Thursday, August 15. 2013
" إن مفهوم الأخلاق في الفكر اللبيرالي ماهية وجودية مشتملة. تعبر عن العمل و الضمير, أي أنها مزيج من القيم و المشاعر لذلك فهي عامل أساسي في خلق عالم خال من التوثر و العنف والإكراه و الحقد"
الدكتور راغب الركابي في الأخلاق الليبرالية
إن الأخلاق في المذهب الليبرالي مجموعة من القيم الضرورية و الإحترازية في الوقت ذاته,و الضرورة والإصرار هما من أجل حماية المجتمع من التعدي والتجاوز, أي أنها تتخذ شكل القانون في طبيعته و فعلته ومنجزيته, و نحن في حزب الإتحاد الدستوري ’ نؤمن إمانا راسخا بأهمية الأخلاق الليبرالية المتمظهرة بالأليات اللازمة في صناعة المجتمع والحياة, و التي يترتب عنها تطور في النسق الإنتاجي و الثقافي والسياسي و الإجتماعي . على هذا الأساس تعتبر الليبرالية حاجة تعزز الشعور بالذات في صف الفعل الواجب.
ثمة أفكار مغلوطة و مشوهة تترصد لأي فكر خلاق و رزين و هادئ. فالمفهوم الأخلاقي في الفكر السياسي الليبرالي, عبارة عن سلوك منتظم , و عمل نزيه و ثقافة سديدة و معرفة ووعي و إبداع خلاق وتربية متوازنة و سلم ووئام, في ظل وجود إجتماعي خال من العقد والمركبات والعلل السيكولوجية و السوسيولوجية, من حقد إجتماعي دفين, و تطرف وغلو فكري و إيديولوجي, يولد الشعور بالكراهية و الضغينة إزاء الطبقات المالكة لوسائل الإنتاج و المال, باعتبارهم أعداء إستراتيجيين و تاريخيين من معين المقاربة الإشتراكية المردودة و البائدة المستوحاة من النهج الغيفاري" إن السلم الحقيقي لا يمكن أن يتم بين المضطهدين بكسر الهاء و المضطهدين بفتح الهاء و بين المستغلين بكسر الغين والمستغلين بفتح الغين"
تطرح الليبرالية الديموقراطية الإجتماعية منظومتها القيمية, كمضادت حيوية و بدائل ناجعة , تشخص أمراض المجتمع الإقتصادية و الإجتماعية و تقيم حالة الخطورة و دورها في تعطيل قوى الإنتاج و العمل التنموي من أجل إسعاد الإنسان و تحقيق الرفاه و الرقي, أي تسعى الليبرالية إلى سيادة القانون وسموه, عبرالإمثتال الى نظمه ,كخيار إستراتيجي لا مندوحة عنه. لمحاربة كل أنماط الفساد السياسي, و المالي, ثم الإقتصادي من إرتشاء, ومحاباة , و محسوبية ومحاباة و شطط و تسلط في كل القطاعات ومناحي الحياة العامة, و في أجهزة الدولة و المجتمع . إن الخطاب السياسي في الفكر الليبرالي واضح و وواقعي و علمي , لا يرتد إلى مرجعيات ضبابية.و سفسطائية , و لا يستند على توظيف مفاهيمي معقد ومنمط بوعي أو دون وعي , يهدف إلى إثارة الفوران و الجيشان الشعبي و يزرع تمثلات الصراع الطبقي بالمفهوم الإشتراكي.
حزب الإتحاد الدستوري من موقعه كقوة ساسية مؤثرة في المشهد الحزبي المغربي.مايزال ينافح من أجل تأصيل القيم الليبرالية الديموقراطية الإجتماعية داخل المؤسسات , و في جميع القطاعات . ومن منطلق تموقعه كمعارضة برلمانية بناءة ورزينة ذات قوة إقتراحية تشريعية نوعية,يتمركز خطابه حول الرؤية الواقعية والوضوح الفكري والمذهبي في التحليل الإستراتيجي لمغرب جديد بعد دستور جديد, نحن لا نصبو إلى تحقيق المثاليات و الطوباويات,ما ناتزم به هو التحليل الواقعي للأزمات الإقتصادية و الإجتماعية للمغرب. باعتبار الفكر اليبرالي المخرج الوحيد والبديل الحقيقي لحل مختلف الأزمات الإجتماعية و الإقتصادية هو أرضية مأسسة حزبنا.دون أحداث القطيعة مع خصوصياتنا الدينية والحضارية والثقافية واللغوية والهوياتية.الإتحاد الدستوري يبني مشروعه المجتمعي السياسي والإقتصادي والإجتماعي على تخليق الفعل السياسي و التدبير الحزبي, إيمانا منا بأهمية الرأسمال البشري المؤهل و المخلق في بناء الدولة الديموقراطية و الحرية الإقتصادية و المبادرة الحرة والإدارة المواطنة و مغرب الحقوق والحريات في إطار المسؤولية و أداء الواجب.
من خلال تشكيل وعي مجتمعي حديث زاء قضايا و وإشكالات المجتمع المغربي. فالليبرالية لا تمانع من الربط الجدلي و التاريخي والوظيفي بين العرف والأخلاق
في مجال ضبط و تفعيل حركية المجتمع المنتج.
و على نقيض الأحكام الجاهزة و الصور النمطية و المبتذلة, التي يتم إسقاطها على الفكر الليبرالي, بتوصيفه كوحش كاسر ينهش الإنسان إقتصادياوإجتماعيا و يكرس نفوذ بورجوازية متعفنة تحتكر وسائل الإنتاج و تؤثر في مراكز القرار السياسي و الإقتصادي, و توسع الهوة بين الأغنياء والفقراء و تعمق التفاوت الإجتماعي.
إن الليبرالية حاربت و ماتزال , و بلا هوادة كل أشكال القيم الفاسدة من كذب و ديماغوجية وتدليس و فصام وتسويف ومماطلة وتغليط للرأي العام, بل تسعى إلى بناء مجتمعات راقية و متطورة حضاريا و إقتصاديا , مع تحقيق الرفاه الإجتماعي للأفراد, و أنسنة الإقتصاد, ليتضح بجلاء أن الليبرالية الديموقراطية الإجتماعية كفكر فلسفي و اقتصادي , تأسست على القيم الأخلاقية التي تبني الإنسان و تحقق وجوده في حياة كريمة وعيش رغيد.في عالم متضامن ومتازر, و الحال كذلك فهي ترفض مقولة " الميكيافيلية" للإهتداء إلى الأهداف المنشودة بنهج أساليب و سبل غير أخلاقية . في حزب الإتحاد الدستوري, نتقيد بالتزامات أخلاقية للممارسة السياسية داخل الحزب و في أدائنا التشريعي و التدبيري للشأن الحلي و و خطنا الإعلامي, بحكامة سلسة ورؤية متبصرة و تسيير معقلن وروي,و أخذنا على أنفسنا جعل المواطن المغربي في جوهر إهتماماتنا , وأولوياتنا بترسيخ المنظمومة القيمية في الخطاب السياسي و سلوك مناضلينا, بغية بناء الإنسان معرفيا و ثقافيا وأخلاقيا, بمنأى عن الإجترار أو السقوط في هوة فصام الخطاب الأخلاقي بالمفهوم الإسلاموي و الإشتراكي, التي فشلت فشلا ذريعا في بلورة مجتمعات تنعم بالديموقراطية و حقوق الإنسان و العدالة , و التعددية الحزبية و النقابية و الحرية الإقتصادية, و انهارت نظمها السياسية و الإتصادية.
|