قد يسال سائل لماذا نقد الدين الاسلامي اليوم دون سواه ؟ الجواب بمنتهى البساطه لان المسلمين هم الوحيدين الذين لا يتقبلون نقد الدين في هذا العصر، لذلك معظم الكتاب يقومون بنقد الاسلام دون سواه ،كذلك نقد الكتاب المقدس سبقونا فيه المفكريين الغربيين بقرون حتى اصبحنا نرى في مجتمعاتهم نقد الدين او اي معتقد او مفهوم هو شيء طبيعي وهو اعلى درجات الوعي ، وكذلك فان النقد لهو افضل طريقه للاصلاح ، حتى اولائك الذين يعيشون في مجتمعاتنا كاقليات لا يشكلون خطرا على الثقافه العامه ، وبالتالي اي اصلاح ديني سوف ينعكس عليهم ايجابا ، من هنانقد الدين هو احسن وسيله لاصلاح المجتمع ، فاي معتقد لا يصلح ولا يصمد امام النقد حتما سوف لن يصمد .
ان النقد اهم وسيله لتمحيص الافكار وغربلتها وتطويرها واكتشاف زيفها ، وكسف سلبياتها ، امام المجتمع .
ومن هنا ليس للنقد اي حدود ، ولا يجب ان يقف عند اي منعطف ، فامتلاك الحقيقه والحقيقه المطلقه ، ليس لها مكان ما لم تصمد عند النقد ،
من هنا لا داعي لتخوف المسلمين من نقد الدين ، فاما ان يصمد ويسود او يتنحى جانبا كاى فكره او مفهوم ثبت فشله ، ويكون بذلك مدعاه لاعادة قرائته قرائه جديده اكثر تسامحا وحداثه وتصديره كفكر جديد خال من اي شوائب غير انسانيه كما يفعل بعض الكتاب مثل نصر حامد ابو زيد ، واحمد منصور ، ومحمد الشحرور، وخالد منتصر ، وجمال البنا وهم جميعا مفكرين مسلمين ، ساهمو بكتاباتهم بتنوير المجتمعات .
وهناك بعض الامثله التي تجعل الامور لا تستقيم الا بنقد الاسلام منها ;
١- الولاء لابناء الدين والمذهب والبراءة من ابناء الوطن المخالفين في الدين والعقيده
كلمة وطن لا توجد في اللغه التى نزل بها القران ، وقد اعطى القران تشريعا في المواطنه لا على اساس تكافؤ كمواطنين متساوويين ،كوطن واحد ومصير واحد ،بل على اساس مواطنين يجب ان يدفعوا الجزيه عن يد وهم صاغرون ، وبذلك تدمير وتفكيك المجتمع
٢- قضية الحدود اللامنطقيه ونبذ حق الفرد
كم من المسلمين يجتمعون على قتل الزاني او الزانيه او رجمهمى، وقتل ا
المرتد لاعتقادهم وايمانهم ان نبيهم امرهم بذلك ، وان رجال الدين امروهم بذلك ،لو سالنا كم منهم يود ذلك او يحب ذلك وخصوصا الشباب ، باعتقادي لا احد، ولكن لا يتاجرؤون على تغيير افكارهم لان اهاليهم ورجال دينهم فرضوها عليهم فرضا وسرا ، ثم ألا يحتاجون إلى المساعدة للخروج من تلك الهمجية التي سادت مرحلة سابقة من التأريخ؟ أليس من حق هؤلاء الشباب أن يكونوا أبناء زمانهم وأن يعيشوا تحت ظل قوانين رحيمة تسعى إلى معاقبة المسيء لغيره فقط وبأساليب تهدف إلى الإصلاح لا الانتقام ولا التدخل في حياة الإنسان وعلاقاته الشخصية!
حقيقة لا أرى أنه من الممكن أن يصلح حال هؤلاء الشباب دون أن يسمعوا الرأي الآخر الناقد للدين صراحة!
3- جمود الفكر ومنع كهنوت الاسلام من الاصلاح
ما يحصل اليوم من مزاعم الاعجاز العلمي يجعل كثيرا من شبابنا لا يدري ما هو العلم وما هو الدين ولا يفرّق بين الحقيقة و الإيمان ولا يعرف تغيّر معنى المصطلح عبر العصور ولا يدرك أن النظرية العلمية تثبت وتقوى كلما ازدادت أدلتها وصدق تنبؤاتها وليس كلما اقتربت أو ابتعدت عن القرآن والسنة.
وحين يود أحد تغيير هذا الوضع يجد محاربة من الاسلاميين أعداء الفكر، ولا تقتصر هذه المحاربة على اللادينيين بل تمتد إلى المفكرين والمثقفين المسلمين مما يعيق الإصلاح من داخل الدين أيضا، فبالإضافة إلى القواعد الفقهية التي يفرضها الفقهاء وتقريرهم للأدلة الشرعية حسب رأيهم وإيجاب الأخذ بالسنة، فإنهم يفرضون آرائهم على المفكرين بواسطة ما يدعى "الاجماع" الذي يمكن اعتباره كهنوت الاسلام التقليدي فهو في الواقع يمنع مخالفة اتفاق جماعة منهم في أي عصر من العصور بعد وفاة نبي الاسلام إذا اجتمعوا على حكم شرعي كما يرى جمهورهم مستدلين بقراءات متعسفة لبعض النصوص القرآنية مثل "ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم" أو قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" أو بخبر ظني الثبوت نصه "لا تجتمع أمتي على خطأ" وفي رواية "على معصية" رغم أن دلالة الحديث لا تعني أن الحكم الذي يجمع عليه الفقهاء وحدهم هو الصحيح بل إن الحكم الذي يُتـَّفق عليه ليس خطأ لا أن كل ما سواه خطأ كما إن الاجتماع لا يخص فقهاء الدين وحدهم حسب نصوص القرآن والحديث بل بـ "المؤمنين" أو "الامّة" عامة لكنهم خصّصوا ذلك الحق لأنفسهم تشريفا لها وامتهانا للعوام من الناس وضمانا لانقيادهم للفقهاء رغم زعمهم عدم وجود رجال دين في الإسلام!.
أما قول القرآن "وما أرسلنا مِن قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فقد عنى سؤال أهل مكة لأهل الكتاب عن الأنبياء السابقين ليخبروهم أكانوا رجالا أم ملائكة وهو سؤال عن أمر محسوس لا سبيل لهم إليه دونه وليس أمرأ معقولا أو اجتهاديا كما استخدمه الفقهاء بدعوى أن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" وهي قاعدة اخترعوها ليطبقوا النصوص الدينية المتناهية القديمة على قدر أكبر من الوقائع الجديدة عوضا عن الإعتراف بعدم وجود نص ديني يصلح للحكم في تلك الوقائع الكثيرة المستجدة في الحياة حيث لا يعترفون بذلك عادة إلا أن يحكموا باختراع آخر لهم هو القياس الفقهي.