لا حوار مع حملة السلاح؛ يقول النظام الذي يعتبر كل من لا يقول { الأسد أو نحرق البلد } من حملة السلاح! سنرى مالقصة ؛
لا حوار بوجود النظام المجرم؛ يقول المجلس الوطني، و لا نعرف بعد رحيل النظام مع من سيتحاور! ربما النظام برأيه هو من تم اغتيالهم، أي الشرفاء، و هم لا يحاورون شرفاء ؟ سنرى؛
هذا كان سابقاً، بين النظام بجميع فاسديه و شرفاءه، و المعارضة بزعامة المجلس الوطني بغليونه و سيداه و صبراه و إخواناه! أما اليوم فالأوضاع تغيرت، تغيرت كلياً! لماذا و كيف؟
تم أغتيال الشرفاء بالنظام بمساعدة أزلام النظام الإسلاميين، و إلا كيف تم الوصول لهم رغم الحراسة المشددة؟ بقي فاروق الشرع من هو جدير بقيادة الحوار - بنظر المعارضة ... واحد.
تم سحب قيادة المعارضة من الملحد غليون و الكردي سيدا، و تسلم " الشيخ " معاذ القيادة، مسلم سني و شيخ فوقها ... اثنان.
أصبح الحوار جدير الآن؛ نظام خال تماماً من أي علماني ديمقراطي، معارضة إسلامية بحتة بقيادة شيخ! يا سلام! و بناءً على ما تقدم، عرض النظام الحوار بجدية تامة، و عرض الشيخ معاذ الحوار من جهته، فقام وليد المعلم من موسكو بدعوة الجميع للحوار بما فيهم " المسلحين "!
إذا كنتم تعلمون أنكم ستصلون ليوم تجبرون به على التحاور، و هذا ما طرحناه منذ بداية الأزمة و المقالات تشهد، فلماذا هدمتم نصف البلد و قتلتم عشرات الآلاف من البسطاء الذين لا ناقة لهم و لا جمل بفسادكم و إرهابكم؟
بتحليل بسيط و عقلاني لأفعال النظام السابقة و اثناء الأزمة من أطلاق سراح المجرمين وسجن أصحاب الرأي .. الخ، يتضح أن النظام لا يقاتل المسلحين لأنهم " إرهابيون " كما يزعم، لأنه أكثر من دعم الحركات الإرهابية لعقود، حماس فتح إرهابي العراق البوطيين و قبيسياتهم الخ، ناهيكم عن تحالفه مع كل من يحاربنا الآن، العثمانيين و بدو الخليج و من لف لفيفهم.. بل يقاتلهم لأنهم يريدون الحكم لوحدهم بدون أزلام النظام الحالي! و يتضح ذلك أكثر من خلال عدم حصول أي تغيير من قبل النظام! من راهن على أن النظام تربّى من أخطاءه، فقد خسر الرهان، القوانين حتى التي تم تغييرها بقيت نفس المضمون، الإعلام بقي ذاته، يستضيف الإسلاميين من قبل النظام، و يمنع العلمانيين، رغم أن من استضافتهم { أولئك القلة } كانوا حلفاء للنظام، و بالتالي لا يهم أن يكون فقط مؤيد للنظام، بل يجب أن يكون ذو توجه إسلامي عروبي بعثي! طبعاً ناهيكم عن بقاء سجناء الرأي داخل مربعات عذاب القبر المسماة سجن، و أطلاق سراح حملة السلاح الإسلاميين بحجة لم تتلطخ أيديهم، و قد أثبتت الفيديوهات أن من خرجوا بالعفو عادوا لحمل السلاح و الإجرام!
في السنة الأولى من الحرب بسوريا، راهن الكثيرون على أن النظام بقيادة الأسد سيصبح أتاتورك آخر، فكان أول خازوق للمراهنين على ذلك : ملايين الليرات [ من أموال الشعب ] ذهبت للبوطي و مدارسه الشرعية و كليته البدوية، ثم ملايين لفتح قناة إسلامية، ثم إلغاء حظر المنقبات في الجامعات و غيرها، ثم دستور إسلامي... سقطت آخر ورقة رابحة بيد المراهنين على نظام وطني بكل معنى الكلمة، فبدأ العد التنازلي لحلفاء النظام، و على الرغم من بقاء بعض أبناء الأقليات يؤيدون النظام، إلا أن الغالبية تراجعت عن ذلك، كونهم لم يجدوا فرقاً بين النظام و بين من يقاتله! و السؤال هنا، هل سيبقى أحد يؤيد هذا النظام الذي يدعو المسلحين للحوار؟ هل سيصمت أهالي الشهداء الذين ضحى بهم النظام ليصل بالنهاية لتوافق بوطي قريشي على تقسيم السلطة في ما بينهم؟!
كنت كغيري من العلمانيين، أتمنى أن تكون توقعاتي خاطئة بأن النظام لن يتغيير، و لن يتربى من أخطاءه لأنه حتى اليوم مقتنع أن ما كان يفعله هو صواب! فأن أكون مخطئ بالتوقعات يعني أن النظام تغيير و أصبح " وطني " بلا دين و بلا عرق، أي بلا نازية على الشعب المتعدد الأديان و الطوائف و القوميات، إلا أن أرشيف مقالاتنا يشهد لنا بأن كل ما تنبأنا به حصل! فهل من يراهن مجدداً على ما سأقوله الآن حول النهاية في سوريا؟!
لن أطيل عليكم لأني أعتقد أن المعنى وصل لمن يجيد القراءة بالعقل لا بالعاطفة... النتيجة:
توافق إسلامي بعثي على سلطة دينية استبدادية، يتم تبادل الأدوار ضمن الملعب الإسلامي، أي ربما سيكون هناك انتخابات، إلا أن القوانين التي تنص على الانتخابات ستكون إسلامية، كحال دستور النظام الحالي، و الأحزاب إسلامية، أيضاً كما ينص عليها قانون الأحزاب الحالي، الذي يسمح من خلاله إقامة أحزاب إسلامية " كالأنصار " و عروبية كالأحزاب العروبية الجديدة و حزب البعث العروبي القديم، رغم أنه ينص على عدم قيام أي حزب على أساس عرقي أو ديني، لكن كحال الدستور تناقض عجيب، بموجبه يسمح بالعمل الإسلامي و تداول السلطة إسلامياً!
بالنهاية سيقولون أن بني علمان هم من وضعوا الخلاف بيننا فلعنة الله على بني علمان! مع قرار بحظر العلمانية و محاربتها و اعدام اتباعها!
سنلتقي في الأيام المقبلة بعد تحقيق هذه النبوءة كما تحققت سابقاتها التي كنا قد تنبأنا بها!
أتمنى من كل عقلي أن أكون مخطئ هذه المرة، إلا أن أفعال النظام تثبت حتى الآن صحة توقعاتي، مع ذلك سأدع الـ 1% من الأمل المتبقي قيد الانتظار.