أن األقتصاد يلعب دورا مهما فى المصالح الدوليه وكيفية حمايته والحفاظ عليه هو من اولويات الدول المنتجة خاصة
فى مجال الطاقة المهيمنة على االقتصاد العالمي. وكلنا نعلم بأن مصالح الدول المستهلكة فى الخليج مهمة وأى تهديد
لها تهديد لهذة الدول ، وتعتبر دول الخليج من أكبر منتجى النفط فى العالم و ان المحافظة على هذة المنابع واألمن فى
المنطقة تعنى األستقرار فى األقتصاد العالمى.
أن الدول الكبرى تعى تماما ماذا تعنى واردات النفط لتقدم وأزدهار دول الخليج والمنطقة لبناء البنية التحتية من الناحية
الزراعية، الصناعية، التجارية والعلمية وأن هذا االزدهار سوف يقلل أعتماد دول الخليج على منتوجات الدول المهيمنة
وسوف تنافسها فى األسواق المحلية وفى المنطقة. لذا تعمل بأيجاد طرق عديدة بأبقاء دول الخليج والمنطقة تعتمد عليها
كليا فى كافة المجاالت والعمل على هدرهذة األموال بحجة حماية أمن الخليج وبذالك أقنعت دول الخليج بأن أمنها
مهدد لذالك تحتاج الى قواعد عسكرية وأسلحة ثقيلة للدفاع عن نفسها، فمثال الممللكة العربية السعودية سوف تشترى
أسلحة بمقدار أكثر من 08 مليار دوالر أمريكى خالل العشرة سنوات المقبلة وبذالك تعتبر رابع دولة فى العالم لشراء
األسلحة وهكذا الدول الخليجية األخرى ودول المنطقة عموما تتسايق للتسليح. وسؤال هنا أحقا يحتاجون الى هذة
األسلحة؟ ولماذا؟ أن أختالق المشاكل فى المنطقة عموما كما نشهدها اليوم ليست وليدة الغرب فقط بل هو فى األساس
نابع من وجود مشاكل متعددة مثل: األنقسامات المذهبية، األنقسامات اآليديولوجية ، نزاعات حدودية، التباين بأختالفات
في النمواألقتصادى، مشاكل الهجرة والصراع على السلطه والهيمنة على المنطقة وأمتصاص الموارد األقتصادية
والبشرية فى المنطقة بأكملها نتيجة قصر نظر القيادات السياسيه وأنعدام الثقه فيما بينهم.
فى هذا السياق نجد أن الخطر األيرانى فى المنطقة أصبح حقيقه واقعه كما أشار له المرحوم الملك حسين حينما قال
"أن أيران تسعى لتكوين الهالل الشيعى مهما كلفت المنطقه" وأكد هذا مستشار رئيس الجمهورية األيرانية السيد
على يونس حينما قال "أن الشرق األوسط أمبرطورية أيرانيه وبغداد عاصمتها" وقد وسعت أيران سيطرتها من بالد
الشام الى اليمن ودول أخرى سوف تتأثر بهذا التوسع األقليمى.
أن األخطار التى تحدق بالمنطقة وشعوبها تأتى من أطراف متعددة، فألى جانب أيران، هناك توركيا األوردوكانية و
كذلك تداعيات ماسمى بالربيع العربى فى معظم الدول العربية التى لم تحقق أهدافها بل أججت الصراعات التأريخية
بين تكويناتها و خاصة الصراع الطائفى الذى يشكل واقعا اليمكن تجاهلة و أحدى تجاليلتها الخطر قيام الدولة األسالمية
)داعش( وهذة حقيقة يشير أليها كل المهتمين بها و بالسالم العالمى.
وقال الكاتب مايك وتنى
"أن الفوضى والدمار والخراب الناتج عن قيام الدولة األسالمية فى عملية إقامة الخالفة اإلسالمية السنية في
األراضي العراقية والسورية هو تحقيق لسياسة المقصود منها تغيير التصور العام أن "الحرب على اإلرهاب" لم
تكن أبدا حرب يشنها الغرب ضد اإلسالم، بل "حرب داخل اإلسالم" على أسس دينية وعرقية وطائفية في العالم
اإلسالمي."
الى ذلك فان ما يهمنا فى هذا المقال هو الوضع فى العراق و سوريا و تأثيرهما على الدول األخرى لذلك نرى الوضع
الحالى فى العراق وسوريا يهدد أمن وأقتصاد المملكه األردنية والسعودية والكويت ومن ثم كافة دول الخليج. لو درسنا
الوضع الحالى فى العراق نتيجه السياسات والممارسات الخاطئة للحكم الطائفى قبل و بعد ظهور الدولة األسالميه
2
نرى أن العراق اليوم منقسم الى ثالثه أقاليم وأن كان غير معلن )سنيه وشيعية وكردستانية( لكن كل المؤشرات تدل
على هذا األنقسام الحقيقى على أرض الواقع.
بعد فشل الوضع القائم فى العراق نتيجة عدم األلتزام بالدستور وأستمرار الوضع الحالى على أساس طائيفي ومذهبي
هناك حالن للعراق أحدهما أقامه ثالث أقاليم كونفدراليه )وهذا يحتاج الى تغير الدستور( وتكون بغداد عاصمه
مشتركه للجميع بسلطات اقل.
وبهذا سوف يكون أمن وأقتصاد كل أقليم مستقال عن بعضها البعض وله الحق التعامل مع دول العالم مباشرة فى كافة
المجاالت. وهذا الحل سوف يمهد لبناء عالقات أقتصادية جديدة بين األقليم السنى والكردستانى وذلك بمد أنابيب النفط
والغاز من أقليم كردستان الى خليج العقبه مرورا باألقليم السنى وهذه األنابيب سوف تدير أرباحا أقتصادية كبيره
لجميع األطراف ويمهد لبناء وتقارب أقتصادى و أمنى وسياسى كبير.
3
والحل األخر هو تقسيم العراق الى ثالثة دول مستقله، ,ان أرادت الدولة السنيه أن ترتبط مع األردن بكونفدراليه او
األنضمام الى دول تعاون الخليج ليترسيخ التقارب السياسى واألقتصادى والعسكرى بينهما سوف تضع حدود الدوله
الكردستانية مباشرة مع الدوله الكونفدراليه أو دول تعاون الخليج ومعها سوف تزدهر العالقات الثنائية فى كافة
المجاالت السياسية، األقتصادية، الصناعية، الزراعية، العلمية، التجارية والسياحية وأن هذا األستقرارسوف يؤثر
أيجابيا على أستقرار أمن الخليج وخاصه المملكه العربية السعوديه واألردن.
هذا المستقبل الواعد للدولة الكردستانية )فى حالة قيامها( وتأثيرها األيجابى على دول المنطقة يتحدث عنه الكثيرون
من مسؤولين و الكتاب فى الغرب والشرق، فقد قال المستشار االنتخابات السابق للرئيس الواليات المتحدة األمريكية
4
باراك أوباما باراج خانا: "األكراد العراقيين سينالون االستقالل بحلول عام 6102 ،والعراق وتركيا وسوريا
المجاورتين، الذين هم اآلن أساسا ضد إقامة دولة كردية، سيقبلون الواقع الجديد"
و فى مقال للكاتب السعودى سعود كابلي: هل يصب استقالل كردستان في مصلحة المملكة؟
"كردستان العراق بها كل مقومات الدولة المستقلة باستثناء إعالن ذلك، وهذا هو واقع األمور على األرض، لكن ثمن
هذا اإلعالن كبير، وكذلك عوائده، سواء لألكراد أو غيرهم من دول المنطقة، وباألخص تركيا وإيران اللتين تواجهان
مطالبات انفصال من األقليات الكردية لديها. ولكن ما العوائد التي ربما تعود على المملكة من مثل هذا األمر على
افتراض حدوثه، خاصة أن واقع المنطقة يتغير بالفعل ويتشكل من جديد؟ من منطلق جيو- سياسي، فإن كردستان
العراق تمثل حاجزا طبيعيا وسياسيا أمام توسع إيران وتركيا في المنطقة، إذا أحسن ربط المصالح معها على أسس
مشتركة، بل يمكن لهذه الدولة إذا استقلت بالفعل أن تمثل شوكة في خاصرة إيران، إذ يمتد النفوذ الكردي إلى داخل
إيران في شكل تجمع كردي قوي ومعارض وطامح إلى االستقالل. من جهة أخرى، يمكن لمثل هذه الدولة إذا استقلت،
وبما لها من كفاءة أمنية وإدارية مقابل محيطها المضطرب، أن تمثل نقطة ارتكاز مهمة إلعادة الدور الحيوي للمملكة
في العراق وسورية سواء على صعيد مواجهة اإلرهاب أو حتى سياسيا من خالل لعب دور إقليمي."
وقال الجنرال السعودى المتقاعد السيد أنور مجيد عشقى والمستشار السابق لألمير بندر بن سلطان السفير السعودى
السابق فى أمريكا فى ندوه فى واشنطن بعنوان "تحديات إقليمية وفرص: رؤى من المملكة السعودية وإسرائيل"
" أسرد موجزا تاريخا عن أيران منذ ثورة 9191 ،مع إبراز أعمال النظام لإلرهاب، وأخذ الرهائن والعدوان. وأنهى
تصريحاته مع خطة من سبع نقاط عن منطقة الشرق األوسط. على قمة القائمة وتحقيق السالم بين إسرائيل والعرب.
جاء في المرتبة الثانية تغيير النظام في إيران. أيضا في القائمة كانت الوحدة العربية الكبرى، إنشاء قوة عسكرية
إقليمية عربية، ودعوة لدولة كردستان المستقلة لتكون مكونة من األراضي التي تنتمي اآلن إلى العراق وتركيا
وإيران."
أن هذه الدعوات السعودية ماهى األ التأكيد على أهمية الدولة الكردستانية لضمان أمن الخليج والمنطقة. ولكن
الدوله الكردستانيه لن تكون شوكة كما يقول الكاتب سعود كابلى بل عامال للسالم الن الدولة الكردستانية يجب ان تلد
بسالم وان تعيش مع دول الجوار بسالم.
أن أستقرار أمن وأقتصاد أقليم كردستان كان نتيجة حتمية ألن أبناء وبرلمان وحكومة األقليم يؤمنون كليا بالتعددية،
التعددية القومية، الدينية، الحزبية والثقافيه وأحترام حقوق األنسان والعدالة للجميع وبناء أقتصاد حر. وان السياسه
النفطية الحكيمه لحكومة أقليم كردستان أستطاعت أن تجلب كبرى شركات النفط العالميه للعمل وألستثمار فى األقليم
و معها جلبت حمايه هذه الدول لألقليم لحمايه أسثمارتهم.
من المفيد أن نذكر هنا بأن حجم األستثمار فى األقليم من 6002 الى نهاية 6002 قد بلغت 009,19 بليون دوالرأمريكى
وهذا اليشمل األستثمار فى قطاع النفط والغاز التى تقدر بباليين من الدوالرات كذلك نسبه 01 %من واردات العراق
و التى بلغت اكثر من 98 بليون دوالر أمريكى من 6002 - 6002 .
ويعتبر أقليم كردستان التاسعة أو العاشرة من حيث أحتياطى النفط العالمي، حيث ان لديه 14 بليون برميل من النفط
وله 3-6 تريليون قدم مكعب من غاز السائل وهذا يجعله فى المرتبة السادسة أو السابعة من حيث أحتياطى الغازالسائل
فى العالم وهذا اليشمل النفط والغاز فى كركوك. أن هذة الثروة األقتصادية سوف تمكنه أن يلعب دورا أقتصاديا أيجابيا
5
فى المنطقه ومعه سوف يأتى األستقراراألمنى للمنطقة ألن شعب كردستان شعب يؤمن بالسالم و الديمقراطية.
والدوله لن تكون حره أذا لم تكن لها أقتصاد حر.
فقد قال المستشار االنتخابات السابق للرئيس الواليات المتحدة األمريكية باراك أوباما باراج خانا: "أن الغاز الكردي
والنفط خاصة يمكن أن تلعب دورا حاسما في مسألة الدعم من أجل استقاللها. "والشركات التركية يستفيدون بشكل
كبير من تطوير كردستان، وعندما يصبح هذا البلد من أي وقت مضى أكثر ممرا للطاقة الغربية، كردستان / العراق
تقديم إمدادات جديدة هامة إلى أوروبا"، وقال المؤلف. "اذا أكتمل خط أنابيب نابوكو، فإنه سيكون بمثابة قناة مهمة
لتدفق الطاقة من كردستان / العراق".
6
أن أقليم كردستان يقدم فرصة ذهبية للمستثمرين نظرا للحاجة الماسه لبناء البنية التحتية التى كانت متخلفة لعقود. أن
أقليم كردستان يعتبر كبوابة للعراق ككل والشرق االوسط بل سيكون منارة لألقتصاد و السالم و اليمقراطية والحرية
فى المنطقة ألنه عاش دهرا من الزمن فى ظل الحروب وسياسات القمع الجماعى يعى تماما الفرق بين الحرب والسالم
والحرية والعبودية وهو قد بدأ منذ األنتفاضة فى 0990 بنشر الثقافة الديمقراطية و أجراء األنتخابات التى أنتجت
برلمان والحكومة األقليم وبدوريهما رغم المشاكل فقد خطا األقليم خطوات مهمة ألنشاء أقتصاد قوى قائم على مبادء
أقتصاد السوق وخاصة فى مجال النفط والغاز.
لقد تساءلت فى البدايه أحقا يحتاجون الى هذة األسلحة؟ ولماذا التهاتف لشراء األسلحة و ذلك نتيجة لألسباب
التاليه:
9 .عدم وجود الثقة بين الشعوب وحكوماتها.
2 .عدم وجود الثقة بين الحكومات فى المنطقة والتدخل بالشؤون الداخليه لبعضها البعض.
3 .محاوالت الهيمنة والتوسع من قبل دول معينة على حساب مصالح الشعوب و دول أخرى.
1 .إيهام الشعوب فى هذه الدول بالخطر الخارجى األمر الذى يحقق للحكام استمرارها فى السلطة بالطريق التى
يرونها دون تلبية األستحقاقت الديمقراطية.
4 .عدم وجود استراتيجية أمنية قومية بين هذه الحكومات للتقليل من التدخل الخارجى.
6 .الصراعات القوميه والمذهبيه فى الدوله الواحدة وبين دول المنطقة.
9 .أنعدام األيمان بالتعددية وأحترام حقوق األنسان.
0 .عدم وجود أقتصاد مشترك بين هذة الدول التى تعزز تقارب الشعوب وتزداد دعمهم الواحد لألخر لبناء شعوب
أمنه تنعم بالحياة والحريه والديمقراطية.
1 .عدم وجود حلف عسكرى حقيقى بين دول المنطقة. ولو أن حلف دول الخليج كان له نجاح محدود ولكنها اليفى
بحمايه المنطقة. ,هذا تحالف قد تزعزع خالل حرب اليمنية.
أن هذة النقاط هى نقاط أساسيه تحتاج الى تحليل و دراسات لبناء أمن الخليج، وجعلها منطقة معزولة من السالح
أو تقليل حجم هذا التسليح لينعم أبناء المنطقة بخيراتها ولتعيش بخير والسعادة.
وقد حان الوقت لتقارب الدبلوماسى المباشر بين أقليم كردستان ودول المنطقة وخاصة دول الخليج لبناء عالقات
عسكريه وأقتصادية وعلمية و أجتماعية للدفاع عن السالم فى المنطقة ودحر األرهاب الذى يهدد كيان وأمن
المنطقة، وأن دعم هذه الدول للدولة الكردستانية لتكون صمام أمان لوجودها و ركيزه للسالم فى المنطقة.
أن الدولة الكردستانية سوف تعمل من أجل أن تكون دولة محايدة فى المنطقة تحترم دول الجوار وعدم تتدخل فى
شؤونها الداخلية والعمل لبناء أقتصاد مشترك قوى معها. أن الدولة الكردستانية سوف تلتزم وتحترم كافة القرار
ومعاهدات األمم المتحدة ومواثيقها وسوف تكون دولة فاعلة فى األمم المتحدة للدفاع عن حقوق األنسان وحقوق
الشعوب المظلومة والعمل للقضاء على الفقروالجهل فى العالم.