خروج 3567 مسلحاً وعائلاتهم من الحجر الاسود والقدم واليرموك الى «الرقة»
في تطور امني لافت قتل زهران علوش قائد جيش الاسلام وعدد من قيادييه في غارة روسية على بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية. فيما اكدت القيادة العامة للجيش السوري ان سلاح الجو السوري نفذ العملية النوعية. كما قتل في الغارة قائد فيلق الرحمن، عبد الناصر الشمير واصابة نائبه بجروح خطيرة، كما قتل شقيق زهران علوش.
واشارت المعلومات الى ان الغارة الجوية التي استهدفت علوش وأدت إلى مقتله ونائبه بالإضافة إلى عدد من قياديي التنظيم، كانت في بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث استهدفت الغارة مقر اجتماع لقيادة «جيش الإسلام» بعشرة صواريخ، نتيجة ملاحقة استخبارية للأجهزة الأمنية السورية.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت من جانبها عن مصدر أن الغارة الجوية ضربت مقرا سريا لـ «جيش الإسلام»، الذي يعد من أقوى الجماعات المسلحة في المنطقة ولديه آلاف المقاتلين، زاعمة أنه تم استهداف علوش من قبل طائرات روسية.
هذا وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة الأولى لجثة علوش.
و«جيش الإسلام» هو تنظيم يعد من أكبر التنظيمات المسلحة، يقوده زهران علوش، الذي كان في السابق ينتمي للجيش السوري الحر، ويعد هذا التنظيم المجموعة الأكثر حضورا في ضواحي دمشق خاصة في الغوطة، ويقدر عدد مقاتليه بنحو عشرة آلاف الى 15 الف مقاتل.
واشارت المعلومات الى ان الطائرات الروسية شنت 13 غارة في منطقة «اوتايا» حيث كان يعقد الاجتماع برئاسة علوش لاجراء مصالحة بين احرار الشام وفيلق الرحمن وفصائل اخرى لتنظيم المواجهة وتوحيدها بعد خرق الجيش السوري للغوطة الشرقية وسيطرته على مطار مرج السلطان والبلدة.
واشارت المعلومات الى مقتل علوش و13 قيادياً من جيش الفتح و7 قياديين من المنظمات المسلحة الاخرى، وقد اصيب بعمليات القصف نائب علوش ابو محمود الزيبق ونقل الى احد المستشفيات، والناطق الرسمي باسم هيئة الاركان من جيش الاسلام حمزة بيرقدار. كما قتل شقيق علوش وقائد فيلق عبد الرحمن عبد الناصر الشمير واصيب نائبه.
ويعتبر جيش الفتح القوة الاساسية في مناطق دوما وجوبر والحمورية وحرستا، وعين الرمثا.
ويعتبر زهران علوش من اقوى الشخصيات لدى المسلحين وهو انضم الى الجيش الحر بعد خروجه من سجن صيدنايا عام 2011. وانشق بعدها عن الجيش الحر وأسس جيش الاسلام، علماً أن جيش الفتح هو من يتولى قصف المناطق المدنية في دمشق، كما يعتبر الرجل الاول للمملكة العربية السعودية في سوريا.
وفي موازاة مقتل زهران علوش، حقق الجيش السوري انجازات في الغوطة الشرقية على محور الفصول الاربعة في داريا ادت الى قطع خطوط امداد رئيسية وتدمير تحصينات قوية.
وكشفت العمليات عن شبكة من الخنادق والانفاق الحلزونية كان ينتقل عبرها الارهابيون بين مزارع المعضمية وداريا.
ـ خروج المسلحين من القدم والحجر الاسود ـ
الى ذلك، غادرت 20 حافلة محملة بمسلحي تنظيم «داعش» وجبهة النصرة وعوائلهم مناطق جنوب دمشق مع بدء تنفيذ الاتفاق بين المسلحين والحكومة السورية.
وافيد أن 7 حافلات غادرت ليلة أمس و10 أخرى غادرت امس مناطق القدم والحجر الاسود ومخيم اليرموك باتجاه الرقة معقل تنظيم «داعش».
وأشارت مصادر إلى أن العدد الكلي للذين سيخرجون، بمن فيهم المسلحون وعائلاتهم، قد وصل إلى حوالى 3567 شخصا، بينهم 2000 من المسلحين الذين تنتمي غالبيتهم إلى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة».
ويضمن الاتفاق المبرم خروجهم مع أسلحتهم الفردية وتسليم المناطق التي تركوها الى الجيش السوري، فيما تقوم فرق الهندسة التابعة للجيش السوري باستلام العتاد والأسلحة الثقيلة التابعة للمسلحين.
وما يقارب المليوني مدني هو حصيلة السوريين ممن سيعودون إلى العيش في المنطقة الجنوبية من دمشق بعد استكمال خروج المسلحين منها، وقد يجري بسط هذا الاتفاق على مناطق أخرى.
وينهي توجه عشرات الحافلات إلى الشرق السوري الحديث عن تخوف الدمشقيين من وجود «داعش» و«النصرة» وبقية المجاميع العاملة في الجنوب الدمشقي والتي طالما شكلت خطرا على العاصمة.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت وسائل إعلام حكومية سورية إن صفقة أبرمت بين الحكومة وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة جبهة النصرة المنافسة له، يسمح بموجبها بخروج آمن لأعضاء من كلا التنظيمين من مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود باتجاه المحافظات الشمالية كإدلب والرقة وبضمان من الأمم المتحدة.
وتعد الرقة العاصمة الفعلية لما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية التي أدعى التنظيم إعلانها في المناطق التي يسيطر عليها العام الماضي، بينما يسيطر مسلحو تحالف من جماعات المعارضة، وضمنه جبهة النصرة التي توصف بأنها جناح تنظيم القاعدة في سوريا، على مناطق واسعة من ادلب.
وحسب المعلومات ان منظمة الامم المتحدة رعت الاتفاق في القدم والحجر الاسود المعقل الرئيس لتنظيم داعش، وان مسؤولا في الامم المتحدة اجتمع مع مسؤول من داعش في الحجر الاسود في خطوة نادرة، وتم الاتفاق على العملية، وان «داعش» تعهد بتأمين «سلامة» الموفد الاممي وعدم التعرض له.
واشارت المعلومات ايضا الىان مصالحات يتم التحضير لها في منطقة داريا وستطال هذه المصالحات مناطق في ريف درعا تقضي بخروج مسلحي النصرة ووصول الجيش السوري اليها، كما ان اتفاق الزبداني «الفوعة - كفريا» سينفذ قريبا.
ـ التطورات العسكرية ـ
اما على صعيد التطورات العسكرية، فقد واصل الجيش السوري تقدمه في ريفي حلب الجنوبي واللاذفية، فيما صد الجيش السوري هجوما على بلدة «باشكوي» في ريف حلب الشمالي، وقد سيطر الجيش السوري على بلدة عين شروق ويتقدم باتجاه تلة «بيت ابلق» قرب كتيبة الحرب الالكترونية في «تل حران» «محور كسب» في ريف اللاذقية الشمالي.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن سلاح الجو يولي خلال عملياته في سوريا اهتماما بالغا لقطع مصادر تمويل الإرهابيين في سوريا.
وعقدت هيئة الأركان العامة في موسكو مؤتمرا صحفيا للحديث عن نتائج عمل سلاح الجو الروسي في سوريا في عام 2015. وأعلنت أن الغارات الروسية منذ بداية العملية في أواخر أيلول على مواقع الإرهابيين في سوريا، أسفرت عن تدمير قرابة ألفي ناقلة نفط.
وعرض الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية خلال المؤتمر شريطا مصورا يثبت أن شاحنات النفط لا تزال تعبر الحدود السورية - التركية دون أي عوائق. وتابع الفريق أن الطائرات الحربية خلال الأسبوع الماضي قامت بتدمير 37 منشأة خاصة باستخراج وتكرير نفط كان إرهابيون يستخدمونها في سوريا ، بالإضافة إلى استهداف 17 قافلة من صهاريج نقل النفط.
وأضاف أن الإرهابيين في محاولة لتجنيب قافلاتهم النفطية الاستهداف من قبل سلاح الجو الروسي، يبحثون عن طرق جديدة لتهريب الخام. ومثل هذه المسارات الجديدة التي اعتمدها الإرهابيون في الآونة الأخيرة، الطريق المؤدي من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في ريف دير الزور إلى الموصل وزاخو العراقيتين، عن طريق مخفر تل صفوك.
كما نشرت هيئة الأركان الروسية صورا فضائية للمناطق في محيط زاخو تظهر تواجد قرابة 12 ألف ناقلة نفط في الشريط الحدودي بين تركيا والعراق. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب من وزارة الدفاع الروسية نشر تلك الصور خلال مؤتمره الصحفي السنوي.
وأوضح رودسكوي أن 4530 ناقلة نفط كانت متواجدة في الأراضي التركية في وقت التقاط الصور، فيما بقيت 7245 ناقلة أخرى في العراق.
كما ذكرت هيئة الأركان الروسية أن مجموعة الطائرات الحربية الروسية في سوريا نفذت أكثر من 5 آلاف طلعة قتالية ضد مواقع الإرهابيين منذ بداية العملية العسكرية الروسية في هذه البلاد.
وقال رودسكوي: «منذ 30 أيلول نفذت مجموعة الطائرات الروسية في سوريا 5240 طلعة قتالية، بما في ذلك 145 طلعة قامت بها قاذفات وحاملات صواريخ من سلاح الجو الاستراتيجي بعيد المدى».
ـ لافروف: مشاركة الأسد لا تخص الأميركيين ـ
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إنشاء جبهة دولية لمكافحة الإرهاب تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة ووفقا للشرعية الدولية بالتوازي مع دعم عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار بيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم مع وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية «إن مسألة مشاركة الرئيس بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة لا تخص الأميركيين على الإطلاق بل تخص السوريين فقط». كما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء تحقيق أممي في الأنباء عن تهريب مواد تستخدم لإنتاج غاز السارين من تركيا إلى سوريا.
كما بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم مع يانغ جيتشي مستشار الدولة الصيني في بكين سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية مواصلة الاتصالات والتنسيق المشترك.
وتناول اللقاء الذي جرى مساء أمس الأزمة في سورية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي يقوم به «داعش» و«جبهة النصرة» وبقية التنظيمات الإرهابية وكيفية مواجهة خطر الإرهاب وانتشاره وحل الأزمة في سوريا.
من جانبه رحب مستشار الدولة الصيني بالوزير المعلم وقال: «إن اتخاذ موقف نصرة الحق والعدل يزيد في مكانة صاحبه في قلوب شعوب العالم» متمنيا «عودة الأمان والاستقرار لسوريا التي يواصل شعبها معركته للدفاع عن وجوده وموقعه الحضاري».
وأكد جيتشي أن الصين تدعم جهود الحل السياسي للأزمة ومواجهة تداعياتها الإنسانية بالارتباط مع مكافحة الإرهاب مضيفا ان بكين ستواصل تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لسوريا ومشددا على أن إرادة الشعب السوري وعزيمته هي الفيصل لأنه وحده له الحق في تقرير مستقبل بلاده.
عن الديار