بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس باراك أوباما دام إحترامه
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .. واشنطن
أسمحوا ليّ سيادة الرئيس في البداية ان أُهنئكم بإسمي ونيابة عن الشعب العراقي وابارك لكم وللشعب الأمريكي إنتخابكم رئيساً وزعيماً وقائداً ومجدداً ،
في لحظة تاريخية ومصيرية كنا وباقي شعوب الأرض ننتظرها بشغف ورجاء وأمل ، وكنا منذ البداية نُمني النفس ونبشر الدنيا بعهدكم الجديد في التغيير والإصلاح وإعادة الثقة والنظر للمستقبل بعين الرعاية ..
السيد الرئيس : لقد مر العالم كل العالم بفترة عصيبة وحرجة من تاريخه المعاصر هي الأشد قلقاً وخوفاً وتبدلاً في موازين القوى والقواعد والقيم السلوكية والسياسية للأفراد والمجتمعات والدول ، وشهدنا في ظلها كيف تم التجاوز على القوانيين والأعراف الدولية ؟ ، وكيف تم التجاوز على سيادة وإستقلال الشعوب والمجتمعات والدول ؟ ، ورأينا كيف تم الخلط والتبرير بين المبادئ والقيم على حساب كرامة الشعوب ومعتقداتها ؟
السيد الرئيس : لقد نال شرقنا من ذلك التجاوز السهم الوافر ، فكانت فيه الحرب الإستباقية وكانت فيه الحرب على الإرهاب ، التي هي محطات وعلامات بارزة حددت بوضوح معنى العجز السياسي الذي ساد في المرحلة السابقة .
السيد الرئيس : لقد قدم شعبنا الكثير من أجل سيادة القانون والنظام ، وجاهد في سبيل ذلك من دون كلل ، يحدوه أمل وشعور وتفاؤل في بناء الدولة الديمقراطية المنشودة - دولة العدل والحرية والسلام - .
سيادة الرئيس : لقد ساهمنا في حركة التحرر الوطني وشجعنا حركة التحريرالدولي لبلادنا عن رغبة وقناعة وإيمان وطواعية ، يدفعنا إلى ذلك شعورنا بوجوب الخلاص من سلطة الأستبداد والقمع والفساد و الدكتاتورية التي كانت تمارس بحق شعبنا ، والمؤسف إن هذه الإرادة وهذه الرغبة أصطدمت برغبة الأغيار في إشاعة الفساد والقتل والدمار وبث الكراهية في روح المسالمين من شعبنا الطيب ، وجرى تقسيم عمدي لوحدة الشعب على أسس فئوية وطائفية وعنصرية ، وزيد من وقع الأعمال الأرهابية وتنامى حجم ودور مُنظمات وأحزاب الظلام .
السيد الرئيس : إننا اليوم وبعد مضي خمس من السنيين العجاف ، نأمل بان تشاركونا العمل في تصحيح وإصلاح مسيرة الديمقراطية ، كي يُعاد لها روحها وعنفوانها في رسم خارطة للطريق الصحيح لعراقنا المُعذب ، فقد حان الوقت لكي نُحقق للعراق إستقلاله وسيادته وكرامة شعبه ووحدة أراضيه .
السيد الرئيس : إن العمل الجاد المثمر في هذا الإتجاه ، هو الكفيل برفع حالة اليأس والعجز والقنوط وقلة الحيلة ، وهو الكفيل كذلك بتغير لغة الخطاب الشعبي تجاه مفهوم الديمقراطية في العراق ، فهو هناك قد جزئ المُجزء وقسم المُقسم ، كان ذلك بفعل غياب المشروع السياسي الواقعي لما بعد حرب التحرير ، وكذا كان للطريقة التي اتبعتها الإدارة في إخراج تلك التوليفة البعيدة عن منطق العصر وطبيعته ، وإننا على يقين بان كل هذا العجز في السياسة والإقتصاد مرده إلى ذلك يقيناً .
السيد الرئيس : إننا واثقون من حكمتكم ومن إصراركم على تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق وفي الشرق الأوسط ، وهذا التوجه هو جزء من عملية التغيير التي تنشدون ، نرى تجليات ذلك في الحركة والحراك اليومي في سوق السياسة والإقتصاد ، ونراه كذلك في التصميم على إنجاز وتنفيذ كل ما من شأنه ان يعيد لأمريكا مكانتها وقدرتها على كافة المستويات والصُعد .
السيد الرئيس : نحن وأنتم شركاء في صُنع السلام في منطقتنا بين العرب واسرائيل ، وإننا نشاطركم الرغبة والرأي من أجل قيام الدولة الفلسطينية بجوار دولة إسرائيل ، وإننا جدُ متفائلون بان ايام حكمكم ستشهد ولادة العصر الجديد في الشرق الأوسط الذي بشرنا ونادينا به ...
تقبلوا إحترامي وكامل دعائي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته