى فقدان الثقة وينهي مقولة ( حسن النوايا ) واحترام الغير - .
تتمة موضوع " متلازمة .. الأمن والاقتصاد"