نزوح من حلب قبل المواجهة بين الجيش والمسلحين
في وقت كانت مجموعة العمل التي شكلت لبحث وقف الاعمال القتالية في سوريا تجتمع في جنيف والتي تترأسها روسيا والولايات المتحدة من اجل اقامة محادثات لوقف اطلاق النار في سوريا وحيث دعا وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير اطراف النزاع الى الالتزام بوقف اطلاق النار، افادت مصادر دبلوماسية وحكومية في الشرق الأوسط أن السعوديين يدرسون إمكانية القيام بعملية برية في جنوب شرق سوريا بالتعاون مع الاردن الذي من غير المستبعد ان تشارك في مثل هذه العملية.
وتعتبر الرياض ان نشر قوة عسكرية في أراضي سوريا شرطا ضروريا ليس للاحتفاظ بسيطرتها في سوريا فحسب، بل وفي واشنطن أيضا بحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية. وكان زعماء قبليون في شرقي سوريا قد قالوا إن السعوديين نفذوا مهمات استطلاعية في جنوب شرقي الحدود السورية الاردنية.
وعلى الصعيد العسكري، قصفت الطائرات الروسية مواقع في قرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي شمال سوريا واغارت على مدينة مارع بريف حلب بالتزامن مع قيام قوات سوريا الديمقراطية بالتقدم نحو مدينة مارع عبر قرية الشيخ عيسى.
ودارت اشتباكات ين مقاتلي المعارضة والقوات الكردية على محور حي الشيخ مقصود بمدينة حلب في وقت تشهد مدن الريف الحلبي - وبينها مدينة عندان - نزوحا جماعيا للسكان بسبب كثافة الغارات الروسية حيث باتت قريبة من خطوط المواجهات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
وفي ريف دمشق، شنت الطائرات الروسية غارات مكثفة على مدن وبلدات عربين وحرستا ودير العصافير ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية وقد اسفر القصف عن تدمير كبير في الأبنية والممتلكات. وتعرضت منطقة المرج إلى قصف عنيف من مروحيات النظام السوري بالتزامن مع تجدد المعارك في المنطقة بين المعارضة المسلحة والجيش السوري. ويأتي ذلك في وقت يواصل الجيش السوري تكثيف جهوده لاقتحام حي جوبر شرق العاصمة دمشق ومدينة داريا بريف دمشق الغربي.
وفي حماة وسط سوريا، سقطت عدة قذائف على جبهة حرب نفسه بريف حماة الجنوبي، حيث هزت أصوات القصف المنطقة برمتها اما في حمص، فقد قصفت الطائرات السورية بلدة تيرمعلا بريف حمص الشمالي.
ـ شتاينماير:يجب حماية المدنيين ـ
طالب وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير أطراف النزاع في سوريا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه في قبل بدء اجتماع مجموعة العمل من أجل سوريا بقيادة الولايات المتحدة وروسيا في جنيف للمرة الاولى.
وقال شتاينماير إنه يتعين الآن «تحقيق خطوات تقدم محددة في اتجاه وقف القتال... آمل النجاح في الاتفاق كخطوة أولى على الأقل على إجراءات لحماية المدنيين، بحيث لا يتم بعد الآن قصف مناطق بها مستشفيات أو مدارس أو مخيمات لاجئين».
تجدر الإشارة إلى أن مهلة الأسبوع التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر ميونيخ لوقف إطلاق النار في سوريا انتهت امس ولا تلوح في الأفق حاليا إمكانية تطبيق هدنة في سوريا.
وأعرب شتاينماير عن أسفه إزاء عدم السير نحو تهدئة النزاع في سوريا بالسرعة المأمولة، مناشدا في الوقت نفسه عدم التراخي في المساعي الدولية الرامية إلى ذلك.
وذكر شتاينماير أنه تم إحراز «خطوة أولى صغيرة» نحو التهدئة بوصول قوافل إغاثة إلى عدة مدن محاصرة في سوريا منتصف هذا الأسبوع، وقال: «هذا يدل على أن الضغط المشترك الذي مارسته الأطراف الفاعلة التي اجتمعت في ميونيخ على أطراف النزاع يمكنه أن يحرك شيئا في سوريا إذا شارك الجميع في ذلك».
ـ التحالف يقتل قيادي بارز بداعش ـ
وشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها 22 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا حسب بيان قوة المهام المشتركة حيث نفذت 13 ضربة في العراق تركزت قرب الموصل والرمادي وقد اسفرت عن اصابة ثلاث وحدات تكتيكية للتنظيم بالإضافة إلى منشأة تخزين أسلحة وأكثر من عشرة مواقع قتالية. وأصابت ضربات أخرى أهدافا في البغدادي والبو حيات وهيت وسنجار.
وفي سوريا نفذت تسع ضربات جوية قرب خمس مدن بينها الحسكة حيث أصابت أربع ضربات جوية وحدتين تكتيكيتين وخمس مركبات وموقعين قتاليين.
وفي هذا الاطار، استهدفت طائرات التحالف الدولي قيادياً مهماً في تنظيم الدولة الإسلامية حيث قتل مع ثلاثة آخرين كانوا برفقته في السيارة في مدينة الرقة شمال وسط سوريا. وحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن القيادي ،الذي يعتقد أنه من الجنسية العراقية وهو من القيادات المهمة في جيش الخلافة، وصل إلى مدينة الرقة منذ يومين، مع عائلته، إثر فرارهم من مدينة الشدادي بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة، والتي تحاول قوات سوريا الديمقراطية السيطرة عليها منذ فجر الـ 17 من شهر شباط الجاري.
ـ روسيا على اتصال مع اطراف النزاع ـ
قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو على اتصال دائم مع دمشق وممثلي أطياف المعارضة، مشددا على أن الرئيس بشار الأسد ليس الوحيد الذي عليه الاستماع إلى النصائح. وتابع: «نحن على اتصال مستمر مع القيادة في دمشق ومع منظمات المعارضة، نحن نلتقي شبه يوميا مع مسؤولين لمنظمات المعارضة المختلفة العربية والكردية وغيرها، أعتقد أن لكل رأيه وتحليله وتقديره، نحن مستمرون في الاتصال مع القيادة، مع الحكومة، مع الرئيس بشار الأسد، هناك أمور كثيرة تحتاج للتفكير وللتحليل ولاتخاذ الخطوات من أجل إيجاد الحل المناسب لجميع المواطنين السوريين، في بلد واحد لإنقاذ سلامة الأراضي ووحدة البلاد، لذلك يجب أن يستجيب لكل هذه النصائح ليس فقط الرئيس بشار الأسد، بل والأطراف الأخرى المشاركة في الأزمة».
عن الديار