الجيش السوري والحلفاء قرروا الحسم في حلب وطرد المسلحين من المدينة الاقتصادية الذي يتجاوز عدد سكانها الـ5 ملايين مواطن واكبر جغرافياً من دمشق الادارية، وهذا التطور اذا تحقق يشكل الانجاز الاكبر للجيش السوري منذ بداية الحرب عام 2011 وسيؤدي الى موازين قوى جديدة وسقوط مخطط تقسيم سوريا، واذا تم تحرير حلب فان جميع المدن السورية تصبح خالية من المسلحين من دمشق الى حمص وحماه واللاذقية وطرطوس والسويداء والقامشلي وتدمر وتبقى الحسكة حيث يتقاسم الجيش السيطرة مع الاكراد وكذلك في دير الزور اما محافظة الرقة فهي خارج سيطرة الدولة السورية. واذا تم تحرير حلب ستتحول الحرب السورية الى حرب ارياف وباستطاعة الجيش السوري قضم الارياف الاساسية.
بدء الجيش السوري في عملياته العسكرية في حلب يشكل منعطفا في تاريخ الحرب السورية وقراراً واضحاً بالحسم العسكري، وذهاب النظام السوري وحلفائه وتحديداً الروس الى طاولة المفاوضات وفرض شروطهم. كما ان عملية حلب تكشف ان كل ما ذكر عن اتفاقات روسية - اميركية غير دقيق وان الخيار العسكري يتقدم على ما عداه. اذا نجح النظام السوري في حلب يكون قد حقق انتصاراً شبه كامل وحسم 70 % من المعركة،
وهذا ما أكد عليه الرئيس السوري بشار الاسد «سنحرر كل المناطق من الارهابيين».
حلفاء سوريا بحاجة الى طرد المسلحين من حلب وتحديداً الروس في المواجهة مع الاميركيين في كل الملفات، كما يؤكد هذا التطور على عمق العلاقة بين روسيا وطهران في كل الملفات وابرزها سوريا.
طرد المسلحين من حلب يفتح مساراً جديداً في سوريا ويشكل ضربة كبيرة للمسلحين وكل الداعمين لهم وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية.
على صعيد العمليات العسكرية واصل الجيش السوري قصفه للاحياء الشرقية في حلب واستهدف مواقع المسلحين في كل من أحياء الشيخ سعيد والسكري والعامرية والكلاسة وبستان القصر في مدينة حلب القديمة.
وكشفت معلومات عن تقدم في حي العامرية.
وأضافت المصادر أن قصفا عنيفا طال مواقع مسلحي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) في حي الراشدين غرب مدينة حلب.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري سوري قوله إن الهجوم على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب يعد بمثابة «عملية كاملة» تشمل هجوما بريا، مضيفا أن الهجمات الجوية والمدفعية التحضيرية قد تستمر «لفترة من الزمن».
وذكر المصدر: «العملية بدأت لكنها قد تستمر بالنسبة للضربات الجوية والضربات الأرضية فترة من الزمن (وهذا) مرتبط بالموقف الميداني وبخسائر الإرهابيين وبمعطيات أخرى يقدرها القادة الميدانيون».
وأضاف: «لكن مثل أي عملية عسكرية تبدأ بتمهيد جوي ومدفعي ومن ثم القوات البرية تعمل وفق نتائج الضربات وتأثيرها».
وأعلن الجيش السوري عن بدء عمليات في شرق حلب في وقت متأخر ليل الخميس وحث المدنيين على تجنب مواقع جماعات المعارضة. وذكر المصدر أن الجيش يهدف إلى «عدم الإضرار بالمدنيين».
يأتي هذا بعد أن فشلت المحادثات الدبلوماسية في نيويورك في التوصل إلى أي نتائج لاستئناف هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا وانهارت هذا الأسبوع.
ـ دي ميستورا: المشاورات مستمرة ـ
وعلى الصعيد السياسي، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن المشاورات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف إطلاق النار ما زالت مستمرة رغم فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إيجاد وسيلة لاستئنافه.
وقال دي ميستورا إن الاجتماع - الذي عقد في نيويورك - كان طويلا وصعبا ومخيبا للآمال، مؤكدا أنه لم يتوصل إلى قرار ملموس بخصوص استئناف وقف إطلاق النار.
ولكنه أفاد في تصريحات صحفية بأن روسيا والولايات المتحدة ستستمران في العمل من أجل ذلك، معتبرا أن «الساعات أو على الأكثر الأيام المقبلة تحمل درجة كبيرة من الأهمية»، معربا عن اعتقاده بأن واشنطن وموسكو تعملان بشكل جدي في هذا الموضوع.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الاجتماع بحث مقترحا فرنسيا لتوسيع آلية مراقبة وقف القتال بحيث تشمل دولا أخرى، وأن تكون هذه الآلية تحت إشراف الأمم المتحدة وليس الولايات المتحدة وروسيا.
وأشارت المصادر إلى أن خلافا برز بين وزيري خارجيتي روسيا والولايات المتحدة حول المدة التي يحظر خلالها على الطيران السوري التحليق فوق مواقع المعارضة مع بداية الهدنة وحتى نهايتها، إذ طالب الوزير الأميركي جون كيري بمنع تحليق الطيران السوري مدة سبعة أيام مع بداية الهدنة، في حين دعا نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى الاكتفاء بثلاثة أيام.
بدوره قال كيري عقب الاجتماع إنه لا يمكن حدوث تقدم بما يتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا، دون أن تُظهر روسيا ونظام بشار الأسد جدية في التعامل مع الموضوع.
وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين أن «الكرة في ملعب الروس كي يعودوا إلينا مع بعض الأفكار الجادة تكون فوق مستوى أنماط الأشياء التي كانوا على استعداد للاتفاق عليها في الماضي فيما يتعلق بالأنشطة الجوية فوق أجزاء كبيرة من سوريا».
أما لافروف فقال إنه يتعين على المعارضة السورية اتخاذ خطوات نحو التوصل إلى تسوية.
وذكرت مصادر أن اجتماع أمس رفع لمراجعة العواصم المعنية، في ظل خلافات على نقاط إضافية لم تطرح على طاولة الاجتماع.
الديار