الجيش السوري استعاد خناصر في حلب وجزءاً من داريا
من المفترض ان تبدأ ليلة الجمعة الهدنة في سوريا باستثناء الحرب على داعش وجبهة النصرة مشكوك جدا ان يتم تنفيذ الهدنة في سوريا بين الاطراف المتقاتلة وبين النظام والمعارضة المسلحة، كذلك فان الطائرات الروسية ستقوم بضرب داعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وجيش الفتح وغيرهم، وبالتالي، فان الاشتباكات ستستمر، وستكون الهدنة هشة جدا، باستثناء إيصال المساعدات الى القرى المحاصرة، لدى كل الجهات، خاصة من قبل النظام السوري.
وروسيا تفعل جدا بكل جهدها ان تصل الى وقف اطلاق النار لكنها تتهم واشنطن بأنها لا تريد وقفا لاطلاق النار، وامس صرح الرئيس الأميركي أوباما انه لا يجب الافراط في التفاؤل في وقف اطلاق النار في سوريا، وطبعا الرئيس الأميركي أوباما لن يقول هذا الكلام الا استنادا الى تقارير المخابرات الاميركية المركزية، وأيضا وفق رغبات اميركا التي يبدو انها لا تريد انهاء الحرب والمعارك في سوريا والدليل على ذلك ان تقريرا تم نشره يظهر ان 20 شركة تزوّد داعش بالقنابل بينها مصدر القنابل هي اميركا وتركيا.
وتركيا منزعجة جدا من وقف اطلاق النار المزعوم لانها لا تريد ان تستمر الحرب على داعش وجبهة النصرة، فيما أعلنت وحدات حماية الشعب الكردي التزامها بوقف اطلاق النار كذلك اكراد الشمال في سوريا سيلتزمون بوقف اطلاق النار كي لا يزعجوا تركيا لكن تركيا تعمل على خربطة وقف اطلاق النار عبر ارسال السلاح والإرهابيين الى التكفيريين في سوريا لاستمرار الحرب هناك ضد الجيش العربي وحلفائه الذين يقاتلون التكفيريين والإرهابيين.
دمشق أعلنت ان وقف اطلاق النار سيكون ساريا وستلتزم به لكنه لن يتوقف ضد جبهة النصرة وضد داعش، مثل موقف روسيا التي ستقصف داعش وجبهة النصرة ومنظمات أخرى اعتبرها مجلس الامن منظمات إرهابية، وفي هذا المجال، قال الموفد الاممي ديمستورا ان المفاوضات السورية بين النظام والمعارضة قد تجري في وقت قريب جدا بعدما كان الموعد في 25 شباط لكنه تأجل الى وقت لاحق في انتظار تحقيق الهدنة ليل الجمعة - السبت لمدة أسبوعين في سوريا، فاذا نجح وقف اطلاق النار، سيجتمع النظام مع المعارضة فورا بدعوة من الأمم المتحدة لاكمال التفاوض الحاصل بعد جنيف - 3.
لكن اذا فشل وقف اطلاق النار فان التفاوض لن يحصل وبالتالي الوضع في سوريا سيكون خطيرا ويعني ذلك ان الحرب ستكون مستمرة خاصة وان الجيش السوري وحزب الله يحققون انتصارات كبيرة في ريف حلب، وصولا الى الحدود التركية - السورية ويحققون انتصارات في ريف دمشق خاصة في داريا التي كانت تنطلق منها الصواريخ نحو دمشق ودخل الى ثلثها الجيش العربي السوري وحزب الله.
اما المعارضة فهي تترك مراكزها وتهرب منها وتتركها امام القصف الجوي الروسي وحرب الجيش السوري وحزب الله عليها واصبحت المعارضة ضعيفة جدا وهي تريد وقف اطلاق النار لتجميع عناصرها الا ان الطيران الروسي لن يتوقف عن قصف المعارضة الإرهابية مثلما ذكرنا وهي داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام واحرار الشام.
لذلك ان الأمور تقف على مفترق طريق في سوريا اما الحرب المستمرة والضغط الروسي جويا عبر دعم الجيش السوري واما وقف اطلاق النار حقيقية وحصول مفاوضات روسية - أميركية على حل في سوريا.
ـ الانتخابات النيابية في سوريا ـ
على صعيد اخر قال اللواء محمد الشعار ان الانتخابات النيابية في سوريا ستجري في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وبالتالي فان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة التفكيرية لن تجري فيها انتخابات نيابية، وان الأبواب مفتوحة لمجيء السوريين الى مناطق النظام والمشاركة في الانتخابات. وهو امر سيجعل الانتخابات تحصل في 30 الى 40 في المئة من الأراضي السورية كحد اقصى، وبالتالي تكون الانتخابات النيابية ناقصة لانها لا تشمل بقية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة التكفيرية، اما بالنسبة الى اللاجئين فليس من حل لهم في أوروبا بالنسبة للانتخابات النيابية ولم يعرف ما اذا كانت السفارات السورية المغلقة تستطيع ان تكون مركز اقتراع للسوريين لان معظم الدول الأوروبية قطعت علاقاتها مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق وأغلقت السفارات السورية لديها، وبالتالي فان اللاجئين السوريين الى أوروبا وكندا واميركا لن يشاركوا في الانتخابات النيابية السورية.
وقالت مستشارة الرئيس الأسد بثينة شعبان ان الانتخابات النيابية هي عمل روتيني ومصدر اخر قال ان الانتخابات التي ستجري ستكون مؤقتة وعندما تحصل مفاوضات ويتم الاتفاق على الحل ستجري انتخابات جديدة في كل الاراضي السورية باشراف الأمم المتحدة.
ـ الجيش السوري يستعيد خناصر ـ
وعلى الصعيد الميداني قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن قوات النظام السوري استعادت السيطرة على بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي، وذلك بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت الوكالة عن مصدر ميداني تأكيده أن الجيش السوري «يعيد الأمن والاستقرار إلى بلدة خناصر».
ـ هجوم واسع ـ
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله «تمكنت قوات النظام السوري امس من استعادة بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إثر هجوم واسع بدأته أمس بغطاء جوي روسي مكثف ضد تنظيم الدولة الإسلامية».وأضاف أن الغارات الروسية أسفرت عن مقتل عشرين عنصرا من التنظيم.
وتعدّ بلدة خناصر بلدة إستراتيجية لأنها تقع على طريق الإمداد الوحيد الذي يربط حلب شمالا بسائر المناطق الخاضعة للنظام، وجاء هذا التقدّم العسكري للنظام بعد يومين من سيطرة تنظيم الدولة على البلدة.
وبحسب عبد الرحمن، فإنه «لا يزال أمام قوات النظام السوري معركة أخرى لاستعادة التلال التي سيطر عليها التنظيم في محيط هذا الطريق ليتمكن من ضمان أمنه وفتحه مجددا».
اما في ريف دمشق، فقد سيطر الجيش السوري على جزء من مدينة داريا بعد هجوم واسع وبتغطية من الطيران الروسي وتقدم بعمق الجبهة وسيطر على عدد من الانفاق وفجر البعض الاخر.
عن الديار