نقولها بعدما سئمنا كل سياسات بوش في منطقتنا والعالم ، وبعدما عشنا الفوضى والإرهاب والعنف في عقولنا وقلوبنا ..
نقولها مرحبا لرجل نظن إنه يحمل فكراً في التغيير السياسي والمجتمعي الذي ننشده وننادي ونبشر به لنا وللأخرين ، فكر إن تحقق فسيخلق واقعاً جديداً في عالمنا المضطرب ، ونظن كذلك إنه يمكنه صُنع إنسان جديد أو مجتمع جديد ..
ونقولها مرحبا بعدما تبددت أحلامنا في فضاءات الفوضى اللاخلاقة ، وبعدما تبدد ذلك الحلم في بناء مجتمع العدل والحرية والسلام في عراقنا والمنطقة .
الرئيس أوباما لقد ساهم بوش عن قصد أوبدونه في زيادة حدة التطرف الديني ونزعته لتخريب الحاضر وتشويش صورة المستقبل ، مما أربك فينا نزوعات التقدم والحرية وبناء المجتمع المدني وأربك فينا قضية الحقوق الطبيعية ومفهوم المساوات وحقوق المرأة التي غطت عليها أقنعة الماضي وظلاميته ..
إذن فانك ستتحمل أعباء كبيرة تتطلب منك جهداً متميزاً لتكون كما وصفك رئيس وزراء بريطانيا تقدمي وصاحب نظرة للمستقبل ، كل هذا من أجل إعادة التوازن للعلاقات الدولية ، وتحرير أمريكا من عقدة العراق ، التي طُمست فيها كل قيم الإنسان ومثله ، وتبخرت أحلام الملايين فيه حين فُجرت معالمه وتُرك بيد جوقه من المهرجين ودول لا تريد به خيراً ، وزُرعت في أرضه وبين ثنايا شعبه منظمات وأحزاب غربية عن قيمه ، فأفسدت وفسد كل متعلق بها ومن خلالها .
وعلى أوباما ان يُعرف لنا وللعالم مفهوم الإرهاب من جديد ، وعليه متابعة مثيري الفتن وممزقي الشعوب بأسم الدين أو العرق أو الطائفة أو القومية أو المذهب ، وعليه كذلك التأكيد من جديد على القيم الوطنية وإحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وعليه إيضاً ان لا يخلط لنا بين المشاعر والقيم السياسية في موقفه تجاه بعض المشاكل الدولية .
و هذا يتطلب التعامل بواقعية لتحقيق منظومة القيم التي هي مرتكز الدستور الأمريكي ..
ويجب التذكير هاهنا بحق الفلسطينيين والأسرائيلين معاً في العيش المشترك والحياة ضمن سلام عادل كان قد تبناه أسحق رابين وعمل من أجله بيل كلينتون مع العرب ليعيش الجميع بسلام ، كل هذا يتطلب قدراً لا ئقاً من الشجاعة والحكمة وعدم التضييق على أحد على حساب الأخر ..
ونحن في العراق كليبراليين ديمقراطيين نقول لباراك أوباما مرحباً بك ، لتصحح مابناه بوش على قاعدة خاطئة ونريدك ان تقوم بدور حاسم في تصحيح أعمال المرحلة السابقة بكل ظلمها وتجنياها على الشعب وعلى أرادته ..
وعليك إيضاً ان لا تنسى مصادر التوتر في المنطقة من خلال إتخاذ موقف تجاه دول تحاول صُنع أسلحة الدمار الشامل ، ودعوة شعوب تلك الدول للضغط على حكامها من أجل تسخير مواردها في خدمة التنمية والبناء ..
مرجباً بك أوباما ونعم للتغيير الذي تنشده ..