مفهوم المُطابقة مفهوم نسبي وهو بالتبادر يعني المساوات لا على نحو الحقيقة والدقة ، و حين نتبنى مفهوم التطابق في المفاهيم بين الدين والليبرالية الديمقراطية ، فإننا نشير هنا إلى وحدة الهدف والمصدر ، فكلاهما إنطلقا في تعميم مقولاتهما وخطابهما من أجل الإنسان ، وحتى لو قيل : إن الدين مصدره الله ، فنحن نعلم إن خطاب الله ليس لعالمه الخاص بل هو للإنسان ، فالعدل والحرية والسلام هذه المفاهيم والقيم هي إلهية وإنسانية في آن معاً لأنها جاءت من أجل الإنسان ، أي إنها كانت لحاجة الإنسان إذ بدونها لايمكنه أن يعيش ، فهي بالنسبة له تعني الحياة وهي موضوعياً تشكل له الطبيعة الضرورية الملازمة لوجوده ، فهي الماهية والشكل كما يقول أرسطو
تتمة موضوع "التطابق في المفاهيم والقيم بين الدين والليبرالية الديمقراطية - راغب الركابي "