الجيش السوري يُعدّ للهجوم على دير الزور والرقّة بدعم جوّي روسي
من جديد سوريا على عتبة إعادة تثبيت هدنتها بمقتضى اتفاق أميركي - روسي. هذا التطور الميداني الذي يدخل حيز التنفيذ أعتباراً من منتصف الليل، أعلنته القوى المتصارعة الكبرى، روسيا وأميركا، وانخرط في إطاره الجيش السوري، فيما غاب عنه تعليق المعارضة السورية. واتفاق الهدنة في سوريا يحظر التحركات العسكرية واستخدام أيّ نوع من الأسلحة، وفق ما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية.
وقد أفاد مصدر دبلوماسي في جنيف بأن روسيا والولايات المتحدة الاميركية توصلوا إلى اتفاق في إطار «اللجنة الخاصة بوقف القتال» حول «تهدئة» في بعض المناطق الساخنة في سوريا اعتبارا من اليوم السبت.
وأوضح المصدر الدبلوماسي في اللجنة المذكورة التابعة لمجموعة دعم سوريا في حديث لوكالة «تاس»، أن الاتفاق سيشمل مناطق اللاذقية وضواحي دمشق التي تشهد أعنف الأعمال القتالية.
من جهتها نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي أن الاتفاق الروسي الأميركي هو إجراء إضافي للتسوية في سوريا، مؤكدا أنه لا يشمل حلب.
وقال المصدر إن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين ترأسان بالتناوب اللجنة الخاصة بوقف القتال في سوريا ستكونان ضامنتين لهذا الاتفاق وتأملان أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتهدئة.
وتضاربت التقارير الأولية حول فترة سريان اتفاق التهدئة، ففي الوقت الذي أكد فيه مصدر لوكالة «تاس» أن نظام التهدئة سيكون مفتوحا دون تحديد فترة زمنية له، نقلت وكالة «نوفوستي» للأنباء عن مصدر آخر أن نظام التهدئة سيستمر 24 ساعة في ضواحي دمشق و72 ساعة في محيط اللاذقية.
ـ هل تشمل الهدنة حلب؟ ـ
وفيما ذكرت وكالة «تاس» الروسية أنّ «الإتفاق سيطبق أيضاً على حلب»، نفت مصادر مقربة من مباحثات جنيف، الأنباء عن شمول حلب باتفاق التهدئة بين موسكو وواشنطن. وفي السياق، لم يذكر الجيش السوري في بيانه، دخول حلب ضمن إتفاق الهدنة.
ـ بيان الجيش السوري ـ
كما أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية عن البدء بتطبيق نظام تهدئة بعد منتصف (ليلة امس) لمنع ذرائع بعض المجموعات الإرهابية باستهداف المدنيين.
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان حفاظاً على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه يطبق بدءاً من الساعة الواحدة صباح يوم 30 نيسان 2016 نظام تهدئة.
وأضافت قيادة الجيش إن التهدئة تشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة. وأوضحت القيادة أن التهدئة تهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها والتي تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الإستقرار وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلان إن الاتفاق الروسي الاميركي يدل على فعالية عملهما المشترك حول التسوية في سوريا، مؤكدا أن التهدئة ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا.
ـ مركز حميميم يدعو الأطراف للالتزام بالتهدئة ـ
دعا المركز الروسي للمصالحة في حميميم جميع الأطراف إلى الالتزام بالتهدئة في ريف اللاذقية الشمالي، مشيرا إلى أن نظام التهدئة هناك سيستمر خلال 72 ساعة.
وقال الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس مركز المصالحة إن نظام التهدئة سيحظر استخدام كل أنواع الأسلحة والقيام بأعمال قتالية، وأكد كورالينكو أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وقوى مشرفة عليه تحاول تقويض عملية التسوية السلمية في سوريا، مشيرا إلى أن «جبهة النصرة» تقوم بأعمال استفزازية في ريف اللاذقية الشمالي وحلب من أجل تصعيد التوتر.
وأضاف الجنرال الروسي أن استمرار انتهاكات وتراشقات مرتبط بعدم وجود ثقة الأطراف ببعضها البعض، مشيرا إلى أن روسيا والولايات المتحدة تقومان بتحليل الانتهاكات وتعملان مع أطراف النزاع من أجل الحيلولة دون حدوثها وتخفيف المواجهة بين الأطراف المتنازعة.
وأشار كورالينكو إلى أن 6,5 آلآف شخص من 52 جماعة مسلحة من محافظات حماة وحمص ودمشق ودرعا وحلب والسويداء والقنيطرة انضموا إلى نظام وقف القتال في سوريا أثناء عمل المركز الروسي للمصالحة.
وأضاف أن سكان 74 بلدة منها 43 في محافظة حماة و16 في محافظة حمص و5 بلدات في كل من محافظات درعا ودمشق وحلب طلبوا من المركز الروسي الانضمام إلى عملية الهدنة.
ـ الوضع الميداني ـ
ميدانيا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفير روسيا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين قوله «إن الجيش السوري يخطط لهجمات على مدينتي دير الزور والرقة بدعم من سلاح الجو الروسي».
وذكر الدبلوماسي بأن الهدنة لا تشمل تنظيمي داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين.
وقال بورودافكين «هكذا تعمل القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية، وبنتيجة هذا العمل تم تحرير تدمر، والآن يجري الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة، ضد هذه المجموعات بالذات مثل النصرة تدور المعارك في حلب وبعض الأماكن الأخرى».
كما أعلنت وكالة «سانا» أن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 19 آخرون بجراح نتيجة سقوط قذائف صاروخية على مسجد أطلقها إرهابيون على حيي باب الفرج والميدان في حلب.
كما اعلنت الوكالة أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 25 آخرون نتيجة الهجوم الصاروخي على المسجد أثناء خروج المصلين منه بعد أداء صلاة الجمعة.
ـ المرصد السوري ـ
واعلن المرصد السوري إن الغارات الجوية على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب أسفرت عن مقتل 123 مدنيا بينهم 18 طفلا خلال الأيام السبعة الماضية التي شهدت تصاعد العنف في المدينة الواقعة بشمال سوريا.
وأضاف أن 71 مدنيا بينهم 13 طفلا قتلوا في قصف شنه مقاتلو المعارضة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة خلال نفس الفترة.
وأشار إلى أن ثمانية مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا في قصف شنته الحكومة على مناطق خارج سيطرتها في حلب.
ـ موسكو: «النصرة» قصفت القنصلية الروسية في حلب ـ
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، امس، أن مبنى القنصلية الروسية في حلب تعرض الخميس، لقصف بقذائف الهاون دون وقوع ضحايا.
وقالت الوزارة في بيان إن قذيفة هاون سقطت في رحبة القنصلية فيما سقطت 3 أخرى بجانبها، مشيرة إلى أن حجم الأضرار المادية لم يحدد بعد.
وأوضحت الوزارة أن القنصلية الروسية في حلب أوقفت عملها لدواعي أمنية في كانون الثاني 2013، مشيرة إلى أنه جرى إخلاء موظفيها جزئيا.
وذكرت الوزارة في بيانها أنه وفقا للمعلومات الواردة فإن مقاتلي «جبهة النصرة» مع جماعات متحالفة معها نفذوا القصف على مبنى القنصلية وبشكل متعمد.
ودانت الوزارة بشدة الهجوم الإرهابي، مشيرة مرة أخرى إلى محاولة الإرهابيين وداعميهم تقويض نظام وقف إطلاق النار في سوريا.
ـ واشنطن: نبحث مع موسكو الحد من العنف في حلب ـ
وصرح مايكل راتنا المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية إلى سوريا، أن الولايات المتحدة تبحث مع روسيا استعادة نظام وقف الأعمال القتالية في محافظتي حلب واللاذقية السوريتين.
وقال راتنا ان : «الانتهاكات والهجمات المستمرة على المدنيين في حلب أدت إلى التوتر في وقف الأعمال القتالية وهي مرفوضة، ونحن نتحدث مع روسيا من أجل التوصل سريعا إلى اتفاق بشأن الخطوات اللازمة للحد من العنف في المنطقة».
وبحسب راتنا فإن الانتهاكات استمرت في شمال اللاذقية وفي شرق بحيرة الغوطة منذ بداية تطبيق الهدنة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية «الحديث يدور حول استئناف الهدنة وليس عن إجراءات جديدة لوقف إطلاق النار».
الديار