لا مجال هناك للمناورة أو للمراوغة أو للمساومة ، وجيشنا الباسل وشعبنا الأبي يخوضون حرباً حقيقية على الإرهاب وعلى الرجعية وعلى التخلف وعلى الظلام ، وفي هذه الحرب لا تراجع ولا استسلام ولا تهاون ، وفي هذه الحرب لا يجوز مطلقاً وبعد اليوم القبول بأنصاف الحلول ،
ففي هذه الحرب نحن جميعاً مستهدفون ، ونحن فيها جميعاً على المحك ، ولهذا فالواجب الوطني والأخلاقي يدعونا لطي صفحة الخلافات والنزاعات والمهاترات والمراهقة السياسية ورغبة الأمزجة وما تهوى النفوس ، والتوجه إلى حماية العراق وحماية الروح التي بدت تسري في عروقه بعد 2003 م ، وحين سمعت بنداء المرجعية شعرت بالفخر وشعرت بمن يعي المسؤولية في الأوقات الحرجة ، وإنني فخور بدورها الإيجابي الذي يحث الناس ويحفزهم على الوقوف بوجه المؤامرة التي تستهدف الشرف العراقي .
أقول : عندما يطفح الكيل ، لا مجال للتفلسف ولا مجال للتصنع أو التزلف ، إنما هي وقفة واحدة نكون فيها أو لا نكون ، خاصةً وبعد ان تعرفنا على ملامح المؤامرة ، التي بدت تتكشف خيوطها وينجلي الغبار عن أطرافها ، وهنا لن نكون أبداً محايدين ولا يجب ، بل إننا مع قواتنا المسلحة ومع جيشنا الباسل ومع شعبنا الأبي ، معهم في محنتهم ومعهم في صبرهم وهم يخوضون صراعهم من أجل الحياة الحرة الكريمة ، ونحن واثقون ومتفائلون بالنصر وبالعزيمة التي نجدها في جباه الرجال وعيونهم ، ولن نقبل بعد اليوم في مكان يأمن فيه أهل الإرهاب ، ولن نقبل الأعذار والحجج فواقعنا لا يرحم ، ولنا كبير ثقة بعشائرنا وهي تتنادى للدفاع عن حرمات العراق فخر وعز وكرامة ، ولنا الفخر بمثقفينا وكتابنا وهم يحملون أقلامهم وأوراقهم بوجه المعتدي الغاشم .
وإني وأثق إن رآية العراق ستظل خفاقةً ومنصورة ، وها هو التاريخ شاهد ودليل يحدثكم عنها ، إذ كلما أنثنى منها عود قام على ذلك ساق وأستقام ، ولا يُفلح من يريد جر العراقيين إلى حرب طائفية لأن ذلك عندهم ممنوع ومحرم وهم يعرفون ذلك ويعلمونه ، ولكن قتال أهل الفتنة والبغي من الظالمين ومن أهل الإرهاب شرف لكل حر يؤمن بالحياة وبالحرية وبالكرامة .
إن هذه المعركة نريدها الحاسمة ونريدها النهائية ، ولا نريد جولات أو مواطئ قدم تتيح للمجرمين ان يعيدو الكرة على شعبنا من جديد ، فأهل نينوى مع الجيش وأهل سامراء وأهل الأنبار وأهل ديالى وبغداد وكل المحافظات والبلدات كلهم مع جيشنا الباسل ، الجيش الذي صنعناه بأعيننا ولن نرضى له بديل ولن نرضى من يشكك فيه أو يطعن ، نعم ولربما تخاذل البعض فهذه خطئيةُ قد حدثت مثلها لجيش الرسول في أحد وفي حنين وقد ذلك حدث مع الصالحين ومع الثوار ، لكن جيشنا هو جيشنا يضحي بدمه من أجل ان يعيش العراق حراً عزيزاً .
أن شعبنا بكل فئاته وكل صفاته وصنوفه مع الجيش ومع قيادته ، لتخليص العراق من وحل التخلف والهمجية والظلم القادم من عفن التاريخ ، وإذا كانت إنتكاسة الموصل وتكريت وبعض الأجزاء من هنا وهناك طعنة في الجسد والروح ، نقول : هي إنتكاسة مؤقتة ونحن جميعاً ومعاً قادرون على دفعها ودفع الشر القادم منها وفيها ، وذلك لأن شعبنا لا يسمح بعد اليوم ليكون فيه مكاناً للقتلة والمجرمين ولا لمن يزود الفتنة باسباب الدوام والإستمرار ، نعم هذا يحتاج وقتاً أو بعض وقت ، لكن صبراً جميلاً والله المستعان ، ودعوني أحيي كل من تطوع راغباً في ؤد الفتنة وكل من له صوت في قمع الشر ونهاية المعتدي .