كل الأصوات بالعراقي هتفت شكراً لك سمو الشيخ في عطائك الدائم ، وشكراً لك في سمو الذات حين أحتضنت الأسود وهم يهدون الفرح للعراق كي يتوحد ويبني كيانه من جديد على روح السمو هذه ، وهي إشارة كاملة الدلالة إن يلتفت من غابت عندهم الحكمة إلى هذا المنجز الغير عادي في الزمن الغير عادي .
ومن بين هذا السمو تخرج لنا أمراة عراقية كانت كثيرة العطاء حين جعلت من فلذة كبدها قربان لمن يحمي العراق ويحمل روح العراق ويدافع بشرف عن معنى العراق ، إن روح الفوز كانت حاضرة حين كان العراق حاضر في روح أبنائه من دون مسميات أو كتل وتحالفات فالعراق هو العراق والعراقي هو العراقي ، من غير زوائد أو إضافات ..
وحين يكون الأمر على هذا النحو تختبر المبادئ وينتصر الرجال ، ونحن في غمرة الفرح الزاحف هالني موقف ما وجدت له من تفسير أو تبرير سوى العجز الذي يصيب المؤوسسة السياسية في العراق التي غرقت في بحور من الخلاف كبير ولم تتوجه إلى معنى الوطن وقواعده وعلاماته الفارقة - من العلم إلى النشيد الوطني - أقول هذا بعدما رأينا كيف عزف السلام للمرحلة التي ولت وزالت ؟، وكيف يمكننا البقاء تحت ظل هذا النشيد المستورد والذي لا يمثل عراقيتنا بل يعبر عن مرحلة تاريخية لا تصلح ولا تعبر كذلك عن تاريخنا الحاضر ولا عن مستقبل أجيالنا بل ولا تصلح لتكون المجسد لإرادتنا الجديدة .
ليكون هذا الخطأ الذي وقع في حفل تكريم أسود الرافدين بدبي تذكير وتنويه إلى حجم المتاهه التي لم يلتفت لها تجار السياسة والطائفية ، والحال عينه يقال عن علمنا العراقي الذي لا نعرف بصدق ما شكله وما لونه !! وإلى متى نظل تحت علم لم يعبر عن إرادتنا مجتمعين ولا عن واقع حالنا ولا عن طبيعة منتظمنا الإجتماعي العراقي ، ونحن نشير هنا إلى ذلك وفي هذه المرحلة فالأولويات عندنا ليست في الأمن وحده ، بل في بيان هويتنا الوطنية ومحدداتها وعلائمها ، ولا أظن واحداً من العصر الجديد يرغب ببقاء ما كان على ما كان !! فالجميع يرفض منهم يرفض التاريخ السياسي لما قبل 9 نيسان 2003 ، ولكي يكون الرفض موضوعياً يجب ان تكون الرغبة واقعية في البناء والتغيير ، وهذا يستلزم ان تتحول هذه الرغبة إلى عمل ، وهنا نعرف كيف يمكن للإرادات أن تنجح في تحقيق مشاريعها فيما لو كان ذلك جزء هام بالفعل عندهم وغير مؤجل .
فالسنوات الماضية لابد ان تكون قد أعطت البعض فكره عن الواجبات الوطنية وما يلزمها ، وهذه الواجبات من أهميتها لا ينبغي تركها أو تجاهلها خاصة بعد ما جرى في دبي ، تلك المدينة التي نكن لها كل التقدير لريادتها في الطيبات من الأعمال ، ولتقدمها المذهل في مجال بناء الإنسان حتى غدت قبلة ومضرباً للأمثال في كل حسن من الأعمال ، ولهذا كان الشكر واجب علينا وعلى كل عراقي لقيادة الأمارات الحكيمة ، مقرنيين الشكر بالعرفان الوافر لهذا الجيل الجديد من قادة الأمارات وكما يقال - فالكبير كبير - وأنتم ياسمو الشيخ كبير ..