أصبحت معركة حلب معركة دولية بكل معنى الكلمة، ذلك ان جنرال روسي هو الذي يشرف على العمليات العسكرية في مدينة حلب وريفها والذي يترافق مع قصف جوي كثيف على حلب والطيران الروسي يقوم بالقصف ليلاً ونهارا لمدينة حلب الذي من المتوقع ان تسقط خلال شهر او شهرين الا اذاحصل اتفاق اميركي ـ روسي ادى الى تسوية او هدنة سياسية.
روسيا تريد اسقاط مدينة حلب وطرد المسلحين منها قبل تسلم الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل، واستغلال الفترة الفاصلة بين نهاية عهد اوباما وتسلم ترامب. لكن واشنطن والرياض وتركيا يرفضون هذا التوجه الروسي، ويتصدون له في المحافل الدولية وتحديداً في مجلس الأمن والقيام بتحرك واسع عبر اثارة القضية الانسانية في شرق حلب والقول بأن أي عملية روسية ستؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من المدنيين. لكن روسيا ومن خلال القصف الجوي والعمليات العسكرية في شرق حلب، مصممة على الحسم قبل استلام ترامب.
الجيش السوري واصل عملية القضم في حلب وميزان القوى لصالح الجيش العربي السوري الذي حقق تقدما لافتا في مساكن هنانو اختراقات في بعض المحاور الرئيسة اذ اقتحم اللواء الـ 102 من الحرس الجمهوري بالاشتراك مع اللواء الفلسطيني «لواء القدس» حي هنانو، وهو يواصل تقدمه نحو مشروع الشباب السكني، بعد شطر دفاعات «فتح حلب» إلى نصفين. وبالتالي، يكون الجيش السوري قد سيطر على مناطق واسعة من حي مساكن هنانو وجبل بدرو فضلا عن المقبرة الإسلامية في معاركه المتواصلة هناك مع جبهة النصرة وفصائل متحالفة معها. وهذا التقدم سيخول القوات الحكومية من عزل الجزء الشمالي-الشرقي عن المدينة.
كذلك، فان قصف الطيران السوري لقوات «درع الفرات» بالقرب من مدينة الباب ادى الى مقتل 3 جنود اتراك و11 جريحاً والتهديد التركي بالرد جعل الامور قد تتدحرج بالقرب من مدينة الباب الى مواجهة عسكرية واسعة حيث تمكن الجيش السوري وعشائر عربية بالتعاون مع قوات كردية من استعادة 6 قرى في محيط مدينة الباب وطرد داعش وبالتالي فان الاوضاع في مدينة الباب باتت دقيقة في ظل وصول قوات ردع الفرات الى مسافة 3 كلم عن المدينة، فيما القوات الكردية على بعد 12 كلم، والجيش السوري على بعد 15 كلم في مطار كويرس، علماً أن الجيش السوري هدد بقصف اي قوة تحاول الدخول الى مدينة الباب من قوات درع الفرات وكذلك قصف القوات التركية الذي اعتبرها قوات احتلال.
من جهته، برأ المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا روسيا من تهمة قصف حلب الشرقية مؤكدا أنها جادة «في أنها لا تريد تحمل مسؤولية تدمير شرق حلب» غير انه أشار الى ان موسكو لا تمنع القوات السورية من استهداف المستشفيات وأهداف أخرى في المدينة. وفي هذا السياق، أعرب دي ميستورا عن خشيته من «فناء» شرق حلب بحلول عيد الميلاد إذا استمر قصف المنطقة مما سيدفع عشرات الآلاف إلى الفرار لتركيا وقد يقود إلى حرب عصابات مطولة في المناطق الريفية وتفجيرات سيارات في المدن.
وفيما يتعلق بدور الرئيس الأميركي باراك أوباما في تسوية الأزمة السورية، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ان أوباما سيواصل حتى انتهاء ولايته العمل لإنهاء الحرب في سوريا لافتا الى ان الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري متحمسان للغاية لإنهاء أسوأ مأساة إنسانية في هذا القرن اندلعت خلال وجودهما في المنصب، يتعلق الأمر بإرثهما.
في غضون ذلك، نفت مصادر رئاسية وعسكرية مصرية ما تردد عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك إلى جانب قوات الجيش السوري مؤكدة عدم وجود أي قوات مصرية استطلاعية أو قتالية لتنفيذ عمليات عسكرية بسوريا. وجددت هذه المصادر موقف مصر الثابت تجاه الحرب في سوريا وهو أن الحل الوحيد لها هو الحل الدبلوماسي، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء تلك الأزمة.
في سياق متصل، كشف ممثل زكريا عبد المجيد «قوات سوريا الديمقراطية» أن تركيا تخطط لإقامة قاعدة عسكرية في منطقة اخترين، شمالي سوريا في خطوة لتعزيز موقفها في سوريا ولفت الى قيام انقرة في الوقت الراهن بنقل قوات إضافية إلى تلك المنطقة حيث تنشر هناك عناصر وحداتها الخاصة.
وفي ريف السويداء الشمالي الشرقي، قصفت وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالمدفعية الثقيلة ق تحركات لتنظيم «داعش» الإرهابي في قرية القصر شمال شرق مدينة السويداء ب نحو40 كم وقد اسفر القصف عن سقوط 10 قتلى بين صفوف ارهابيي داعش وتدمير اثنين من آلياتهم.
الى ذلك، قتل جندي أميركي بعد انفجار قنبلة بدائية الصنع في منطقة عين عيسى شمالي مدينة الرقة بينما كان يقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ويشار الى انه أول جندي أميركي يلقى حتفه منذ نشر قوات أميركية خاصة في سوريا في تشرين الأول عام 2015.
وقتل جندي تركي وأصيب خمسة اخرون بإصابات طفيفة في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شمال سوريا، وذلك بعد ساعات من مقتل ثلاثة جنود أتراك بقصف لطائرات النظام في حلب.وذكر الجيش التركي في بيان أن أربعة من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا وأصيب 25 في الاشتباكات التي وقعت امس. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قد صرح أن بلاده سترد على هذا الهجوم.
الديار