الجيش السوري يتقدم بريف اللاذقية ويسيطر على كنسبا
اتضحت نية تركيا بانها لن تقبل سيطرة الاكراد على اعزاز وان الممرات على الحدود التركية - السورية ما زالت تستخدم لامداد تنظيمي «داعش» و«النصرة» بالعتاد تبريرا لذلك تشن انقرة حربا اعلامية على روسيا باتهامها باستهداف المدنيين في حلب وريف ادلب في حين حذرت موسكو الدولة التركية من اي انفعال عسكري قد يؤدي الى تصادم خطير في المنطقة. كما اكدت موسكو للجميع، للاصدقاء وللاخصام، انها ذاهبة حتى النهاية في حربها ضد الارهاب ولن تقبل بالاستفزازت التركية لا من قريب ولا من بعيد وقد تلجأ الى اتخاذ اجراءات تأديبية تحد من التدخل التركي في سوريا.
في التفاصيل، اتهمت تركيا روسيا بارتكاب جرائم حرب صريحة تنتهك القانون الدولي عبر زيادة الضربات الجوية الروسية في سوريا مستهدفة المدنيين والمدارس في إعزاز بريف محافظة حلب شمالي سوريا، ومستشفى تابع لأطباء بلاحدود في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب حيث قتل أكثر من 30 مدنياً جلُّهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 100 شخص، وفقا لمــصادر وزارة الخارجية التركية التي اشارت الى ان موسكو خرقت قرار وقف الاشتباكات في سوريا الذي اتخذ خلال اجتماع مجموعة دعم سوريا بتاريخ 11 شباط الماضـي في ميونيخ.
كما اعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه البالغ إزاء الهجمات الصاروخية المتعددة على المرافق الطبية والمدارس في سوريا، وما وصفه بـ«الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية» ما دفعه للشك في التزام بعض الدول بما نوقش في مؤتمر الأمن.
من جهة اخرى,اكدت موسكو أن لا هدف للطيارين الحربيين الروس في سوريا سوى مساندة الجيش الحكومي والوحدات الكردية ومقاتلي المعارضة الوطنية المعتدلة ضد «داعش» و«النصرة» وتنظيمات إرهابية أخرى حيث كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بعض شركاء روسيا ناشدوا موسكو بـ «عدم المساس» بممر عرضه حوالى 100 كلم على الحدود بين سوريا وتركيا في محيط إعزاز، وقد اتضح أنه لم يكن ذلك سوى لضمان الاستفادة من هذا الجزء من الحدود لمواصلة إمداد «داعش» وجبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية بالأسلحة والعتاد والمؤن من الجانب التركي». واضافت: «من الغريب أن نسمع شيئا ما عن العناية بحياة الناس من دول تقصف مستشفيات في أفغانستان وتقوم بتوريد عبوات عنقودية لضرب مواقع مدنية في اليمن».
وتابعت: «انكشفت حقيقة التصريحات التركية عن أن أنقرة لن تسمح بسقوط إعزاز في أيدي المقاتلين الأكراد السوريين الذين يتعين عليهم كذلك، وفقا لهذه التصريحات، إخلاء مطار منغ الذي استعادوه من مسلحي جبهة النصرة، ويجدر التذكير أن هذه الجماعة مدرجة في قوائم الإرهاب الدولية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ردت على الاتهامات التركية في وقت سابق بانها مواد مزورة تم إعدادها في تركيا. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: أطلقت أنقرة حملة إعلامية عدوانية ضد روسيا على صفحات وسائل الإعلام الرائدة في الــعالم، في محاولة لتفادي فقدان سيطرتها على المــناطق في شمال وشمال غرب سوريا، حيث كانت حكومة أنقرة تتمتع بالسلطة المطلقة خلال السنوات الماضية».وأشار كوناشينكوف الى أن رئيس الوزراء التـركي أحمد داود أوغلو الذي زار كييف مــنذ يومين وصل في خطابه العدواني إلى حد اتهام روســيا باستهداف مستشفى في ريف إدلب بواسطة صاروخ باليستي أطلق من مـياه بحر قزوين. وشدد الناطق باســـم وزارة الدفاع الروسية على أن أسـطول بحر قزوين الروسي لا يملك سفنا قادرة على إطلاق صواريخ باليستية.
في غضون ذلك، طلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء مناقشة امس حول قصف تركيا لأهداف في سوريا وعبرت عن القلق بشأن هجمات للجيش التركي على مقاتلي جماعات كردية تدعمها موسكو. وفي هذا الصدد، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إن تركيا «تنفذ ضربات كثيفة باستخدام المدفعية من العيار الكبير على القوات الحكومية السورية وعلى وحدات المعارضة الوطنية في مناطق حدودية. وقد رصدت وسائل المراقبة تنفيذ المدفعية التركية أكثر من 100 غارة على المناطق السكنية الحدودية في محافظة حلب ». وأعلن كوناشينكوف أن المسلحين يقومون بإجلاء عائلاتهم بشكل جماعي إلى الحدود مع تركيا، كما لا يواجه المسلحون الجرحى عراقيل للوصول إلى أراضيها، مؤكدا أن الإرهابيين في محافظتي إدلب وحلب ما يزالون يحصلون على أسلحة ومعدات عبر الحدود التركية تحت جنح الليل، كما انضمت إليهم أفواج جديدة من المسلحين.
ـ الجيش السوري: يبسط سيطرته على بلدة كنسبا بريف اللاذقية ـ
ميدانيا، سيطرت وحدات من الجيش السوري والمجموعات الشعبية على قريتي شلّف وبلّة ومن بعدها اقتحمت بلدة كنسبا الواقعة في ريف اللاذقية. وقد تسارعت وتيرة المعارك بالتزامن مع الانهيارات التي أصابت المجموعات المسلحة، بعد سيطرة الجيش السوري على مجموعة مواقع هامة. وقتل عدد كبير من المسلحين خلال عمليات الاقتحام، وتم تدمير عدد من السيارات المجهزة برشاشات، كما واصل الطيران الروسي الطلعات المنخفضة لمساندة الوحدات المتقدمة بالتزامن مع التغطية النارية.
وفي السياق ذاته، اكدت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو الروسي نفذ 444 طلعة قتالية في سوريا في الفترة بين 10 و16 شباط، ووجه ضربات لـ 1593 موقعا للإرهابيين في محافظات دير الزور ودرعا وحمص وحماة واللاذقية وحلب. وجرى تحرير أكثر من 800 كم مربع من الأراضي السورية كان يسيطر عليها الإرهابيون، من بينها 73 بلدة وقرية، نتيجة أعمال الجيش السوري منذ بداية الشهر الجاري.
ـ المعلم: لمواصلة الحوار دون شروط مسبقة ـ
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس أن «موقف الحكومة السورية هو مواصلة الالتزام بحوار سوري- سوري بقيادة سوريا ودون شروط مسبقة وأن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله» خلال محادثاته في دمشق مع المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا، واضاف «الحكومة السورية ووفدها الرسمي إلى جنيف أثبتا صدقية موقفهما وجديتها في جهود حل الأزمة في سورية». وشدد المعلم «على ضرورة الالتزام بما جاء في قرار مجلس الامن حول وجود أوسع طيف من المعارضات السورية».
ـ وصول طائرة توـ214 إر الى سوريا ـ
اعلن الجيش الروسي انه أرسل إلى سوريا طائرة استطلاع حديثة من طراز «تو-214 إر» تحمل حزمة من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة.
من المقرر أن تحل طائرات «تو-214» محل طائرات الاستطلاع «إيل-20» في الجيش الروسي، وتحمل كل طائرة على متنها جهاز استشعار إلكتروني يعمل على ترددات عديدة ويضم رادارات عدة. بالإضافة إلى هذا الجهاز الذي يسمح باعتراض المكالمات بواسطة مختلف أجهزة الاتصال، تزود الطائرة بمنظومة بصرية الكترونية عالية الدقة تسمح بالتقاط صور رقمية لسطح الأرض بالأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء.
عن الديار