برعاية فخافة الرئيس جلال الطالباني وتحت شعار ( براسي موال أريد أغنيه ) عقد في قصر السلام ببغداد ( مؤتمر الغداء الرئاسي الأخير ) ظهيرة يوم 20 - 5 هو الأول من نوعه في عالم السياسة والحداثة حضره عدد كبير من القادة العراقيين ،
الجدد والقدامى ، حاملين على عواتقهم محاريثهم لحرث صواني القوزي والمسكوف تاركين بيوت الجماهير الشعبية الفقيرة في أحياء بغداد الفقيرة تعوي وتصرخ من جوع وعطش وظلام . كان المؤتمر قد حقق التوازن بين حسنات مشويات المأدبة ومقلياتها بقيادة الرئيس جلال الطالباني وقد عرض على الحاضرين ، من جميع أعضاء الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات ، نتائج رحلات مندوبي الحكومة الاتحادية إلى جمهوريات كربلاء والنجف والحلة ، التي استغرقت ثلاثة أيام ، تفقدوا خلالها مخيمات اللاجئين الداخليين ، المهاجرين والمهجرين العراقيين ، واطمأنوا على الوضع الإنساني المحيط بحياتهم اليومية ، التي تحركها أراجيح الفقر و الذل .
وقد ذكر فخامة الرئيس خلال غداء المؤتمر أن رجال الحكومة الاتحادية جميعهم قد قاموا قبل حضورهم غداء الرئيس بزيارة معسكرات المهاجرين والمهجرين وقالوا للمجتمعين جميعا في قصر السلام إن الأوضاع بدأت في التغير إلى الأفضل خلال الأسابيع القليلة الماضية . . وقد ثبت خلال مناقشات (الغداء الملحمي - المسمكي - المدجج) إن النقطة الرئيسية حول( تشكيل الوزارة الجديدة) تتعلق مباشرة بحالة تجويع وتعطيش وتعرية المشردين في جميع المخيمات الداخلية التي سيجري حل جميع مشاكلها بمشيئة الله خلال العقود العشرة القادمة وسوف يتم ذلك بوتيرة سريعة ومستمرة. وقد استبشر جميع الحاضرين في قصر السلام أن الليل البغدادي المظلم لن يطول خاصة وان الدولة الألمانية الاتحادية الكافرة العاهرة قد أكملت استقبالها يوم أمس 2500 مهاجرا مسيحيا عراقيا استقدموا من المهجرين في سوريا .. وكانت مصادفة دولية جميلة ان تبدد العائلات العراقية اللاجئة إلى المانيا اخر قطرات من دموعها في ذات اللحظة التي انهمرت فيها أيادي المدعوين العابدين الناسكين من السادة القادة غموسا في صواني القوزي.. !
لقد استطاع الغداء الرئاسي الأخير الذي عقده السيد الرئيس المنتهية ولايته بحضور جميع المسئولين الكبار المنتهية ولايتهم حسب عواصف ريح صرصر التي كانت ترتجف أمام كآبة دولت رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أغلقت خطة العد والفرز جميع الأبواب بوجهه وقد بدا عليه خلال الغداء انه لم يتقبل بمحبة ولطف ما أذاعته المفوضية العليا للانتخابات من تطابق نتائج الفرز اليدوي مع الفرز الآلي وبذلك أصبح الكثير من السياسيين الأفندية الحاضرين في المأدبة يهمسون في آذان العراقيين من المعممين من المسئول عن كلفة الملايين من الدولارات الضائعة في تكرار العد والفرز ومن المسئول عن الوقت الذي ضاع هباء ومن المسئول عن بقاء العراق بلا رئيس جمهورية منتخب وبلا برلمان منتخب وبلا وزراء منتخبين ..؟
لم يستطع الدجاج المشوي ولا البط المقلي ولا اللبن البارد من مساعدة جهابذة الديمقراطية العراقية من تجاذب أطراف الحديث عن أحلام وأماني ومتطلبات الشعب العراقي الذي يتفجر فقراؤه كل يوم من عطش وحر وجوع ..!
واأسفاه أن (مؤتمر الغداء الرئاسي) كان بلا نساء إذ لم يستورد السيد الرئيس إلى ينابيع قصر السلام نساء من الوزارات ولا نساء البرلمان السافرات ولا المحجبات فقد اقتصر الغداء على مجموعة من ا(لذكور الفحول) متفيئين تحت ظلال مهيبة من الأشجار الهرمة غير المثمرة.
وااسفاه ظلت جرة غداء قصر السلام فارغة وظلت مصابيح بغداد في الليل بلا نور ..!