لافروف : واشنطن رفضت إدانة قصف السفارة في دمشق واستقبال وفد روسي و
سجلت الطائرات الحربية الروسية رقما قياسيا في ضرباتها الجوية في سوريا التي دخلت أسبوعها الثالث إذ شنت 88 طلعة قتالية هاجمت خلالها 86 موقعا لـ «داعش» في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة ودير الزور، حسبما كشف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف.
وأوضح كوناشينكوف أن «طائرات روسية من نوع «سو-24ام» وجهت ضربات دقيقة ودمرت في محيط مدينة حلب ورشات لصناعة سيارات مفخخة، مشيرا إلى أن إرهابيين خططوا لاستعمال هذه السيارات في تنفيذ هجمات إرهابية في مختلف المدن والبلدات السورية ولمهاجمة الجيش السوري».
كما دمرت المقاتلة الروسية من نوع «سو-25 أس أم» مخزني أسلحة ووقود لمسلحي «داعش» في محيط حريتان.
وأكد اللواء كوناشينكوف أن الطيران الحربي الروسي وجه ضربات إلى ورشات يجري فيها إصلاح المصفحات وتجهيز سيارات رباعية الدفع برشاشات ومدافع هاون ومنظومات صواريخ مضادة للطائرات على بعد 13 كيلومترا من حلب.
كما دمرت «مقاتلة من نوع «سو - 34» في المنطقة ذاتها قاعدة لـ «داعش» استخدمت للتدريب في مجال التفجيرات».
وفي محافظة إدلب، قصفت مقاتلات من نوع «سو- 25 أس أم»، مركزا لتدريب الإرهابيين في منطقة جبلية ما أدى إلى انفجار الذخائر وتدمير المركز.
وفي محافظتي حماة واللاذقية استهدفت طائرات «سو-24» مخازن ذخائر تابعة للإرهابيين بالإضافة إلى مركز قيادة لمجموعة كبيرة من مسلحي «داعش» في محيط دير الزور.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن جميع المقاتلات الروسية عادت إلى مطار «حميميم» بعد تنفيذ مهامها القتالية.
ـ استمرار تقدم الجيش السوري ـ
عسكريا، ترددت أنباء عن هجوم مرتقب تعد له القوات الحكومية في حلب شمال سوريا.
كما أفادت مصادر سورية أن القوات الحكومية تقدمت في منطقة التمانعة جنوب إدلب وعلى التلال المحيطة بها، وشرق حماه على محور بلدة السعن بهدف حماية طريق خناصر في وقت ثبتت فيه القوات الحكومية نقاط تمركز لها في بلدات أم حارتين وعطشان وسكيك وتل سكيك التي لا تبعد سوى كيلومترين عن مدينة خان شيخون الاستراتيجية جنوب ادلب.
وأضافت المصادر أن القوات الحكومية سيطرت على بلدتي المنصورة ولحايا، في حين أغار الطيران الروسي على معسكر لمسلحي المعارضة في المسطومة مما أوقع عشرات القتلى من مسلحي المعارضة.
واستمرت المعارك في محيط بلدة سلمى معقل مقاتلي المعارضة في الريف الشمالي للاذقية، بينما يثبت الجيش السوري نقاطا له في تلال جب الأحمر.
كما وشنت القوات الحكومية هجوما معاكسا على بلدة دورين وسيطرت عليها بعد معارك مع مقاتلي المعارضة.
بدوره، قال بيان عسكري إن القوات الحكومية سيطرت على بلدة فافين في الريف الشمالي وتتقدم باتجاه مدرسة المشاة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».
ـ دعم إيراني ـ
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، دعم بلاده للتعاون الرباعي بين بلاده وسوريا والعراق وروسيا، معتبرا أنه يشكل «خطوة إيجابية وناجحة».
وقال بروجردي في تصريحات لدى بدء زيارة لدمشق، تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، إن هناك «آثارا إيجابية لهذا التعاون في مكافحة الإرهاب بالمنطقة».
وأضاف أن «التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب فشل، وقد فُتح ميدان جديد له تأثير إيجابي داخل سوريا وانعكاس عالمي».
وأشار بروجردي إلى أنه سيجري خلال زيارته مباحثات مع كبار المسؤولين تتناول جميع الأبعاد وتعميق التعاون المشترك في جميع المجالات، خاصة مكافحة الإرهاب.
في موازاة ذلك، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن آلاف الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا للمشاركة في هجوم بري لدعم الجيش العربي السوري.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين قولهم إن قوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله تستعد لهجوم بري على المعارضة في حلب، بدعم من طائرات الاحتلال الروسي.
وسيشمل الهجوم إلى جانب حلب، جبهات حماة أيضاً، وذلك بعد إعلان جيش الفتح بدء معركة تحرير حماة.
ونشرت شبكات إخبارية موالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر الجنرال الإيراني قاسم سليماني مجتمعاً بعدد من عناصره في جبال اللاذقية.
ـ استغراب روسي ـ
على صعيد آخر، أعرب الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف عن استغرابه بشأن موقف القوات الجوية الأميركية حول حادث تقارب بين طائرتين روسية وأميركية في أجواء سوريا مذكّرا بأن الطيران الحربي الروسي يعمل في سوريا على أساس شرعي تماما بطلب من السلطات السورية الرسمية، مضيفا أن كل تحليقات الطائرات الروسية تجري بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية.
وقال كوناشينكوف إن المقاتلة الروسية اقتربت من تلك الطائرة من أجل إثبات هويتها وليس لتخويف أحد، ثم عادت إلى المجموعة القتالية لمواصلة تنفيذ مهمتها.
وأكد أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه بحيث أن الطيارين الروس في سوريا كثيرا ما يرصدون تحليقات طائرات أميركية وطائرات دون طيار، بما فيها طائرات قتالية.
بدوره، توقع وزير الخارجية الروسي أن يدخل الاتفاق الروسي-الأميركي حول منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها بأجواء سوريا، حيز التطبيق خلال الأيام القليلة المقبلة معلنا استعداد موسكو لتعميق التعاون حول سوريا مع الأميركيين: «إننا مستعدون للجلوس معهم وبأيدينا خرائط لكي نتفق: أين مواقع الإرهابيين برأيهم، وأين مواقع الإرهابيين برأينا. وإنني واثق من إننا، إذا عملنا معا بصورة نزيهة، سنتوصل إلى تقييمات متطابقة».
واعتبر أن التعاون الروسي-الأميركي يجب أن يبدأ بالكشف عن جميع الخرائط والأوراق، مشددا: «إنني لا أرى أي أسباب تمنعنا من الجلوس والحديث حول هذا الموضوع». وأضاف لافروف أنه لا يريد أن يصدق أن الغرب ينطلق من منطق إشعال حرب استنزاف طويلة بين «الدولة الإسلامية» وقوات الأسد.
كما كشف أنه سبق للولايات المتحدة أن رفضت استقبال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف وبمشاركة خبراء عسكريين واستخباراتيين ودبلوماسيين، كما أنها رفضت اقتراحا روسيا آخر بشأن إرسال وفد أميركي إلى موسكو لتنسيق حزمة من الخطوات المشتركة بشأن سوريا.
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لرفض الولايات المتحدة السماح لمجلس الأمن بإصدار بيان يدين القصف بالهاون الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق الثلاثاء.
وكشف أن البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة وزعت على أعضاء المجلس نص بيان يتطابق مع النموذج المعتاد الذي يعتمده المجلس لدى إدانة الأعمال الإرهابية، سواء كانت في أوروبا أو إفريقيا أو مناطق أخرى من العالم مضيفا: «للأسف رفض شركاؤنا الأميركيون الذين يتساءلون عما إذا كنا نحارب الإرهاب فعلا، قبول وصف هذا الاعتداء بأنه عمل إرهابي».
وأوضح أن الجانب الأميركي طرح الاكتفاء بالإشارة إلى تعرض السفارة الروسية للقصف، والتذكير بأن الدولة التي تستضيف البعثات الدبلوماسية تتحمل مسؤولية أمنها.
وأردف قائلا: «للأسف الشديد لم تقف أميركا هذه المرة، إلى جانب أولئك الذين يحاربون الإرهابين ويدينون الأعمال الإرهابية».
ـ حملة تحريض ضد روسيا ـ
في السياق نفسه، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد تعني قبول منطق الإرهابيين، مؤكدة أن قصف السفارة الروسية جاء نتيجة لـ «حملة التحريض» ضد عملية الطيران الحربي الروسي على الإرهاب الدولي.
عن صحيفة الديار