حين يهب الشعب يطالب بحقوقه يقف العالم كل العالم إجلالاً وإحتراماً ، والشعب العراقي أبي الضيم سكت على المحنة وعظ على الجراح سنين طوال ، ولما بلغ السيل الزبى ثار منتفظاً يريد التغيير ويريد الحياة الحرة الكريمة ، ولم تكن مطالب الشعب من قبل ومن بعد عسيرة حتى تلكأت الحكومة ومطالت في تنفيذها ، والشعب يرى كيف يهدر حقه وتبدد ثروات بلده على حفنة من المرتزقة والفاسدين ، فمنذ سقوط حكم الصنم والشعب يعاني من هذه الحثالة التي سرقت كل شيء وتفننوا في تدمير كل شيء ،
هذه الحثالة الحاكمة أسوء من مر على العراق في تأريخه الطويل ، فبحكمهم كثرة الرشوة وسادت الفوضى وانتشر الإرهاب وعم الخراب في كل مناحي الحياة ، وتردت معيشة الإنسان وضاقت به السبل ، تلك الحثالة توزع المال والدور والأراضي على جمعهم ومن مرتزقتهم وكأنه مالهم ومال أبيهم ، ومن يسكن في خارج العراق من مرتزقتهم يعطى راتبا شهريا ودارا للسكن مع إنه ليس بحاجة لذلك ، ويحكي رئيس الوزارة عن محاربة الفساد ولم يبدأ ولا خطوة في هذا المجال ، ويتحدث مقتدى الصدر عن – شلع قلع – حتى ظننا به خيرا فغذا هو واحد من هذه الشلة التي لا يهمها غير علفها ، العراق ياقوم يحترق وشعبه يمزق وهو مقدم على ايام سود ، وهؤلاء الحثالة لازالوا من غير خجل يتحدثون بأسمه ، ومنهم من يتهم المتظاهرين بان ورائهم أجندات ، لأنهم لا يخجلون ولا يرون ما يعانيه هذا الشعب المغلوب ، يكفي إنه في حر تموز يعيشون بلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا عمل ولا شيء يمكنه مواساتهم ، ثار الشعب حين لم يجد غير طريق المواجهة مؤمنين بان الحياة الكريمة لا تأتي بالتمني ولا بالإنصات لهؤلاء النفر من حثالة الزمن ، الشعب يريدها مواجهة لأنه لا يجد في حياته ما يجعله يخسر شيئاً ، حياته خسرانه خسرانه فلم السكوت ولم التهاون ، الناس انتظرت تشكيل البرلمان وفاز من فاز وخسر من خسر ، لكن هؤلاء العتاة الخاسرين ماطلوا وشككوا في نزاهة النتائج وارادوها عدا وفرزا يدويا ، حتى يعود شلة الفاسدين من جديد ، لقد مل الشعب وتعب من كل هذا وها هو اليوم يثور ، وأتمنى أن لا يتدخل في ثنيه عن مطالبه أدعياء الوطنية والدين ، دعوا الشعب يأخذ حقه بيده دعوه يكون مرة واحدة صادقاً مع نفسه ، ومن قلبي أتمنى على السيد مقتدى الصدر أن لا يتدخل فما دخل بشيء وأصلحه ، وهو يذكر المطاهرات في ساحة التحرير كيف بدأت وكيف أنتهت ؟ أتمنى عليه السكوت إحتراماً لدماء الشهداء ، وليكن مع الشعب من غير تصريح وكلام يوهن ولا يفيد ، هناك احزاب دمرت العراق تجب محاسبتها ومنعها من المشاركة في العمل السياسي ، وهناك احزاب أرتمت بحضن الأجنبي وحضن الجار الذي لا يريد للعراق خيرا ، هؤلاء جميعهم مسؤولون فقفوهم وحاسبوهم ، هي أوقات أن مرت فلن تعود ، وكما قال مولى الموحدين – الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك – ، فيا أيها المتظاهرون عضوا على النواجذ فعدوكم مهزوم لا محال وأنتم من يصنع التاريخ الحاضر والمستقبل ، والله حاميكم وراعيكم وسيكفيكم شر الأعداء …