قصف اسرائيلي للقنيطرة وقذائف على سفارة روسيا وميستورا: لتفاهم اميركي ــ روسي
واصل الجيش العربي السوري ومجاهدو حزب الله والحرس الثوري الايراني عملياتهم العسكرية في ارياف حماه وادلب وحمص واللاذقية مدعومين بغطاء جوي روسي واحرزوا مزيداً من التقدم الميداني ووصلوا الى مشارف بلدة «سلمي» في ريف اللاذقية والتي تعد من اكبر معاقل الارهابيين في المنطقة، واذا تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدة «سلمى» يكون قد وصل الى الحدود التركية من جهة محافظة اللاذقية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية نفذت 88 طلعة قتالية وقصفت 86 موقعا لتنظيم «الدولة الإسلامية» خلال 24 ساعة في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: «نفذت الطائرات سوخوي- 34» و«سوخوي-24» و«سوخوي-25» خلال 24 ساعة 88 طلعة قتالية وضربت 86 موقعا للبنية التحية التابعة للإرهابيين في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب». وأوضح كوناشينكوف ان القاذفات الروسية «سوخوي - 24 م» وجهت ضربة دقيقة في منطقة «عندان» في محافظة حلب الى مركز قيادة ميداني لإرهابيي تنظيم الدولة الاسلامية كان ينسق عمل التنظيمات الإرهابية في المحافظة، وكان ملحقا به مخزن للذخائر، مضيفا بان مركز القيادة الميداني تم تدميره بواسطة قنبلة «كاب-500» الموجهة، إضافة الى مخزن الذخائر و4 آليات. وأفاد المسؤول العسكري الروسي بأن طائرة قاذفة روسية من طراز «سوخوي - 34» دمرت بشكل تام مخبأ به مخزن ذخائر في منطقة اللطامنة في محافظة حماة، كما تم تدمير مركز قيادة ميداني للعصابات المسلحة في ضاحية الباب في محافظة حلب، وودمرت مقاتلة هجومية من طراز «سوخوي -25» عدة شاحنات وعربات تحمل وقودا وذخائر في محافظة حلب. وأشار كوناشينكوف إلى أن الضربات الجوية استهدفت مراكز قيادة ميدانية ومخازن ذخائر وأسلحة وتجمعات لآليات عسكرية ومعامل لتصنيع المواد المتفجرة ومعسكرات ميدانية وقواعد للمسلحين. في المقابل، أدانت موسكو القصف الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق صباح امس واعتبرته عملا إرهابيا، فيما قصف الجيش الإسرائيلي القنيطرة ردا على سقوط صواريخ في الجولان المحتل. وكانت السفارة الروسية لدى دمشق قد أكدت تعرض مقرها الواقع في منطقة المزرعة صباح امس لقصف بقذائف الهاون أثناء مرور مسيرة أمامها تأييدا للعملية الروسية في سوريا. بدوره أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في تحديد هوية المسؤولين عن قصف السفارة الروسية في دمشق وملاحقتهم، وفي اتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع حد لمثل هذه الهجمات. وتابع: «من الواضح أنه عمل إرهابي يرمي إلى تهميش أنصار مكافحة الإرهاب ومنعهم من التغلب على المتطرفين». ـ إسرائيل تضرب القنيطرة ـ كما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح امس أن مدفعيته أطلقت النار على الأراضي السورية ردا على سقوط صواريخ عدة في الجولان المحتل. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له أن ضرباته استهدفت موقعين للجيش السوري في الجزء السوري من هضبة الجولان. وشدد في بيانه على أنه «يحمل الجيش السوري مسؤولية الأحداث الجارية في الأراضي السورية، ولن يتسامح مع أية محاولة لاستهداف سيادة دولة إسرائيل أو أمن مواطنيها». وحسب مصادر إعلامية، فقد استهدف القصف الإسرائيلي منطقة واقعة بين بلدتي مسحرة وممتنة بريف القنيطرة. وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط صواريخ أطلقت من سوريا، في الجزء المحتل من هضبة الجولان، من دون وقوع أضرار أو إصابات. وكان ريف القنيطرة قد شهد الاثنين معارك عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين، بمن فيهم مقاتلو «جبهة النصرة»، وذلك بعد سيطرة الجيش على تل القبع الاستراتيجي في ريف القنيطرة في عملية عسكرية مفاجئة. في المقابل، حض أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا التابعة للقاعدة أنصاره على تصعيد الهجمات على معاقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، رداً على ما قال إنه قتل الروس الذين وصفهم بالغزاة للسنة من دون تمييز. ـ «قوات سوريا الديموقراطية» ـ الى ذلك جاء إعلان وحدات حماية الشعب الكردية ومجموعة من الفصائل المسلحة العربية تشكيل جبهة عسكرية موحدة في شمالي سوريا، تطورا مهما ليس على صعيد العلاقة بين المكونين الكردي والعربي. يضم التشكيل العسكري الجديد الذي أطلق عليه اسم «قوات سوريا الديمقراطية» (التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة» والمجلس العسكري السرياني المسيحي ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة). المواقف والتحركات السياسية كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تسعى للعب دور الزعامة في سوريا، بل يكمن هدفها في المساهمة في مكافحة الإرهاب. كما شدد على أهمية التعاون حول الملف السوري مع دول المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والإمارات والعراق، فيما يخص تسوية الأزمة السورية. وأضاف أنه يقترح على الأميركيين والأوروبيين عقد لقاء خاصة لسوريا في موسكو على مستوى عسكري وسياسي رفيع، لكنه لم يتلق حتى الآن ردا على اقتراحه هذا أيضا. وأردف قائلا: «لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سوريا، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب «الجيش السوري الحر». كما أنهم أعلنوا مؤخرا عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم «الجيش الحر». لكن أين هذا الجيش الحر؟». وتساءل الرئيس: «أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجددا في أيدي إرهابيي «داعش» كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إنه «يجب أن يتحقق تفاهم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في المقام الأول، من أجل حل الأزمة السورية، ولكن من أجل تحقيق حلٍ مجدٍ يجب أن تكون إيران والسعودية وتركيا طرفًا». وفي تصريحاته للصحفيين بمكتب الأمم المتحدة بجنيف، أشار دي ميستورا إلى أنَّ «التدخل العسكري الروسي في سوريا أكسب الأزمة بعدًا جديدًا.
عن صحيفة الديار