سحب جديدة تتجمع فى سماء الشرق الأوسط، فمن وفاة الملك عبد الله، إلى إعلان دول مجلس التعاون الخليحى المفاجئ والمؤيد لقطر ضد مصر، إلى الموقف الأمريكى المتعنت ضدها فى حربها على الإرهاب ودفاعها المشروع عن النفس، من قطع المعونات العسكرية، وخفض الإقتصادية، والضغط على أوربا ومجلس الأمن للتخلى عن فكرة تكوين تحالف دولى ضد الإرهاب فى ليبيا، إلى الحدث الأخطر والأكثر أهمية وهو نجاح إيران أخيراً فى السيطرة النسبية على اليمن، ومحاصرة السعودية من كل الإتجاهات تقريبا، إلى زيارة السيسى المرتقبة إلى السعودية، والمتزامنة تقريبا مع زيارة أردوغان.
سحب جديدة تحمل معها رياح جديدة سوف تهب على المنطقة قريباً، حاملة معها بعث جديد، أو محاولة جديدة لتنظيم الخطة الأمريكية الخفية فى إحياء الإمبراطورية العثمانية السنية، وتجييشها ضد إيران الشيعية، وروسيا القيصرية، الأعداء التاريخيين للإمبراطورية العثمانبة السابقة، وكذلك ضد تنظيم القاعدة وداعش، إذا لم يمكن ضمهما إلى المشروع العثمانى!!!
تم تجريب المشروع العثمانى – ولو بشكل مصغر- أثناء الحرب الأفغانية الروسية 1979-1989م، وذلك من خلال دعم جماعات الجهاد السنية، وتدريبها لمشاركة الأفغان فى حربهم ضد روسيا، وقد أثبت المشروع نجاحا نسبياً وطُرح جانباً مؤقتاً، ولكن وبعد فشل التجربة الأمريكية فى غزو العراق وإحتلاله بشكل مباشر، للسيطرة على منابع النفط من جهة، وإتخاذه قاعدة ضد إيران وروسيا من جهة أخرى، عادت فكرة إحياء الإمبراطورية العثمانية، وإستخدامها ضد إيران وروسيا بقوة إلى أذهان صناع السياسة الأمريكية، حتى وضعت موضع التنفيذ مرة أخرى فى عهد إدارة أوباما الحالية، ولكن مع فارق بسيط وهام، وهو إعتبار جماعة الإخوان المسلمين جزءً أساسياً من الحلف العثمانى الجديد، على إعتبار أنها الفصيل الإسلامى الأكثر إنتشاراً فى العالم السنى، والأكثر إعتدالاً فى نفس الوقت، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، وهذا هو ما خلق الخلاف الكبير بين إدارة أوباما وبين السعودية فى عهد الملك عبد الله وحلفائها الخليجيين ومصر، واللذين رأوا فى الإخوان خطراً لا يقل عن الخطر الإيرانى بل قد يفوقه خطراً، ولكن ومع وفاة الملك عبد الله وسيطرة إيران على اليمن أصبحت هذه الرؤية قابلة لإعادة النظر، على الأقل فيما يخص السعودية وملكها الجديد، سلمان، وحلفائه الخليجيين، بما فيهم قطر التى أصبح الطريق ممهداً أمامها لتعود إلى البيت الخليجى مرة أخرى، بعد تخليه المحتمل عن فكرة تأييد مصر المطلق فى حربها ضد الإخوان!!! الخلافة
وبناء على ذلك السياق، يمكن التكهن بأن الهدف الأساسى من زيارة السيسى المرتقبة إلى السعودية فى الأسبوع القادم، هو مناقشة موضوع الصلح مع الإخوان، وإعادتهم إلى المشهد السياسى بشكل أو بآخر، كما يمكن التكهن بأن الخيارات المطروحة أمامه لن تخرج عن الخيارات الثلاثة الآتية:
1-رفض الانضمام إلى الحلف العثمانى الجديد، على أساس أن الخطر الأكبر الذى يهدد مصر هو الخطر الإخوانى وما تفرع عنه من تنظيمات إرهابية، والإصرار على التفرغ لمحاربته والإكتفاء بالإعتمادً على القوتين الكبريتين اللتان مازلت تمده بالسلاح، روسيا وفرنسا، وهو إختيار يبدو أقرب إلى الخيال، وذلسحب جديدة تحمل معها رياح جديدة سوف تهب على المنطقة قريباً، حاملة معها بعث جديد، أو محاولة جديدة لتنظيم الخطة الأمريكية الخفية فى إحياء الإمبراطورية العثمانية السنية، وتجييشها ضد إيران الشيعية، وروسيا القيصرية، الأعداء التاريخيين للإمبراطورية العثمانبة السابقة، وكذلك ضد تنظيم القاعدة وداعش، إذا لم يمكن ضمهما إلى المشروع العثمانى!!!
تم تجريب المشروع العثمانى – ولو بشكل مصغر- أثناء الحرب الأفغانية الروسية 1979-1989م، وذلك من خلال دعم جماعات الجهاد السنية، وتدريبها لمشاركة الأفغان فى حربهم ضد روسيا، وقد أثبت المشروع نجاحا نسبياً وطُرح جانباً مؤقتاً، ولكن وبعد فشل التجربة الأمريكية فى غزو العراق وإحتلاله بشكل مباشر، للسيطرة على منابع النفط من جهة، وإتخاذه قاعدة ضد إيران وروسيا من جهة أخرى، عادت فكرة إحياء الإمبراطورية العثمانية، وإستخدامها ضد إيران وروسيا بقوة إلى أذهان صناع السياسة الأمريكية، حتى وضعت موضع التنفيذ مرة أخرى فى عهد إدارة أوباما الحالية، ولكن مع فارق بسيط وهام، وهو إعتبار جماعة الإخوان المسلمين جزءً أساسياً من الحلف العثمانى الجديد، على إعتبار أنها الفصيل الإسلامى الأكثر إنتشاراً فى العالم السنى، والأكثر إعتدالاً فى نفس الوقت، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، وهذا هو ما خلق الخلاف الكبير بين إدارة أوباما وبين السعودية فى عهد الملك عبد الله وحلفائها الخليجيين ومصر، واللذين رأوا فى الإخوان خطراً لا يقل عن الخطر الإيرانى بل قد يفوقه خطراً، ولكن ومع وفاة الملك عبد الله وسيطرة إيران على اليمن أصبحت هذه الرؤية قابلة لإعادة النظر، على الأقل فيما يخص السعودية وملكها الجديد، سلمان، وحلفائه الخليجيين، بما فيهم قطر التى أصبح الطريق ممهداً أمامها لتعود إلى البيت الخليجى مرة أخرى، بعد تخليه المحتمل عن فكرة تأييد مصر المطلق فى حربها ضد الإخوان!!! الخلافة
وبناء على ذلك السياق، يمكن التكهن بأن الهدف الأساسى من زيارة السيسى المرتقبة إلى السعودية فى الأسبوع القادم، هو مناقشة موضوع الصلح مع الإخوان، وإعادتهم إلى المشهد السياسى بشكل أو بآخر، كما يمكن التكهن بأن الخيارات المطروحة أمامه لن تخرج عن الخيارات الثلاثة الآتية:
1-رفض الانضمام إلى الحلف العثمانى الجديد، على أساس أن الخطر الأكبر الذى يهدد مصر هو الخطر الإخوانى وما تفرع عنه من تنظيمات إرهابية، والإصرار على التفرغ لمحاربته والإكتفاء بالإعتمادً على القوتين الكبريتين اللتان مازلت تمده بالسلاح، روسيا وفرنسا، وهو إختيار يبدو أقرب إلى الخيال، وذلك فى ظل الإعتماد الإقتصادى الكامل لمصر على السعودية وحلفائها الخليجيين.
2-الموافقة على الإنضمام إلى الحلف العثمانى الجديد، دون الرضوخ للضغط السعودى الخليجى المحتمل بإعادة الإخوان إلى المشهد السياسى، وهو الإحتمال الأقرب إلى المنطق، والتجاوب مع واقع مصر السياسى والإقتصادى.
3- الموافقة على الإنضمام إلى الحلف العثمانى الجديد، مع الرضوخ للضغط السعودى الخليجى المحتمل بإعادة الإخوان إلى المشهد السياسى، وهو الإختيار الذى لو تم الإستقرار عليه يكون السيسى قد إرتكب الخطيئة الثالثة فى حق شعبه، بعد خطيئتيه السابقتين، الأولى بإعادة الأحزاب الدينية إلى الحياة السياسية المصرية، والثانية بإعادة رموز نظام مبارك، والثالثة بقبول المصالحة مع الإخوان، ليكمل بذلك خطاياه الثلاث، وينطبق عليه المثل القائل – الثالثة تابتة.
جاكرتا 27/2/2015م
abdelgawad885@yahoo.com