الحمد لله والصلاة على رسول الله ..
ما كادت طائرة رئيس الولايات المتحدة تختفي في سماء مدينة المعز لدين الله الفاطمي ، حتى وجدنا أنفسنا في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية ، تحت شلال من التعليقات المتنافرة بشكل مدهش ، بعضها بسبب تنافر المذاهب والمشارب والإنتماءات ، وبعضها بسبب تناقضات في خطاب المذكور على مسرح جامعة القاهرة ، سنكتفي هنا بالإشارة إلى هذه التناقضات ، ضاربين صفحا عن التعليقات المتنافرة ، لعلنا نعرض لها في مكان أخر .
.
يقول : باراك أبن حسين أوباما - حفظه الله ورعاه - : السلام عليكم !
ويرتفع التصفيق والهتاف من الحاضرين ، واقفين على أرجلهم بدءا من رؤوس الهرم في السلطة السياسية ، مرورا برؤوس الهرم في السلطة الدينية ، وانتهاء برؤوس الهرم في السلطتين الثقافية والمالية [ ولا أدري لماذا كل ذلك التصفيق ] ويتابع البلهاء ، ونندهش نحن ، فثمة خيط مفقود لا نعلمه بين عباراته ..
يقول - لافض فوه - : الإسلام له تاريخ في التسامح يدعو للفخر ،، وهذا ما نحتاجه اليوم - .
ثم يمد يده إلى جرابه ، ليخرج منه قبضة من الآيات القرآنية المترجمة إلى الانكليزية ، التي تدعوا إلى السلم والسلام ، قائلا : يجب وقف المقاومة حتى يمكن وقف الاستيطان ..
المضحك المبكي : هو ليس في خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على مسرح القاهرة ، فليس ثمة أحد لايعرف إنه يتفرج على رئيس أمريكا الجديد ، تلك الدوله التي تعاني من العجز المالي الذي قد تضاعف ثلاث مرات ، خلال الأشهر الثمانية الماضية ، من 350بليون دولار إلى حوالي 980 بليون دولار ، والمطابع الأمريكية لاتتوقف عن طباعة الدولارات الجديدة دون تغطية ، لكن أُباما يبقى رئيس تلك الدولة الأكبر في العالم !!
المضحك المبكي : هو في هؤلاء المصفقين الواقفين البلهاء الذين جاؤوا ليؤدوا دورهم ككومبارس على المسرح .
رئيس الولايات المتحدة الجديد في أحدث طبعاته ، يطلب من العالم الإسلامي عموما والعربي خصوصا ، الإنصياع للأمر الواقع والتعاطي بشكل إيجابي معه ، وأن يبادروا إلى طرح أقصى ما يستطيعون من حلول وعقلانية ، حتى يُمكن إقناع الرافضين أعداء السلام بحقيقة ذلك ، وأن يقبلوا به على قاعدة الأرض الأمن ثم السلام ..
فالسلام حياة ومحبة وشعور متبادل وثقة ومسؤولية ، تقوم على قاعدة مشتركة وردت في البيان الإلهي التالي : قوله [ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ] الأنفال 61 .
بوسالم الدمشقي