نداء صادر عن الحملة الوطنية لفصل الدين عن السياسة
نعم حان موعد إعلان كافة المرجعيات الدينية لجميع الطوائف والأديان في العراق عن تأييدها لفصل الدين عن السياسة.
هذه الدعوة لا تنطلق من فراغ بل تدعمها جميع الاحداث التي شهدها العراق على مدار السنوات الثمان الماضية، بل وتدعمها مواقف جميع المرجعيات الدينية وخاصة المرجعية الدينية في النجف، التي أدركت مبكرا ضرورة الابتعاد عن الفصائل السياسية وأكدت أنها تعارض استغلال الدين في السياسة وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل السياسية… وأكدت مرارا ضرورة أن لا تستغل الفصائل السياسية الرموز الدينية في حملاتها الانتخابية.
لذلك يمكن القول إن فصل الدين عن السياسة هو الموقف الفعلي لجميع المرجعيات الدينية في السنوات الأخيرة، لكن الاعلان عنه كان خجولا ومواربا، وهو أمر خلط الأوراق أ أمام مؤيدي تلك المرجعيات… وقد حان وقت إعلان موقف صريح وحاسم كي يتجه العراق نحو بناء دولة المؤسسات المدنية من أجل قيام دولة متحضرة تحظى فيها جميع الأديان والمرجعيات باقصى درجات الاحترام والتبجيل، بعد أن أساء إليها استغلال الدين في السياسة.
فغالبية العراقيين تدرك اليوم أن فصل الدين عن السياسة أصبح ضرورة قصوى لوضع أسباب الخلافات جانبا وتوحيد قلوب العراقيين حول مبدأ المواطنة، لكي نفتح أبواب الشفافية أمام العمل السياسي.
كما يدرك العراقيون بكل أسف، أن معظم من قـُتل من العراقيين قـُتل باسم الدين، وأن أبشع انواع الفساد ارتكبت باسم الدين، وأن معظم مشاكل العراقيين الأخرى ناتجة عن استغلال الدين في السياسة، لذلك ندعو المرجعيات الدينية أن تنأى بنفسها عما ترتكبه الأحزاب الطائفية التي اصبحت محاصرة بغضب العراقيين الذي اوشك على الانفجار.
هذه الدعوة هي أقرب الى جوهر الدين والى جوهر نشاط كافة المرجعيات الدينية التي تدعو الى المحبة والتعاطف والتراحم بين جميع المؤمنين… وتؤكد دائما على أن جوهر الدين هو المعاملة والالتزام بالسلوك الأخلاقي والقيم الروحية.
نتمنى على كافة المرجعيات الدينية أن تعلن تأييدها الصريح لفصل الدين عن السياسة، كي تحافظ على مكانتها الروحية وتبتعد عن أخطاء الاحزاب الطائفية التي جرت العراق الى أبشع انواع الكوارث… ذلك أن عدم إزالة هذا الالتباس بينها وبين الأحزاب الطائفية قد يسيئ الى مكانتها في قلوب أتباعها.
إذا كنا نريد بناء دولة متحضرة فعلينا أن ندرك أن جميع الدول المتحضرة تفصل بين الدين والسياسة، وأن جميع البلدان التي لا تفعل ذلك تعاني من أزمات شبيهة بالأزمات التي نعاني منها.
وقد برهنت التجارب العملية عبر التأريخ، أن إقحام الدين في السياسة يهدف دائما إلى تحقيق مكاسب سياسية، وإلى إقصاء الخصوم عن الساحة، والخاسر الوحيد هم الناس العاديون الذين يحرمون من فرصة تصدي الأكفاء والخبراء المخلصين لإدارة شؤونهم.
نأمل أن تسبق المرجعيات الدينية الأحداث في العراق وتعلن تأييدها لفصل الدين عن السياسة، فقد سبقهم العراقيون كثيرا وبدأوا يتجهون نحو إقصاء الأحزاب الطائفية ذات اللون الواحد، بل وحتى ذات العرق الواحد… بعد أن ادركوا أنها لا تمثل مصالح العراقيين بكافة أطيافهم.
نتطلع مع كل العراقيين المخلصين الى قرب إعلان جميع المرجعيات الدينية عن تأييدها الصريج للحملة الوطنية لفصل الدين عن السياسة في العراق.
كما ندعو جميع العراقيين الساعين الى قيام دولة مؤسسات مدنية الى إعلان تأييدهم بالتوقيع والترويج للحملة في موقعا:
www.seculariraq.org
seculariraq@gmail.com