وكانت الحرية والعدل والسلام مطلب الناس جميعاً بعدما غرقوا في بحور من الصراع طويل ,لم يكن أحداً يفكر في طهران وما يمكن ان تقدمه من أجل الديمقراطية في العراق إذ فاقد الشئ لايعطيه . ولم يدر ببال أحد من العراقيين بإنها آى إيران سيكون بيدها مفتاح الحل والربط في العراق الجديد . إيران هذه التي خسرت في العراق كثيراً وتحطمت آمالها على عتبات حدوده في معركة أخذت من الزمن ثمان سنيين عجاف أستهلكت الحرث والنسل . سنيين كل ما فيهن قبيح من القتل والتدمير وتأ صيل الحقد والتنابز بالطائفية .سنيين رآينا فيها العجب من ظهور شكل من البشر غريب ومغاير لكل ما هو عراقي أصيل . وناس همها التحايل والكذب وسرقة مال اليتيم , هذا ما أنتجته إيران, ثم توالت الإحداث وجاء يوم النكبة يوم غزى صدام أرض الكويت في عملية قبيحة من كل وجه . جرّت على العراق الويلات , ومنذ ذلك اليوم تشارك العالم على اختلاف رؤاه وهذا ما تم بالفعل وجرّت الكوارث فصول تترى عبر الحصار والمقاطعة وتحديد خطي العرض في الشمال وفي الجنوب وماتلا ذلك من قصف وتدمير بات يومي , وحاكم العراق لم يكن همه من ذلك سوى بقائه على الكرسي حتى مع إنفصال الشمال وغيبة الجنوب عاش هذا الحاكم ومات وهو خارج إطار حركة التأريخ وحركة الواقع ولم يكن غير مومياء تنتظر من يدفنها . وهكذا جرت الإحداث توالي , وفي وضع كهذا ومعه كان لابد من حدوث التغيير في نمط السلوك السياسي لهذا النوع من الحكام عبر عملية كبرى . وقد آيد العراقيين هذا الفعل بل كل ما من شأنه تصحيح أوضاعهم ومعا شهم ليكونوا أسوة بإقرانهم من دول الجوار . وكان التأييد المباشر واللامباشر لدمقرطة العراق والدعوة لمشاركة الجميع في البناء والإعمار والتنمية . وكان الهاجس في ذلك التاييد هو العراق الشعب والدولة وما يحققه ذلك العمل من نهضة تشمل الجميع وتلم أطراف البلد الممزق المنكوب . ولم يكن يراد للبناء هذا أن يكون مذهباً أو طائفياً بل كان حلماً أن يكون مركز تحول للمنطقة كبير . هذا كان على أقل تقدير هو مطلب الناس البسطاء , وظنهم أن أمريكا ستعمل على تنشيط حركة الديمقراطية وستعمل على نشر ثقافة الحرية عبر ترتيب منضبط وتصحيح . وكان الناس يظنون أنهم سيدخلون العالم الجديد بكل ما يحمل من أمل ورجاء ومع الإيام وكثر البلوى وأنعدام القانون وزيادة الموت الطائفي والمذهبي ونمو الفكر الشوفيني وزيادة رقعة الأنانية وهشاشة الحكومة . وفشل مشروعها وتقوقعها داخل خبايا المنطقة الخضراء المحمية أمريكياً ودخول إيران عبر بوابة التشيع وحماية الطائفية وتسخيرها لكل الأمكانات المادية لتعقيد الوضع وخلق المعوقات كي لايطالها التغيير . وبخل أمريكا في مساعدة من يريد الحرية وأتكائها على الجماعات الطائفية ظناً منها أنها ستعيش . ولا تدري أن خيال إيران أدهى وأمر . وهكذا كان حتى جاء اليوم الذي تتوسل فية أمريكا إيران أن تجد لها ملاذاً آمن يحميها من ويل الهزيمة مع تصدع الداخل الأمريكي وقلة حيلة الناس المخلصين . ستودع أمريكا العراق وسيحكمه المليشيا وستثبت الإيام هذا بعد أن رآى سفير إيران أن المصلحة للسلام واللامن أن تقوم إيران بتدريب قوى الجيش والشرطة العراقية . وهكذا خسرت أمريكا وستخسر المزيد !!! راغب الركابي