سوف يحكم الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد سوريا من الان وصاعدا بحرب مستمرة ضد القوى التكفيرية والإسلامية المتطرفة، والتي تستعمل السلاح، وسيحارب الجيش العربي السوري بأمر من الرئيس بشار الأسد والى جانبه حزب الله وايران هذه القوى بشكل مستمر ولا يختصر الامر على داعش وجبهة النصرة بل سيشمل جيش الفتح وجيش الشام وبقية المنظمات كلها بشكل ان الرئيس بشار الأسد يعتقد انه قادر على إزالة كل المنظمات المسلحة الأصولية المتطرفة، حتى انه يريد اختيار بعض العناصر من الجيش السوري الحر المنشق، لكنه لا يريد الجيش السوري المنشق، ويريد انهائه واقتلاعه من جذوره.
كذلك لن يقبل بكردستان سوريا بعدما ينتهي من ضرب الأصوليين الإسلاميين المتطرفين، والمعركة القادمة ستكون في ادلب، وفي محيط دمشق العاصمة، وسيحاول الاستفادة من الوجود السوري ليكمل مخططه، والسيطرة من حدود لبنان مع سوريا حتى دمشق وانهاء موضوع داريا ودوما وحرستا والغوطة الشرقية وحي جوبر وغيرهم، وسيكلف ذلك معارك سنتين، وصولا الى درعا ووصولا الى دير الزور والرقة والحسكة اذا استطاع ذلك، ونحن نتحدث عما يفكر به الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.
وحزب الله يقاتل الى جانب الجيش العربي السوري ومبدئيا، هنالك تحالف قوي جدا بين النظام السوري وحزب الله، ولذلك فان حزب الله سيستمر طبعا بالقتال الى جانب الجيش العربي السوري مع الإيرانيين حتى انهاء المنظمات المسلحة كلها المعارضة للنظام. والرئيس بشار الأسد لا يقتنع بالمفاوضات التي تجري حاليا او التي ستجري، بل يعتبر ان ذلك مضيعة للوقت، ولا مانع عنده من عقد مفاوضات، لكنه مصمم على الحرب على القوى التكفيرية، داعش وجبهة النصرة وعلى الحرب ضد كل المنظمات الأخرى، حتى إعادة سيطرة نظامه على سوريا كلها اذا استطاع ذلك.
وسيحاول الرئيس بشار الأسد تجنب تركيا من خلال روسيا، التي ستطلب من تركيا الانسحاب من الأراضي السورية، بعدما دخلت الى مدينة الباب ودخلت أراضي سورية، وهو يريد خروج الجيش التركي من سوريا كليا كي يسيطر الجيش العربي السوري مع حزب الله والإيرانيين على كامل الأراضي السورية ويحكم الرئيس السوري حتى عام 2021.
وقبل عام 2021، وبما ان الدستور يمنع على الرئيس السوري الترشيح مجددا، فانه سيقوم بتعديل الدستور ليترشح سنة 2021، ويعتبر عندها ان شعبيته هي الأكبر والأكثر انتشارا في سوريا، ولذلك فسيعتقد انه سيتم انتخابه حتى عام 2022. وسيشرك وجوه جديدة في الحكومة تكون قريبة من المعارضة ولها وجه ليبرالي، كذلك سيعتمد كثيرا على رجال الاعمال. وسيحاول إعادة اعمار حلب وإعادة اغنياء حلب اليها، ونقل معاملهم من تركيا الى حلب مجددا، بعد تنظيف حلب ومحيطها وريفها، والسيطرة تماما عليها، وتشغيل مطارها بشكل يعطي طمأنينة لرجال الاعمال، لان له اعتبار خاص لحلب واعادة اعمارها يعتبره أولوية عنده، أي عند الرئيس السوري بشار الأسد.
لذلك لا يمكن الاعتماد على المفاوضات ابدا، بل الحقيقة هي ان الحرب ستستمر.
هل يستطيع الرئيس بشار الأسد تنفيذ مخططه والوصول الى الأهداف التي يريدها؟
سؤال تجاوب عليه السنوات القادمة وميزان القوى وموقف إدارة ترامب والموقف الروسي والإيراني والتركي، إضافة الى ثانوية الدور العربي في الخليج من السعودية الى قطر، ووفق تحالفهم مع تركيا. وقد يحصل خلاف تركي – أميركي وحتى تركي – روسي، في شأن انسحاب الجيش التركي من سوريا لان تركيا لن تنسحب قبل ضرب الاكراد التي تدعمهم اميركا، وهي متضايقة جدا من دعم اميركا لاكراد سوريا، ولذلك سيحصل توتر في العلاقة التركية – الأميركية. واذا تدخلت روسيا وطلبت من تركيا عدم ضرب اكراد في الاراضي السورية فلن ترد تركيا لان الموضوع يتعلق بأمن تركيا التي تعتبر نفسها امة قوية لا تقبل ان يمس امنها احد. ولذلك قد يبقى الجيش التركي في سوريا في جزء من الأراضي السورية حتى اشعار آخر.
والسنوات القادمة ستحدد ماذا سيحصل في سوريا.
الديار