لو كانت سلطات أي دولة خليجية أو عربية أو غيرها، قد تعاملت مع رجل دين شيعي في مقام «آية الله حسين علي منتظري»، في حياته وبعد وفاته، ومنعت مراسم عزائه وقمعت أهله وأنصاره، كما فعلت للأسف السلطات الايرانية اخيرا ولا تزال، لقامت قيامة شيعة الخليج ولبنان والعراق وكل مكان. وربما لو كان الامر بيد الدولة والحرس الثوري الايراني وجماعات «حزب الله» داخل ايران وقوى التسلط والتزمت فيها، لربما منعوا حتى دفن «نائب آية الله الخميني»، درءا للفوضى ومنعا للفتنة، الى اجل غير معلوم، أو أودعوه قبره في مكان مجهول
يعلن مستقبلا! لا تزال القوى الإصلاحية الايرانية تواصل نضالها السلمي لتحقيق الديموقراطية وحرية الارادة، ولا يزال الشعب رجالا ونساء يقدم التضحية دون تردد على الرغم من حرص الحركة الإصلاحية على تجنب العنف والصدام، بينما تتجه السلطات الى المزيد من الاجراءات المتشددة التي لم توقفها حتى مراسم عاشوراء، ونال القمع قادة الإصلاحيين واقاربهم والصحافيين مثل د.ماشاء الله شمس الواعظين.
اين دور كبار رجال الدين ومجتهدي الشيعة والحوزات الدينية من هذه الازمة الدامية والصراع الذي بات يهدد ربما بحرب اهلية في دولة على ابواب التسلح النووي؟ اين دور المسلمين عموما والشيعة خصوصا في الدفاع عن حرية الرأي وكرامة قوى الإصلاح والمعارضة في ايران؟ ان الحوداث في ايران تتوالى، وهي تنذر بعواقب وخيمة ان لم تتفاهم السلطة مع الإصلاحيين وتوقف القمع وتفتح المجال لكافة الايرانيين، مهما كانت توجهاتهم وميولهم واديانهم ومذاهبهم وقومياتهم، للمشاركة في تقرير طبيعة النظام السياسي والتمتع بخيرات بلادهم.
بانتظار ايران كما قلنا مرارا مستقبل زاهر واعد، وباستطاعتها ان تكون من اركان التقدم والديموقراطية والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الاوسط.
ولا يزال باستطاعة السيد علي خامنئي مرشد الثورة ان يدعو الى مصالحة وطنية وتفاهم شامل وتخليص النظام والبلاد من هذه السياسة العقيمة التي عزلت ايران وافقرتها وجلبت عليها عداء الجيران والعالم الخارجي. ان لحظة المصالحة هذه لن تدوم الى أسابيع وأشهر. وقد رأينا في احداث ثورة عام 1979 نفسها كيف تراكمت الاخطاء والخطوات المبنية على سوء التقدير والاستهانة بالمعارضة ودعاة الإصلاح!
فلتستفد حكومة ايران الإسلامية من تلك الدروس ولتتذكر ان تسليط العسكر والبسيج والحرس الثوري وعناصر الاستخبارات على الجمهور الاعزل وضرب الرجال والنساء بالهراوات وقتلهم لن يحل الازمة المتفاقمة.
كان باستطاعة السلطات ان تتحرك بشكل ايجابي بعد الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية قبل ستة اشهر.. اما الآن، فلم تعد القضية التي يتظاهر الايرانيون ويموتون من اجلها في الشارع نتائج الانتخابات
نقلا عن الوطن الكويتية