الاسد : انتصارنا سيساهم في قيام عالم اكثر توازناً
واصل الجيش العربي السوري وحزب الله هجومهما على مدينة تدمر لطرد تنظيم داعش منها في ظل غطاء جوي من الطيران الروسي الذي شن اكثر من 70 غارة كما قال المرصد السوري المعارض لحقوق الإنسان إن الطائرات الروسية شنت عشرات الضربات الجوية على مدينة تدمر التاريخية وحولها امس.
وأضاف المرصد أن نحو 70 غارة ضربت المدينة وحولها مع عدم ورود تقارير فورية عن عدد القتلى والمصابين. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على تدمر منذ الاستيلاء عليها في أيار.
وتحاول قوات الحكومة السورية وحلفاؤها استعادة المدينة. وقالت روسيا إن الظروف مؤاتية لهزيمة كاملة للدولة الإسلامية في تدمر وإنها ستواصل الضربات الجوية على أهداف التنظيم على الرغم من البدء في سحب قواتها من البلاد. كما شن الطيران الحربي السوري سلسلة غارات على مواقع داعش في مدينة الرقة واهمها استهداف المكتب السري لوالي الرقة وقتله في جانب قصر الضيافة، بالاضافة الى مقرات بارزة لقيادات داعش.
وقد ادى القصف الى مقتل ما يسمى والي الرقة في تنظيم داعش المدعو «علي موسى الشواخ».
على صعيد آخر، وفي موازاة هجوم الجيش السوري وحزب الله على تدمر فان الهجوم على مدينة «القريتين» مستمر وقد تمت السيطرة امس على تل كردي ومسحة الزيتون وروابي الطحين وجبل جبيل المشرف على القريتين في ريف حمص الجنوبي.
ـ الاسد يستقبل وفداً ايرانياً ـ
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران الدكتور كمال خرازي والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الأخيرة في سوريا وخصوصًا ما يتعلق باتفاق «وقف الأعمال القتالية» واتساع دائرة المصالحات الوطنية في العديد من المناطق وانعقاد جولات الحوار في جنيف. وأكد الدكتور خرازي أن دعم سوريا سواء في مواجهة الإرهاب التكفيري المدعوم من الخارج أو فيما يتعلق بالمسار السياسي يمثل سياسة استراتيجية ثابتة لإيران وخصوصا أن القيادة الايرانية تدرك أن الهدف الرئيسي من وراء الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سوريا هو ضرب دورها المحوري في جبهة المقاومة.
من جانبه، أوضح الرئيس الأسد أن وقوف الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران وروسيا إلى جانب سوريا سياسياً وعسكرياً ساهم بشكل فاعل في تعزيز صمود السوريين في الحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، وصولا إلى استعادة الأمن والاستقرار وتوفير الظروف الملائمة التي تمكن السوريين من أن يقرروا بأنفسهم مستقبل بلدهم.
وأشار الرئيس السوري إلى أن انتصار الشعب السوري وحلفائه في هذه الحرب سيساهم في قيام عالم أكثر توازناً وعدالة في مواجهة محاولات الغرب الاستعماري وعملائه في المنطقة فرض إرادته التي تتناقض مع مصالح شعوب المنطقة المتمسكة بسيادتها وحقها في تقرير مصيرها.
وحضر اللقاء السفير الإيراني في دمشق.
الى ذلك، أعلن نائب قائد القوات البرية الإيرانية، قائد اللواء على آراستيه إن «ايران تخطط لإرسال قوات خاصة وقناصين إلى العراق وسوريا»، مؤكداً «أن إرسال هؤلاء سيكون بصفة مستشارين عسكريين لمساعدة السلطات العراقية والسورية في محاربة المجموعات الإرهابية».
ـ دي ميستورا: المواقف متباعدة ـ
اما على صعيد المفاوضات في جنيف، فبعد ان التقى ممثل الامين العام للامم المتحدة دي ميستورا بوفدي الحكومة والمعارضة المنبثق عن حكومة الرياض، اكد ان وجهات النظر متباعدة، واكد مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري «انه لا يحق لدي ميستورا ممارسة ضغوط».
ـ موسكو: على مجموعة الرياض تعديل موقفها من الاسد ـ
على صعيد آخر، اعتبر أليكسي بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أنه يتوجب على «مجموعة الرياض» السورية المعارضة تعديل مطالبها وتليين موقفها في المفاوضات.
وأشار إلى أنه يتوجب عليها إضافة جملة من التعديلات على موقفها. وقال: «مما يثير قلقنا، تمسك «مجموعة الرياض» بشرطها المسبق المنادي بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. هذا الموقف، لا يحمل على الثقة باستعدادها للتفاوض. ونحن على يقين تام بضرورة أن تضيف هذه المجموعة تعديلات جدية على مواقفها، وأن تتحلى بقدر أعلى من الليونة»، مشيدا في هذه المناسبة بإيجابية موقف وفد دمشق إلى المفاوضات الذي «يمكن عليه التأسيس لاستمرار المفاوضات في أجواء بناءة».
وعلى صعيد التعددية المنشودة في مفاوضات السوريين، شدد الدبلوماسي الروسي على ضرورة مشاركة الأكراد في هذه المفاوضات، وأضاف: «بوسعي التأكيد أننا استطعنا هذه المرة تحقيق تعددية شبه كاملة تقريبا في مفاوضات السوريين حول التسوية السياسية للنزاع في بلادهم».
وأعاد إلى الأذهان أن «أكراد سوريا، هم مواطنون سوريون ولهم الحق الكامل في أن يكون لهم دور في تقرير مصير بلادهم». واعتبر أنه «لا يمكن حل أي من القضايا المطروحة على أجندة البحث في المرحلة الراهنة بمعزل عن الأكراد، بغض النظر عما إذا كانت تتعلق بمستقبل سوريا السياسي أو تشكيل حكومة انتقالية أو مكافحة الإرهاب، وحتى بمسائل المساعدات الإنسانية».
واستطرد قائلا: «لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه الفصائل الكردية المسلحة على صعيد مكافحة الإرهاب في سوريا، الأمر الذي يحتم علينا انطلاقا من وجهة النظر هذه ضمان تمثيل مشرف للأكراد إلى المفاوضات السورية».
ـ كيري الى موسكو الاربعاء ـ
من جهة أخرى، يقوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بزيارة موسكو في 23-24 آذار ليبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف التعاون الثنائي والقضايا الدولية الملحة.
وحسب الخارجية الروسية فإن موسكو تأمل أن تساعد زيارة كيري الثالثة خلال أقل من عام على تطبيع العلاقات الروسية الأميركية التي يرتبط بها مناخ العلاقات الدولية إلى حد بعيد. وأشارت الخارجية في بيان لها إلى أن حالة العلاقات بين البلدين ما زالت «معقدة» بما في ذلك نتيجة سلسلة من «الخطوات العدائية التي اتخذتها واشنطن بذريعة الأزمة الأوكرانية».
ونوه البيان بأن أحد المحاور الأساسية للحوار الروسي الأميركي هو تسوية النزاع السوري الذي تدعو روسيا لحله سياسيا على أساس المبادئ التي أيدها المجتمع الدولي.
عن الديار