حالة من التأهب والذعر تسود اوروبا والولايات المتحدة بعد هجمات باريس التي حولت داعش من تنظيم ارهابي في سوريا والعراق الى تنظيم ارهابي دولي ينفذ اعمال اجرامية وحشية دون ان يحسب حسابا لاي دولة ان كانت عظمى او ضعيفة. والحال ان هجمات باريس ادت الى اتخاذ تدابير امنية مشددة في فرنسا وفي دول اوروبية اخرى خصوصا ان هناك تخوفاً من هجوم باسلحة كيمائية من جماعات ارهابية وفق ما قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس.
وحالة الذعر التي تعيشها فرنسا ادت الى تقارب وتنسيق بين روسيا وفرنسا في مواجهة داعش اذ بحث رئيس الاركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي بيار دي فيليه تنسيق الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب في سوريا. كما اشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الى إن هناك «انفتاحا في الموقف الروسي، ونعتقد أنه صادق وعلينا حشد كل قواتنا» ضد التنظيم المتطرف.
وفي مجال مكافحة الارهاب، وافق النواب الفرنسيون امس على تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر حيث ينص مشروع القانون على توسيع نظام الإقامة الجبرية، وحل مجموعات وجمعيات متطرفة قد تهدد الأمن العام وسيعرض على مجلس الشيوخ اليوم لاعتماده بشكل نهائي. كما أكد الادعاء الفرنسي امس مقتل العقل المدبر لهجمات باريس عبدالحميد أباعود، في مداهمات سان دوني شمال العاصمة الفرنسية اذ قال مدعي عام باريس، فرنسوا مولانس، في بيان إنه «تم التعرف رسميا للتو على جثة عبدالحميد أباعود من خلال مقارنة بصماته»، حيث قتل خلال الهجوم الذي شنه 110 من عناصر قوة النخبة في الشرطة على مبنى كان يختبئ فيه مع شركاء له. وقد لقي مقتل اباعود ترحيبا فرنسيا ودوليا بعد وصفه بانه احد العقول المدبرة للعمليات الارهابية. ويذكر ان عبدالحميد أباعود يبلغ من العمر 27 سنة، مغربي الأصل، بلجيكي الجنسية ابن الطبقة المتوسطة المهاجرة الذي عاش في حي مولينبيك الشعبي.
وفي النطاق ذاته، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن وصول حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إلى شرق المتوسط في نهاية الأسبوع سيزيد قدرات الطيران الفرنسي بثلاث مرات حيث سيكون لديه 38 طائرة في المنطقة.ويذكر انه منذ الأحد الماضي ضربت المقاتلات الفرنسية «حوالى 60 قنبلة على مركز حيوي لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة» شمال سوريا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الغارات الفرنسية والروسية أوقعت 33 قتيلا في صفوف الجهاديين خلال ثلاثة أيام.
وفي ايطاليا، وضعت أجهزة الأمن الإيطالية في حالة التأهب التام، بعد تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية من احتمال وقوع عمليات إرهابية في إيطاليا على غرار هجمات باريس.وقد تلقت المخابرات الإيطالية لائحة بأسماء ارهابيين سلمها اياها المكتب الفيدرالي الاميركي وعليه تحاول حاليا تحديد جنسيات خمسة إرهابيين محتملين يمكن أن يخططوا لتنفيذ هجمات في إيطاليا. وقال وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني: «تعمل أجهزتنا الأمنية والاستخباراتية بعد الحصول على معلومات من مكتب التحقيقات الفدرالي... لقد تلقينا الأسماء فقط، ويجب على المخابرات تحديدها». ومن الأماكن التي وقعت في قائمة واشنطن للأهداف المحتملة لإرهابيي تنظيم «داعش» في إيطاليا، كنيسة القديس بطرس في روما وكاتدرائية ميلانو ودار أوبرا لا سكالا ومعالم تاريخية وثقافية أخرى، إضافة إلى أماكن عامة مثل الكنائس والمعابد اليهودية والمطاعم والمسارح والفنادق في روما وميلانو.
وبالتزامن مع إلاجراءات الأمنية لإحباط أي هجمات إرهابية محتملة على أراضيها، أعلنت روما أنها لن ترسل قوات برية إلى سوريا، في خطوة تتضامن مع واشنطن وباريس.
وفي ضوء مكافحة الارهاب ايضا، عرضت الولايات المتحدة جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على إلقاء القبض على جهادي سعودي يدعى طارق الجربة ويعرف بابو محمد الشمالي في تنظيم داعش المكلف بنقل المقاتلين الأجانب من أستراليا وأوروبا إلى سوريا.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد وضعت ابو محمد الشمالي العضو المهم في داعش ضمن برنامجها المعروف باسم «مكافآت من أجل العدالة». ابو محمد لشمالي، عمره 35 عاما وهو يتحدر من السعودية ، وانضم لصفوف القاعدة في بلاد الرافدين «العراق» عام 2005، ليتحول بعدها إلى تنظيم داعش، حيث أصبح قيادياً في لجنة الهجرة واللوجستيات المسؤولة عن «أنشطة التهريب والحوالات المالية ونقل التجهيزات القادمة من أوروبا وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية إلى سوريا والعراق». ووصفته مذكرة البحث عنه الصادرة عن وزارة الخارجية بأنه مسؤول عن «تسهيل سفر المقاتلين الأجانب بشكل رئيسي عبر غازي عنتاب في تركيا، ومن ثم إلى مدينة جرابلس السورية التي يسيطر عليها داعش».
الى جانب ذلك,حددت منظمة الإنتربول هوية 5800 متطرف أجنبي من أصل حوالى 25 ألفاً انضموا إلى المجموعات المتطرفة في دول مثل سوريا والعراق.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، صرح بأن الهيئات الأمنية والوزارات الروسية تفعل كل شيء من أجل تحديد والقبض على المسؤولين عن العمل الإرهابي على متن الطائرة «إيرباص-321».
ـ داعش يتبنى هجوما على قس إيطالي ـ
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن إطلاق النار على مبشر إيطالي وجرحه في بنغلاديش.
وكان الضحية ويدعى بيرو بارولاري، قسا وطبيبا يعمل في بعثة كاثوليكية في مدينة ديناجبور، أصيب عن قرب برصاص ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية الأربعاء.
ونشر فرع بنغلاديش من جماعة تنظيم «داعش» خبر استهداف المبشر الايطالي بمسدس كاتم للصوت على أحد المواقع القريبة منه على موقع «تويتر»
ويأتي هذا الهجوم على القس الإيطالي بعد مقتل إيطالي آخر يعمل موظفا في شؤون الإغاثة في بنغلاديش في أواخر ايلول، وشخص ياباني في الشهر الماضي، وهي عمليات ادعى التنظيم أيضا المسؤولية عنها.
ـ الموقف السياسي للدول من الحرب في سوريا ـ
في الشق السياسي، اعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما: إنه لا يمكن إنهاء الحرب الأهلية في سوريا والأسد في السلطة مضيفا «لن نتمكن من القضاء على داعش في سوريا إلى حين التوصل لتسوية سياسية بشأن الأسد». ورأى «أنه عند مرحلة ما سيتعين على روسيا وإيران أن تقررا إن كان عليهما أن تستمرا في دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية». وبالتزامن مع تصريح اوباما، اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر انه لا يستبعد ارسال مزيد من القوات البرية الاميركية الى سوريا رغم اعلان واشنطن عدم وجود خطط لشن عملية برية ضد تنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي السورية.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن هجمات باريس ساعدت الغرب على إدراك أن الأولوية في سوريا تتمثل في محاربة تنظيم داعش وليس الإطاحة بالرئيس بشار الأسد مشددا على موقف بلاده الذي يرى أنه ما من سبيل لحل الأزمة السورية سلميا دون الأسد الذي قال إنه يعكس مصالح شريحة كبيرة من المجتمع السوري.
وفي هذا المجال، اكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا سعي موسكو لتكثيف الجهود لتحقيق اتفاقات فيينا بشان حل الازمة السورية.
والجدير بالذكر، سيزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو الاربعاء المقبل يرافقه وفد من كبار المسؤولين وستتضمن الزيارة سلسلة من اللقاءات للبحث مع الجانب الروسي سير العملية السياسية في إطار التسوية بحسب ما قال السفير السوري لدى روسيا رياض حداد.
ـ دي ميستورا: وفد موحد وشامل للمعارضة السورية ـ
قال المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميتسورا امس، ان تشكيل وفد موحد وشامل للمعارضة السورية امر مهم.
وذكر ستيفان دي ميستورا انه يوجد احتمال للتوصل الى وقف اطلاق النار في سوريا.
واشار مبعوث الامم المتحدة الى ان هناك اشارات الى وجود مصلحة لدول شاركت في مباحثات فيينا بوقف اطلاق النار في سوريا.
عن الديار