سهل الغاب الفاصل بين السلسة الشرقية لريف ادلب والسلسة الغربية لريف حماه هو سهل استراتيجي يقرر معركة طريق حلب اللاذقية وهو الفاصل بين المناطق العلوية والمناطق السنية، وهو الذي يكشف الساحل السوري وبذات الوقت يكشف ادلب ومعرة النعمان والحدود مع تركيا.
وقد اجتاح التكفيريون والارهابيون هذا السهل قبل شهر بدعم سعودي تركي قطري، وافقت عليه اميركا، وقاموا بطرد الجيش السوري منه واجبراه على الرجوع الى جبهة جورين المطلة على المناطق العلوية والساحل السوري، لكن يوم امس واليوم انقلبت الموازين فها هو الجيش السوري مع الاف المقاتلين من حزب الله والمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني يسترجعون سهل الغاب ويدمرون القوى التكفيرية في ريف ادلب ثم يقومون بتطويق اريحا وجسر الشغور ومدينة ادلب الاستراتيجية. حشد الجيش السوري لهذه المعركة حوالى 20 الف جندي وهو مصمم على استرجاع سهل الغاب وادلب وجسر الشغور حتى الحدود التركية فلماذا انقلبت الموازين؟
الجواب هو ان قوة جبارة بحجم روسيا دخلت الى جانب سوريا في القتال ووضعت اهم طائراتها الحربية بتصرف الجيش السوري البري، وهكذا استطاع الجيش السوري مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني استعادة المبادرة والسيطرة على اهم منطقة استراتيجية في سوريا هي ادلب وجسر الشغور حيث طريق حلب اللاذقية وحيث جبل الزاوية وحيث الحدود التركية ممر الإرهابيين الأجانب الى سوريا، الجيش السوري اليوم يربح لكن في اية لحظة يتوقف فيه الدعم الجوي الروسي يصبح فيه الجيش السوري ضعيفا لان القوى التكفيرية جلبت 80 الف مقاتل اجنبي الى ساحة المعركة ولذلك لولا التدخل الجوي الروسي لما استطاع الجيش السوري مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني استرجاع سهل الغاب.
تركيا حشدت قواتها في الماضي على أساس انشاء مناطق عازلة لكن روسيا قطعت عليها الطريق، ولأول مرة دولة صغيرة مثل سوريا تتحالف مع قوى جبارة مثل روسيا تهزم الحلف الأطلسي مع تركيا والسعودية وقطر، ولذلك الحل الان بات في يد روسيا والحل السياسي في سوريا بات في يد روسيا، والرئيس بشار الأسد اجتاز الخطر ولم يعد مطروحا سقوطه ولم يعد مطروحا ما تقوله واشنطن وباريس ولندن عن انه لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا بل على العكس اصبح بشار الأسد الأقوى ميدانيا وعسكريا بالدعم الجوي الروسي، وبات الجيش السوري لاول مرة في التاريخ يستطيع حشد قواته على الحدود التركية السورية لان روسيا اذا قام الجيش التركي بالهجوم على سوريا فانه سيضرب صواريخ كروز الباليستية على إسطنبول وهذا ما يرعب تركيا من روسيا وعلى كل حال سيطر الجيش السوري مع حلفائه على سهل الغاب والذي قلب الموازين هو قيصر روسيا الرئيس فلاديمير بوتين ذلك ان في وجهه الرئيس الأميركي أوباما الذي لا يريد مواجهة روسيا وامامه فرنسا وبريطانيا وأوروبا التي لا تريد المغامرة بحرب مع روسيا ولذلك انتصر بشار الأسد بتحالفه مع بوتين لكن المسألة هي صناعة الحل السياسي فاذا نجح بوتين بصناعته فانه ربح الشرق الأوسط واذا فشل في الحل السياسي فانه يكون قد غرق في بحر أفغانستان مجددا كما خسر الاتحاد السوفياتي معركة أفغانستان.
ـ الوضع الميداني ـ
اما على الصعيد الميداني، فان روسيا تواصل عملياتها الجوية ضد عناصر تنظيمي «الدولة الإسلامية»، و«جبهة النصرة» في سوريا بعد أن أطلقتها في الـ30 من أيلول الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية على لسان الناطق الرسمي باسمها اللواء إيغور كوناشينكوف أن الطائرات الحربية التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية شنت في غضون الساعات الـ24 الماضية 64 غارة وتمكنت من تدمير 29 معسكرا تدريبيا تعود لإرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف: «لقد عكفت طائراتنا في المرحلة الأولى من العملية على استهداف نقاط الإمداد الفني والمادي الرئيسية ذات الأهمية بالنسبة إلى «داعش» مما أدى إلى إضعاف قدرات العصابات المسلحة والحد من سرعة تحركها وقدراتها الهجومية».
وفي إطار الإجراءات التي تتخذها روسيا لتفادي أي حوادث عرضية أو صدامات في الأجواء السورية بين مقاتلاتها وطائرات التحالف الأميركي العربي، لفت كوناشينكوف النظر إلى أن وزارة الدفاع أعدت مشروع اتفاق يتم توقيعه على مستوى وزارات الدفاع يحدد التدابير اللازمة لمنع وقوع صدامات محتملة بين الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن في الأجواء السورية».
ـ غارة أميركية قطعت الكهرباء في ريف حلب ـ
أدى قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بدلا من إصابة مواقع تنظيم «داعش» إلى تدمير محطة كهرباء في ريف حلب، ما أدى إلى قطع التيار عن منطقة بحالها.
وقال ممثل للأركان العامة في سوريا: «يمكن الحكم على دقة استخدام الطيران الأمكي بالضربة الليلية الأخيرة، على الأقل، في منطقة بلدة ريان التي تبعد 20 كلم إلى الشرق من حلب.
عن صحيفة الديار