قبول النظام والمعارضة المشاركة بالمفاوض
يتجه الوفد الحكومي ووفد المعارضة السورية الى المشاركة في مفاوضات جنيف على الارجح في 10آذار في جو يسيطر عليه الغموض وعدم الوضوح في تحديد المسائل التي سيناقشها الطرفان وابرزها اقتراح روسيا باقامة سوريا فيدرالية.
هذا الطرح الذي سبب بتباين ايراني روسي وهو ما كشفه الرئيس الايراني حسن روحاني قد ادى الى تنسيق تركي-ايراني لمنع الفيدرالية السورية حيث ان مصالح انقرة وطهران تتوافق على منع اقامة دويلة للاكراد. وعليه، ستكشف هذه المفاوضات السورية - السورية في جنيف هذه المرة رأس الجليد لما يحضر لسوريا من خلال المقررات التي سيتوصل اليها الطرفان والموقف التي سيتخذونها حيال الفيدرالية.
في التفاصيل، وافقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المشاركة في المفاوضات السورية في جنيف وقال احد المتحدثين باسم الهيئة رياض نعسان آغا «نحن نريد أن ندخل في مفاوضات مباشرة في موضوع هيئة الحكم الانتقالي». وتابع: «بدأنا نلاحظ أن حجم الخروقات بدأ ينخفض في اليومين الأخيرين ونرجو في الأيام المقبلة حتى يوم الجمعة أن تصل الخروقات إلى صفر... إذا انتهت هذه الخروقات فهذا يجعل البيئة مواتية لبدء المفاوضات».
اما رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن «قائمة الرياض» رياض حجاب رأى ان الاعتقالات التي نفذتها القوات الحكومية تدفع المعارضة لإعادة النظر فيما إذا كان ينبغي عليها حضور جولة محادثات السلام في جنيف. واكد رفض المعارضة السورية «اقتراح روسيا» بإقامة دولة فدرالية في سوريا متهما الجيش السوري بارتكاب تجاوزات في مدينة حلب. وشدد أن الخريطة التي وضعتها وزارة الدفاع الروسية لمواقع الفصائل المسلحة في سوريا لا تتوافق مع الواقع، نافيا أن تكون الفصائل التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» مختلطة مع فصائل المعارضة المعتدلة، مشددا على أن قوات «النصرة» غيرت من مواقعها بعد سريان الهدنة، يوم 27 شباط الماضي.
من جهته، رأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارته للامارات ان المحادثات المخطط اجراؤها بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة بشأن مستقبل سوريا افضل ترسيخ للهدنة داعيا الى بداية قريبة للمفاوضات السورية المؤجلة لاكثر من مرة.
وحول الهدنة التي اعربت روسيا والولايات المتحدة عن ارتياحهما لسريانها رغم بعض الاستفزازات، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة في سوريا صامدة في شكل عام، مؤكدة أن الطائرات الروسية تواصل غاراتها فقط ضد مواقع تنظيمي «داعش» و«النصرة» في أرياف الرقة ودير الزور وفي محيط تدمر بريف حمص حيث قال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف: «بشكل عام ما زال نظام وقف الأعمال القتالية في أراضي الجمهورية العربية السورية صامدا. ونسجل فقط استفزازات وعمليات قصف منفردة».
وفي النطاق ذاته، اكد مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم في بيان امس أن عدد الجماعات المسلحة التي أعلنت التزامها بالهدنة في سوريا وصل إلى 35 بعد ان تم التوصل إلى اتفاق مع 5 من قيادات الجماعات المسلحة في دمشق لوقف إطلاق النار. واشار المركز الى أن الاتصالات لا تزال مستمرة مع قادة 4 جماعات مسلحة ناشطة في محافظات دمشق ودرعا وحماة.
في المقابل، أعلن المركز أنه رصد خلال الساعات الـ 24 الأخيرة 8 خروقات للهدنة في سوريا، 2 في حماة و3 في كل من حلب وإدلب مؤكدا على وجود مؤشرات لديه تدل على «عزم المجموعات الإرهابية إحباط وقف إطلاق النار في سوريا».
وحول ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة، اعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نقل اكثر من 620 طنا من المساعدات إلى سكان أرياف حماة وحمص واللاذقية ودرعا ودير الزور وحلب ودمشق كما تم إنزال ما يربو عن 30 طنا من المساعدات الروسية من الجو لإغاثة سكان دير الزور المحاصرة.
الى ذلك، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدفعية التركية بقصف مقاتلي الوحدات في محافظة حلب الشمالية حيث استهدفت مدينة تل رفعت ما ادى الى اصابة عدد من عناصر وحدات حماية الشعب في حين طالبت روسيا ردا من القوى الدولية على القصف التركي للأكراد.
ـ الجيش السوري والاكراد وهزائم بداعش ـ
على الصعيد العسكري، سيطرت وحدات من الجيش السوري بمساندة الدعم الجوي الروسي على النقطتين 912 و861 على اتجاه التلول السود بريف حمص، حيث دمرت مقرات لـ «داعش» في حين تتواصل المعارك بين الجيش وتنظيم «داعش» في محيط حقل جزل النفطي بريف حمص الشرقي. اضف على ذلك، قضى الجيش السوري على 18 إرهابيا من «جبهة النصرة» في ريف إدلب.
وذكرت مصادر للمعارضة انها اوقفت تقدم للجيش السوري نحو قرية الجنابرة في ريف حماة الشمالي، في وقت شن طيران التحالف الدولي غارة استهدفت نقاط تجمع لمسلحي تنظيم الدولة في محيط بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي.
من جهة اخرى، تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من تحرير مناطق عدة في ريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشمالي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في وقت تقدمت «قوات سوريا الديموقراطية» مسافة خمسة وثلاثين كيلومترا شمالي شرقي جبل عبد العزيز، انطلاقا من مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، وتقدمت سبعين كيلومترا جنوبي شرقي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
ـ بوغدانوف في طهران ـ
بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الإيراني، أمير عبد اللهيان في طهران، التنسيق الثنائي بشأن تسوية الأزمة بسوريا حيث افادت وزارة الدفاع الروسية ان المشاورات شهدت تبادلا صريحا للاراء حول المسائل الملحة على جدول الاعمال في منطقة الشرق الاوسط اهمها ضمان وقف اطلاق النار في سوريا والجهود المشتركة للتصدي لتنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بلا هوادة، تنفيذا للقرار الدولي رقم 2268، وتسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية في أقرب وقت ممكن، عبر عملية تفاوضية سورية شاملة، تجري تحت رعاية أممية اعتمادا على القرار الدولي رقم 2254».
ـ واشنطن تعتزم انشاء قاعدة جوية ثانية ـ
تعتزم الولايات المتحدة الاميركية انشاء قاعدة جوية ثانية لها جنوب مدينة عين العرب السورية (كوباني) بعد انشاء قاعدتها الاولى في منطقة رميلان شمال شرق سوريا والخاضعة لسيطرة منظمة «ب ي د» (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الارهابية). وتأتي اهمية الموقع للقاعدة الجوية الاميركية بانها تقع على بعد 27 كلم شرق نهر الفرات وعلى بعد 43 كلم جنوب عين العرب كما ستفصلها عن الحدود التركية مسافة 21 كلم.
عن الديار