نواز شريف : اسلام اباد ستكون مركز التفاوض بين طهران والرياض
نجح رئيس وزراء باكستان نواز شريف الذي زار الرياض وزار طهران للتسوية بين السعودية وايران في اخذ موافقة طهران والرياض على عقد اجتماعات في باكستان لحل الازمة بينهما. وكدولة اسلامية كبرى نووية، رأت باكستان ان الخلاف الايراني – السعودي يضرّ بالعالم الاسلامي ويضر بمصالحها ايضا لانها حليفة للمملكة العربية السعودية وفي ذات الوقت تربطها مصالح استراتيجية بايران، ولذلك تحركت باكستان واجرت مفاوضات مع السعودية، وكان البحث بين نواز شريف والملك سلمان تركز على التدخل الايراني في الدول العربية وخاصة في المشرق العربي، من اليمن الى العراق الى سوريا الى لبنان الى فلسطين، ووعد نواز شريف باثارة هذه المواضيع مع المسؤولين الايرانيين بعد سفره من الرياض وبعد اجتماعه مع العاهل السعودي.
الا ان السعودية اصرت على ان ايران يجب ان تبدي حسن نية تجاه السعودية، كي تحصل المفاوضات في جو ايجابي، لكن الوزير جبير وزير خارجية السعودية قام بالتصعيد في تصريحات نارية ضد ايران، فيما قام مرشد الثورة الايرانية الاسلامية السيد خامنئي بالقول ان الهجوم على سفارة سعودية في ايران اساء الى ايران والى الاسلام، وهو اعتذار غير مباشر وادانة للهجوم على السفارة السعودية.
لغة تستعملها السعودية هجومية على ايران ولغة استيعابية تستعملها طهران ردا على التصريحات السعودية، لكن اهم نقطة تحققت هي جلوس الوفد السعودي مع الوفد الايراني في عاصمة باكستان للتفاوض وهذا الامر ما كان ليتم لولا تدخل واشنطن التي دعمت باكستان وضغطت على السعودية وتمنت على ايران التفاوض سويّة من اجل حل مشاكل البلاد ومن اجل ضرب الارهاب في المنطقة الذي توسع واصبح خطرا على الجميع.
السعودية لم يكن لديها مطلب من باكستان سوى ان تضغط على ايران لتخفيف تدخلها في دول المشرق العربي، او في الخليج والدول العربية ووعدت باكستان في وضع كل ثقلها في هذا المجال مع صعوبة الامر.
اما ايران فكان لها مطلبين، الاول، ان تتوقف السعودية عن خلق حالة العداء لايران في الدول العربية وثانيا، ان توقف باكستان مجموعة معارضة لايران مسلحة تتحرك من باكستان وتقوم باعمال في ايران ويبدو ان رئيس وزراء باكستان نواز شريف وعد ايران بتسوية هذا الامر وتخفيف عمل المعارضة للنظام الايراني في باكستان من قبل المجموعات التكفيرية التي تقوم باعمال عدائية ضد ايران.
وبحث بالتفصيل رئيس وزراء باكستان مع عدد من المسؤولين الايرانيين على التوالي في المشاكل التي تعترض العلاقة السعودية – الايرانية ورأى نواز شريف – وفق وكالة الانباء الباكستانية ان ليس من حل جذري للعلاقة السعودية – الايرانية، لكنه تمنى على السعودية وايران، على الاقل، الوصول الى هدنة وعدم الانحدار في الخلاف سوية بل الوقوف عند النقطة التي هي الان بدل الاستمرار في التوتر الحاصل بين ايران والسعودية.
وتقول وكالة الانباء الباكستانية ان نواز شريف وعد بحل سياسي في اليمن تدخل فيه باكستان بقوة حتى لو اضطرت الى ارسال قوات عسكرية الى اليمن للفصل بين المعارضة والحكومة الشرعية واحلال حل سياسي يتفق عليه الاطراف باشراف الامم المتحدة ورعاية واشنطن وموسكو واتفاق ايران والسعودية على ذلك.
اما بالنسبة الى العراق ولبنان وسوريا، فيبدو ان المفاوضات ستكون بين ايران والسعودية صعبة للغاية.
وعلى صعيد لبنان تقول وكالة الانباء الباكستانية ان لا مشكلة بين ايران والسعودية مباشرة، وان التوازن السنّي – الشيعي يمكن تحقيقه في لبنان خاصة بعد انتخاب رئيس جمهورية وعودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة.
اما في سوريا فباكستان ستعمل مع روسيا على حل ازمة سوريا وفق حل سياسي وتترك التفاوض الحاصل بين النظام والمعارضة الوصول الى تسوية سياسية برعاية الدول التي اجتمعت في فيينا والتي سترعى مفاوضات جنيف – 3 بعد الاتفاق على وفد المعارضة ووفد النظام للتفاوض سياسياً.
لكن باكستان لا تطمح الى الكثير في سوريا، بل تريد رفع الحصار عن المدن وتأمين المواد الغذائية وامكانية تحقيق وقف اطلاق النار يصعب الوصول اليه حالياً لكن باكستان – وفق ما يقول نواز شريف – رئيس حكومة باكستان فانه سيزور موسكو وواشنطن ويطلب منهما المساعدة على تحقيق تقدم في التفاوض السعودي – الايراني وان باكستان مستعدة للعب دور الضامن لاي حل يحصل في سوريا.
اما في العراق، فأبدى نواز شريف امتعاضه من الحرب واضطهاد السنّة في منطقة ديالا مؤخرا من قبل الحشد الشعبي الشيعي العراقي. ومع ذلك كانت لهجته ديبلوماسية وكان مستمعا اكثر منه متكلما وكان همه الاول اقناع الايرانيين والسعوديين للجلوس سوية وبحث الامور، ومتى جلسوا سوية يمكن لباكستان ان ترسل 20 الف جندي باكستاني الى المنطقة للفصل بين القوات المتقاتلة وللمساهمة في حل سياسي شرط ان يحصل نواز شريف على ضمانة موسكو وواشنطن وموافقة الادارة الاميركية والرئيس بوتين على هذه النظرة والرؤية للحل.
المهم ان باكستان الدولة الاسلامية الكبرى النووية استطاعت اقناع السعودية وايران بالجلوس سوية لبدء التفاوض، وهذه خطوة كبيرة ستحقق تخفيفاً للاحتقان في العلاقة السعودية – الايرانية، وهي خطوة ايجابية استطاعت باكستان تحقيقها.
عن الديار