كيري يرى ان موسكو تناور وستواصل القصف في سوريا لثلاثة أشهر
التقدم العسكري للجيش السوري وحزب الله في ريف حلب الشمالي وبتغطية جوية واسعة من الطيران الروسي وبمتابعة ميدانية للمستشارين الايرانيين قلب المعادلات، وجعل كل الدول تتحرك على وقع هذه التطورات، فهددت السعودية بتدخل بري، وتحرك وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع الدول الاوروبية لوقف ما يجري في ريف حلب الشمالي من انتصارات للجيش السوري وحلفائه والتي ادت الى قلب الموازين وسقوط المناطق الآمنة التركية والخطوط الحمراء المرسومة، وبالتالي سارعت واشنطن والرياض والعديد من الدول الاوروبية لعقد الاجتماعات لوقف ما يجري في حلب، وضغطت واشنطن على موسكو التي ردت بتقديم مقترحات لوقف اطلاق النار في سوريا تبدأ اوائل آذار. ورحبت واشنطن بذلك رغم تأكيدها بأن بعض البنود بحاجة الى الدرس، وبالتالي فان السباق في سوريا هو بين وقف اطلاق النار او استمرار تقدم الجيش السوري الذي حقق امس المزيد من الانجازات ووصل الى مشارف اعزاز المجاورة للحدود التركية.
اما على جبهة المعارضين، فان الانتقادات للدور الاميركي تتصاعد على وسائل اعلام المعارضة الذي تنقل ما أدلى به كيري لمعارضين سوريين ان المعارضة ستتعرض «للابادة امام وقع القصف العنيف المتوقع ان تشهده سوريا خلال الاشهر المقبلة»، ما يعني تخلي أميركا الكامل عن المعارضة السورية العسكرية.
ونقل موقع أميركي ان كيري حذر المعارضة من خطة النظام السوري وحلفائه لتصفيتها خلال ثلاثة اشهر، واشار تقرير لموقع «ميدل ايست آي» الى أن كيري اجتمع بناشطين سوريين، وقال «انه يتوقع 3 أشهر أخرى من القصف الذي سينهك المعارضة»، وتحدث «عن اقتراب هزيمة المعارضة السورية بشكل كامل خلال الفترة المقبلة».
ولفت الى أنه سيكون هناك 3 أشهر من الجحيم، وحمّل المعارضة مسؤولية فشل المفاوضات في جولة جنيف الأخيرة، مشددا على أنه سيتم اقتلاع المعارضة السورية خلال ثلاثة أشهر.
واتهم كيري المعارضة السورية بالتسبب في انهيار محادثات السلام مما مهّد الطريق لهجوم مشترك من قبل القوات السورية والروسية على حلب.
وقال كيري لإحدى الناشطات «لا تلوموني، اذهبوا ولوموا المعارضة»، وأضاف «المعارضة هي التي لا تريد التفاوض ولا تريد وقف إطلاق النار، وهي التي غادرت جنيف».
كما قال لإحدى الناشطات السوريات، «ماذا تريدين مني أن أفعل؟ أن أحارب روسيا».
وتحدث الموقع كذلك عن رسالة أميركية للرئيس بشار الأسد في تشرين الاول الماضي، مفادها ان الولايات المتحدة لا تريده تغييره، لكن عليه التوقف عن رمي البراميل المتفجرة لتستطيع تسويقه.
ـ اجتماع ميونخ ـ
درس اجتماع الدول الـ«17» في المانيا سبل حل الازمة السورية وامكانية الوصول الى وقف لاطلاق النار ومناقشة الخطة الروسية بشأن ذلك، فيما أكد ديبلوماسي اميركي امكانية الوصول الى وقف لاطلاق النار اعتباراً من 15 شباط، وقد ناقش وزيرا خارجية اميركا وروسيا تفاصيل الخطة واعلان هدنة عامة لجمع اطراف النزاع المسلح في البلاد.
من جهته حذر رئىس الوزراء الروسي ميدفيديف من خطرحرب عالمية في حال تدخل اجنبي بري في سوريا داعياً جميع الاطراف للجلوس الى مائدة التفاوض.
ويأمل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بوقف إطلاق النار في سوريا وتأمين المساعدات الفورية للمدنيين في اجتماع مهم للقوى الكبرى في ألمانيا، والذي ينظر إليه المسؤولون الأميركيون والدبلوماسيون باعتباره اللحظة الحاسمة التي ستُنجح أو تُفشل عملية السلام المتعثرة.
ويأتي هذا الاجتماع في مدينة ميونيخ وسط قلق متزايد بشأن الضربات الجوية الروسية التي تدعم هجوم الجيش السوري، في حلب، وهو الأمر الذي تخشاه الولايات المتحدة وحلفاءها لرؤيتهم أن ذلك سيقتل جهود التوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية الدموية التي لا تزال مستمرة منذ خمس سنوات.
وقال كيري الثلاثاء، قبل مغادرته الأربعاء متوجها إلى ميونيخ: «أنشطة روسيا في حلب وفي المنطقة بالوقت الحالي تصعب القدرة على الحوار الجدي».
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو قدمت «خطة محددة» لوضع حد للقتال، وكانت واشنطن تراجعها. وقال مسؤولون أميركيون إن الخطة الروسية كانت مماثلة للأفكار التي ناقشها كيري ولافروف خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكنهم اعترفوا أنه سيكون من الصعب رؤية وقف لإطلاق النار نتيجة اجتماع الامس.
وقال مسؤول رفيع المستوى: «لا يوجد لدينا اتفاق على أي شيء حاليا، ولكن يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار. كل التفاصيل الأخرى، وتحديد التاريخ، وقرار من سيكون طرفا فيها، يجب العمل عليها».
وكثفت الأطراف المعنية المحادثات حول وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وكانت واشنطن تأمل أن يبدأ وقف إطلاق النار قبل استئناف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في 25 شباط.
وكانت المحادثات قد بدأت لفترة وجيزة في نهاية الشهر الماضي ولكن تم تعليقها من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بعد بضعة أيام فقط، عندما بدأ الهجوم على حلب، كما التقى لافروف نظيره الايراني محمد جواد ظريف في ميونيخ لاجراء محادثات بشأن سوريا.
وكذلك اجتمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ومنسق المعارضة السورية رياض حجاب الذي اكد ان كيري ابلغه بتشكيل لجنة لتطبيق القرار الدولي 2254.
الى ذلك، أكدت تقارير صحفية رسمية في المملكة العربية السعودية أن الرياض تعتزم في آذار المقبل استضافة اجتماع التحالف الإسلامي العسكري الذي كانت قد أعلنت الرياض تشكيله بهدف «محاربة الإرهاب» بقيادة السعودية في كانون الأول الماضي.
ويعتبر الاجتماع الأول من نوعه ويضم التحالف 35 دولة بقيادة السعودية، يضاف إليها إندونيسيا التي قالت إنها ستنضم للحلف بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن. كما أن أكثر من عشر دول أعلنت تأييدها لهذا التحالف، وفقا لما نقلته صحيفة «عكاظ» عن قناة الإخبارية السعودية المملوكة للحكومة.
وستكون العاصمة الرياض مقرا للتحالف الذي يهدف إلى محاربة أي منظمة إرهابية، مهما كان تصنيفها، وهو سيعمل عبر تنسيق ودعم جهود الدول أمنيا ومعلوماتيا وتطوير الأساليب التي تحارب الإرهاب. ويمتلك التحالف مقومات بشرية وعسكرية ضخمة، إذ يشمل مليارا و31 مليون نسمة من 35 دولة، بينهم أكثر من أربعة ملايين عسكري، وأكثر من خمسة ملايين جندي احتياط.
وهؤلاء يمكنهم استخدام أكثر من 2500 طائرة حربية، من ضمنها مقاتلات وقاذفات صواريخ والطائرات الاعتراضية، إضافة إلى ما يقارب من 21 ألف دبابة متنوعة المواصفات و461 مروحية، وأكثر من 44 ألف مركبة قتالية أي مدرعات. ويضم دولة نووية هي باكستان.
وسبق للإعلان عن التحالف أن تسبب بموجة من ردود الفعل، وخاصة من إيران والقوى المتحالفة معها، والتي بقيت خارج التحالف وشككت في جديته. كما يتزامن الإعلان عن الاجتماع مع تأكيد المملكة استعدادها لإرسال قوات برية لمقاتلة داعش في سوريا.
وقال متحدث باسم وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر عقب محادثات ثنائية بين مسؤولين أميركيين وسعوديين إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية ويشمل ذلك عرضا بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية. والتقى كارتر مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي والذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
ـ الجيش السوري يستعيد مطار منغ العسكري ـ
ورغم كثافة الاتصالات السياسية فان العمليات العسكرية تواصلت مع تقدم للجيش السوري واللجان الكردية في ريف حلب الشمالي.
وتمكنت لجان الدفاع الشعبي من فرض سيطرتها على كامل مطار منغ في ريف حلب الشمالي كذلك وصلت لجان الدفاع الشعبية الى طريق حلب تركيا الدولي بسيطرتها على مطار منغ.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس إن مقاتلين أكراد سوريين يدعمهم قصف جوي روسي طردوا مقاتلي المعارضة من قاعدة جوية عسكرية قرب الحدود التركية كانت تابعة للجيش السوري قبل أن تسقط في أيدي المعارضة.
وقال المرصد إن قتالا عنيفا جرى بين المقاتلين الأكراد ومقاتلي المعارضة حول مطار منغ وإن الطائرات الروسية نفذت 30 غارة على الأقل استهدفت المعارضين المسلحين المتحصنين هناك.
وقال قيادي من مقاتلي المعارضة يدعى زكريا كرسلي من جبهة الشام «سقوط مطار منغ جعل الوضع على الأرض محبطا للغاية».
وتسلط خسارة القاعدة الجوية التي تقع قرب الطريق بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية الضوء على التغير الجذري في ميزان القوى منذ بدأت روسيا تدخلها العسكري دعما للرئيس السوري بشار الأسد يوم 30 أيلول.
وقال المرصد ومصدر في المعارضة إن مقاتلي معارضة آخرين تحت حصار القوات الكردية إلى الغرب والجيش السوري والفصائل المتحالفة معه من الجنوب يسعون الآن للدفاع عن مدينة تل رفعت التي شهدت قصفا روسيا عنيفا خلال اليومين الماضيين. ومكن هذا القوات السورية من اختراق خط إمداد رئيسي للمعارضة بين الحدود ومناطق من حلب تسيطر عليها قوات المعارضة. ويسعى الجيش السوري الآن بمعاونة حلفائه لأن يستعيد بالكامل مدينة حلب التي كانت يوما أكبر مدن سوريا من حيث الكثافة السكانية
ـ واشنطن انكرت التهم الروسية ـ
وأنكرت الولايات المتحدة قيام طائراتها الحربية بقصف أهداف في مدينة حلب شمال غرب سوريا، حسبما أعلن مسؤولون أميركيون.
تصريحات المسؤولين الاميركيين جاءت ردا على إعلان وزارة الدفاع الروسية بأن قاذفات أميركية قصفت يوم الأربعاء الماضي 9 مواقع في مدنية حلب.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله أن المعلومات المتعلقة بالقصف المذكور «ملفقة «، فيما أعلن ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية أن الطيران الحربي الأميركي لم ينفذ أية مهمات قتالية في حلب أو في المناطق المحيطة بها.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف أعلن في وقت سابق أن القاذفات الأميركية قصفت يوم الأربعاء الماضي 9 مواقع في حلب.
وقال: «في الساعة 13:55 من يوم (الاربعاء) بتوقيت موسكو دخلت قاذفتان أميركيتان من طراز(A-10) الأجواء السورية قادمة من تركيا وقصفت عدة اهداف في مدينة حلب». وأضاف الجنرال الروسي: «لم يكن لدينا الوقت الكافي لكي نحدد بدقة لمن تتبع الأهداف التي تعرضت للقصف... سندرس هذا الأمر بدقة أكبر».
عن الديار